محلل أميركي: التجاهل هو استراتيجية كوريا الشمالية للتعامل مع احتمال عودة ترامب

الامارات اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، يتزايد الحديث في شبه الجزيرة الكورية عن احتمالات عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وأصبح السؤال الأهم المطروح على مائدة البحث في العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول هو: «ماذا سيحدث إذا أعيد انتخاب ترامب؟» ويليه السؤال: «ما يعنيه هذا بالنسبة للتحالف الأميركي - الكوري الجنوبي؟ وما يعنيه بالنسبة للعلاقات الأميركية - الكورية الشمالية؟».

ويقول رئيس برنامج الدعم العالمي للتنمية في منتدى المحيط الهادئ، رالف كوسا، إن «محاولة التنبؤ بما يمكن أن يفعله أو يقوله ترامب هو عمل أحمق، لكن يمكن التنبؤ بما يمكن أن تفعله كوريا الشمالية. والسبب في ذلك أبسط مما قد يتخيله الكثيرون، وهو أنه مهما كانت طبيعة تعامل إدارة ترامب الثانية مع بيونغ يانغ، سواء بمد غصن الزيتون أو بقعقعة السلاح، فالمؤكد أن بيونغ يانغ ستتجاهله لأسباب عدة».

أول الأسباب التي أوردها كوسا، الذي زار كوريا الجنوبية، أخيراً، وتحدث مع مسؤولين وخبراء وكُتّاب كوريين جنوبيين هناك، هو أنه بعد أن أحرقه ترامب مرة أو اثنتين في ولايته الأولى، فلن يكون الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون متحمساً لمحاولة التقارب معه مرة أخرى. والحقيقة أن كيم حصل على أكثر ما أراده من ترامب وهو الشرعية الدولية. فلماذا يخاطر كيم بسحب البساط من تحت أقدامه مرة أخرى لمجرد التقاط صورة جديدة له مع ترامب؟ كيم يدرك تماماً أن احتمالات حصوله على مساعدة غير مشروط من جانب ترامب في ولايته الثانية أو جو بايدن في ولايته الثانية أو أي رئيس أميركي آخر أصبحت ضئيلة للغاية.

كما أن كيم غير مضطر إلى التجاوب مع ترامب إذا أعيد انتخابه، فنظرة عامة للتاريخ تقول إن كوريا الشمالية استطاعت المحافظة على بقائها لعقود من خلال تأليب راعييها الرئيسين موسكو وبكين ضد بعضهما بعضاً. فعندما انهار الاتحاد السوفييتي السابق، شعر جد كيم ثم والده بالقلق من الإفراط في التحالف مع الصين، وقررا اتخاذ مبادرات تجاه واشنطن وسيؤول، وحققا نتائج متباينة. ولكن روسيا عادت إلى المسرح الدولي مرة أخرى. وهي لم تعد فقط، وإنما أصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لم يكن يحاول إخفاء ازدرائه لعائلة كيم الحاكمة في كوريا الشمالية، يقف على مدخل الكرملين لاستقبال كيم الثالث عندما زار موسكو.

ولهذا يقول كيم بوضوح إنه لم يعد مهتماً بإجراء محادثات، سواء مع واشنطن أو سيؤول أو حتى طوكيو، حيث يواصل رفض مبادرات رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا. ومن غير المحتمل أن يؤدي تغيير الإدارة الأميركية إلى تغيّر في موقف الزعيم الكوري الشمالي.

في الوقت نفسه من غير المحتمل أن تمارس بكين ولا موسكو ضغوطاً على بيونغ يانغ للدخول في مفاوضات مع واشنطن أو سيؤول. فترى كل من بكين وموسكو أهمية لاستمرار التهديد الكوري الشمالي للتحالف الغربي، حيث تواصل الأولى الضغط على تايوان، والثانية تواصل حربها ضد أوكرانيا.

والسبب في ذلك، من وجهة نظر كوسا، أن كثيراً من الأشياء التي تحدث عنها المرشح ترامب تجعل مؤيدي التحالف في سيؤول وطوكيو وأيضاً في واشنطن وأوروبا وأي مكان آخر تقريباً قلقين للغاية. ولكن إذا كان يتعين الاستفادة من الماضي، يمكن القول إنه يجب التمييز بين ما كان ترامب يقوله، وما كانت إدارته تفعله أثناء وجوده في السلطة.

فوثيقة الأمن القومي لإدارة الرئيس ترامب السابقة، التي تحدد خطوط وإرشادات السياسة الخارجية الأميركية، كانت مماثلة بشكل ملحوظ لوثيقة الإدارة السابقة عليها والتالية لها، عندما يتعلق الأمر بمناقشة التحالفات الأميركية. والسبب في ذلك هو أنه في حين تتغيّر الأحزاب السياسية والخطاب السياسي والعبارات المستخدمة من إدارة إلى أخرى، فإنه نادراً ما تتغير مصالح الأمن القومي الأميركية بصورة جذرية. كما أن أسلوب ترامب في التفاوض كان مختلفاً تماماً عن أسلوب معظم من شغلوا هذا المنصب في واشنطن، لكن المؤكد أن شبكة تحالفات الولايات المتحدة كأساس للسياسة الأميركية لم تتغير كثيراً على مدى 75 عاماً أو أكثر.

• كيم غير مضطر إلى التجاوب مع ترامب إذا أعيد انتخابه.

• من غير المحتمل أن يؤدي تغيير الإدارة الأميركية إلى تغيّر في موقف الزعيم الكوري الشمالي.

تويتر
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق