احتفت مدينة الابتكار التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، الثلاثاء، بزهير بن خلدون، الحاصل على دكتوراه دولة في الفيزياء الفلكية ورئيس المرصد الفلكي الاحترافي في المغرب بجبال أوكايمدن بإقليم الحوز.

وجرى هذا الاحتفاء من خلال طقس علمي لمدينة الابتكار أطلق عليه “ثلاثاء الباحث”؛ وهي فرصة للتعريف لتثمين مجهودات واجتهاد الأساتذة الجامعيين الذين بصموا مسارهم في الحقل العلمي أمام ضيوف المحتفى به والباحثين وطلبة الدكتوراه وأعضاء المختبر، قصد تمكين الطلبة من قواعد البحث العلمي وطرق مواجهة عوائق البحث لتفادي الأخطاء والمشاكل المنهجية؛ ما سيساعدهم في تحصيلهم وبحثهم المنهجي في مجال المعرفة العلمية.

وخلال هذا اللقاء، عرض بن خلدون، الذي منحته أخيرا الجمعية الفلكية الفرنسية جائزة مارسيل موي، مسيرته العلمية منذ ولوجه التعليم العالي والبحث العلمي، الذي انطلق لحظة حصوله على دكتوراه دولة في الفيزياء الفلكية من جامعة مارسيل موي وجامعة نيس صوفيا انتيبوليس في فرنسا (1994)، ودكتوراه في علم الطاقة من جامعة بروفانس في مرسيليا بفرنسا في عام 1985.

كما تحدث زهير بن خلدون عن أول مرصد فلكي احترافي في المغرب بجبال أوكايمدن بإقليم الحوز، الذي أسسه عام 2007 مع زملائه، لتسند إليه إدارته منذ ذلك الحين. ويعد هذا الباحث واحدا من بين ثلاثة باحثين آخرين شاركوا في تأسيس أول مختبر للفيزياء الفلكية في المغرب ضمن المركز الوطني للبحث العلمي (CNRST)، ليلتحق بعد ذلك بكلية العلوم السملالية بجامعة القاضي عياض عام 1992، وأسس مع باحثين آخرين مختبر فيزياء الطاقات العالية والفيزياء الفلكية في عام 1999.

وفي عام 1999، شارك الباحث ذاته في إنشاء جمعية هواة علم الفلك في مراكش، وهي جمعية ثقافية تهدف إلى الترويج لعلوم الكون لعامة الناس (أطفال المدارس على وجه الخصوص). وسمح هذا العمل العلمي في موضوع تأهيل المواقع الفلكية باختيار المغرب لحملة مسح المواقع للتلسكوب الأوروبي الكبير للغاية (EELT).

وماي 2013، انتخب زهير بن خلدون رئيسا للجنة الوطنية المغربية لعلم الفلك بالاتحاد الفلكي الدولي. كما شغل المحتفى به منصب رئيس الجمعية الفلكية العربية منذ عام 2016، ورئيس مؤسسة “محمية سماء الاطلس” منذ عام 2019، وهي مؤسسة تحارب التلوث الضوئي وتريد الترويج لإنشاء محمية سماء مظلمة حول مرصد “Oukaimeden”.

وإلى جانب هذه المسؤوليات، تطرق زهير بن خلدون إلى تعزيز المكتبة العلمية بتأليف أو المشاركة في تأليف أكثر من 300 مقال في مجال علم الفلك والفيزياء الفلكية، وشارك في اكتشاف نظام الكواكب الخارجية “ترابيست1″، وهو اكتشاف نُشر في مجلة “نيتشر” (Nature).