برادة: عدم الاستقلال الاقتصادي يقيد الأدباء .. "القيم الكونية" محط مساءلة

هسبريس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الناقد والأديب محمد برادة إن “القيم الكونية المزعومة في حاجة إلى إعادة نظر وتفكير”، بعد سقوط عدد من المسلمات إثر القصف الإسرائيلي المستمر على غزة، والمواقف الأوروبية والأمريكية؛ مما يتطلب تأملا في “ما القيم التي ستجمع المستعمِرين سابقا والمستعمِرين سابقا المسيطرين اليوم على السوق العالمية”، ثم استدرك قائلا: “الأدب (…) يستطيع الدفاع عن قيم قد نحتاجها يوما ما”.

جاء هذا في ندوة استقبلتها الدورة الـ29 من المعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط، وذكر فيها برادة أن “الأدب، والفن بكل تجلياته، وسيلة لإقناع الإنسان بالاستمرار في الحياة”.

ودافع الأكاديمي المغربي عن أنه “ليست هناك وسيلة أخرى لاستقلال الكتاب دون أن يكون لهم استناد على القراء الذين يمنحونهم الاستقلال الاقتصادي”، فهذا ما من شأنه “تحرير الأدب من الوصاية الإيديولوجية والسياسية، وهو وسيلة فعالة لمساءلة الهوية وتغيرات المجتمع وفق القيم العالمية”.

كما تأسف لأنه “رغم مرور الزمن لم يتح (بعد) للكتّاب التعيش من أقلامهم في المغرب والمشرق”؛ وهو مما يفسر “إشكالية الدخول للحداثة على أسس متينة تعمل على تطوير الثقافة والإبداع والتأثير في السير العميق للمجتمع”؛ فالأدب بقي ذا “حضور رمزي لا يستطيع التأثير الواسع والملموس”، كما بقيت “الميزانيات المخصصة للثقافة ضعيفة، ووسائل التثقيف محصورة في نطاق معين، مع انحدار للتعليم الجامعي منذ سنوات”، وواقع لا يسمح بازدهار الشخصية الفردية الحرة، والنتيجة: “نهضة معاقة باستمرار في الأدب، والثقافة العربية”.

ثم تابع: “الأدب هو ما يتيح للقارئ مساءلة نفسه ومجتمعه من خلال ما يقرأه وما يبدع، إذا كان الإبداع مستقلا عن كل وصاية”، قبل أن يسترسل قائلا: “ميزة الإبداع العربي أنه تسقيه موارد متعددة باللغة العربية مع خصوصيات كل قطر (…) لكن أفق المستقبل للأدب العربي، في مجموعه وتجربة كل قطر، معانقة العالمية والإسهام في الأدب الإنساني والتعبير عن المشاعر الإنسانية في سيرورة المجتمعات والحضارات، ومساءلة ما تنتجه الإنسانية”.

ووضح برادة أنه رغم خصوصية الكتابة، فإن الأدب يبقى “موصول الصلة بالقيم الإنسانية وأسئلة المستقبل”، وجدد التأكيد على أن الأدب في المغرب والمنطقة “يظل في حاجة ماسة إلى تحصين استقلالية حقله، ليضطلع بدوره في التعبير والانتقاد”.

من جهته، تحدث الناقد محمد البكري عن وحدة “المجال الناطق بالعربية” في مشكل “ضعف القراءة، وسوء التوزيع، وحقوق الكاتب المهضومة”، رغم الطفرة الحقيقية ببلدان مثل المغرب منذ الستينيات في كتابة القصة والشعر بتجديد والمغامرة في كل الأجناس الأدبية حول الممكن في الكتابة، ثم السير في اتجاه نقدي لترقب الجديد الوارد، ونشاط الترجمة النوعية لنقل أهم معالم الجديد الغربي، وحركة المجلات والملاحق الثقافية ودور الجمعيات الفاعلة كاتحاد كتّاب المغرب سابقا، وما أسند كل هذا من حركة إنتاج فلسفي وعلمي لأعلام من قبيل عبد الكبير الخطيبي ومحمد عابد الجابري وعبد الله العروي، وتأسيس مدارس مغربية في الاقتصاد واللسانيات.

أما الباحث العماني سعيد مبارك علي الطارشي، فتطرقت مداخلته لحضور المغرب الثقافي في المشرق، من خلال مجلتي “نزوى” و”ثقافة” الصادرتين بسلطنة عمان، قائلا: “نرى فيهما حضورا قويا لافتا ثريا للثقافة المغربية، منذ أول الأعداد وإلى آخرها”؛ وتضمان “حضورا مميزا مغربيا متنوعا وثريا في مجالات الكتابة الأدبية والترجمة والفلسفة والفكر والنقد والنصوص الإبداعية”، بقلم أسماء مغربية أو حول أعلام مغاربة، من قبيل: محمد برادة، عبد اللطيف اللعبي، فاطمة المرنيسي، عبد الله العروي، محمد عابد الجابري، عبد السلام بنعبد العالي، محمد وقيدي، محمد الداهي، سعيد يقطين، وكمال عبد اللطيف…

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق