عروض مبهرة واحتفال بالحرفية .. أسبوع القفطان يغوص في الثقافة المغربية

هسبريس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اختتم أسبوع القفطان بمراكش فعالياته في أجواء حماسية مبهرة، بعد أربعة أيام من الاحتفال القوي بالقفطان المغربي، تحت إشراف مجلة “نساء المغرب”؛ إذ جمعت هذه الدورة بتميز بين التقليد المتوارث والإبداع المساير لموضة العصر، معززة بذلك مكانة الحدث في المشهد العالمي للموضة.

وأُعطيت انطلاقة تظاهرة القفطان من خلال سلسلة من دورات “ماستركلاس” أشرفت على تنشيطها أيقونات لامعة من عالم الموضة، من أمثال مريم الأبيض، المعروفة بتأثيرها في عالم الحلي الدقيقة، وليلى عزيز، صاحبة التصاميم المتقنة ذات الصيت العالمي؛ فيما شكلت هذه الجلسات فضاء متميزا للتبادل، ومكنت المشاركين من الانغماس في كواليس صناعة الموضة.

وبالموازاة مع ذلك افتتح متحف تاريخ القفطان أبوابه في دار الباشا، حيث قدم عرضا مبهرا أعاد تشكيل التاريخ المدهش للقفطان المغربي، من خلال استعراض قطع منتقاة من مجموعات خاصة. وجسد المتحف المسار الاستثنائي لهذا اللباس الأيقوني، مسلطا الضوء على التقنيات التقليدية والمعاصرة التي تستمر في تشكيل هويته.

وغير بعيد عن المتحف أقيم معرض مهن القفطان الذي استكمل بدوره هذه المقاربة التاريخية، من خلال إبراز العمل المتقن والدقيق لمختلف حرفيي الصناعات التقليدية ذات الصلة بالقفطان، على غرار النساجين والطرازين، الذين تساهم كفاءاتهم المتوارثة في الحفاظ على هذا التراث الفريد.

وشكل عرض أزياء المهارات الشابة إحدى اللحظات القوية لهذه الدورة، من خلال تسليطه الضوء على أعمال ثمان من المبدعات الشابات، تحت تأطير المصممة الشهيرة مريم بوسيكوك، قدمن قطعا لم تتميز فقط بروعة احتفائها بالموروث المغربي الأصيل، بل قدمت أيضا رؤى عصرية للقفطان.

وخلال هذه الفعاليات تم الاحتفاء بإيمان باموس، التي توجت بهذه المنافسة عبر منحها تذكرة المشاركة في عرض الأزياء الكبير للقفطان لدورة العام المقبل، وهو ما يمثل دفعة قوية لمسارها المهني الناشئ.

وشهد الحدث الأبرز لهذه الدورة تنظيم عرض الأزياء الكبير خلال أمسية سلطت الأضواء على أعمال مُبْهِرَة لمصممات مرموقات، من أمثال فوزية الناصري، هدى لاريني، إيمان التدلاوي، هند لعمارتي، أمينة البوصيري، مريم بلخياط، سهام الهبطي، نجية بنجلون، سميرة المهيدي، زينب اليوبي الإدريسي، إيمان أوشن، سليمة البوسوني، سلمى سيناوي، أمال سوسي عواد، هند العراقي ومريم عزيز.

وقدمت المبدعات المغربيات أنواعا من القفطان لم تكرم فقط التراث الموروث، بل دفعت أيضا بالإبداع إلى ما هو أبعد باستعمال التقنيات الحديثة والتصاميم المبتكرة.

حضور نجم الأغنية العربية وائل جسار، والمطربة المغربية بسمة بوسيل، أضاف لمسة فنية راقية على الأمسية، فقد شكل هذا الحضور الفني اللامع إثراء للحدث الذي شد أنظار عشاق الموضة عل الصعيد الدولي.

وحسب آخر الإحصائيات فإن سهرة “قفطان المغرب” التي تم عرضها بشكل مباشر عبر القناة الثانية استقطبت حوالي 5.3 ملايين من المشاهدين، مسجلة نجاحا باهرا واستثنائيا يعكس الإقبال المتزايد الذي يلاقيه هذا الحدث الثقافي الكبير.

ولم يكتف أسبوع القفطان هذه السنة بتثمين وإبراز التراث المغربي، بل قدم أيضا البرهان على قدرة هذا الإرث الأصيل على الابتكار والتأقلم مع التوجهات المعاصرة، جاعلا من عرض أزياء القفطان بمراكش موعدا رئيسيا من مواعيد الموضة العالمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق