يتجه نادي أرسنال إلى تضييع لقب الدوري الإنجليزي للموسم الثالث على التوالي، وذلك بعد فوز منافسه مانشستر سيتي ضد توتنهام بنتيجة (2-0) أمس الثلاثاء، في مباراته المتأخرة ضمن الجولة الـ34 من منافسات "البريميرليغ".

ويحتل أرسنال حاليًا بقيادة المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 86 نقطة، على بُعد نقطتين عن المتصدر مانشستر سيتي، وذلك قبل جولة واحدة فقط عن الختام.

وبفوزه ضد توتنهام، بات مانشستر سيتي الأوفر حظًا لحسم لقب "البريميرليغ" مقارنة بأرسنال، حيث يكفيه الفوز على نظيره وست هام يونايتد الأحد المقبل 19 مايو 2024، لضمان تتويجه السادس تحت إمرة المدرب بيب غوارديولا، مهما كانت نتيجة مباراة أرسنال وإيفرتون الأخيرة المقررة بنفس اليوم والتوقيت.

في التقرير التالي من "winwin" نستعرض أبرز أسباب اخفاق أرسنال المرتقب لنيل لقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم 2023-24، ولأول مرة في تاريخ النادي منذ 20 سنة كاملة.

شراسة سيتي غوارديولا في بطولة الدوري

يبدو أن أرسنال وقع ضحية للمنافسة الشرسة وقوة نادي مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي، حيث بالرغم من أن "المدفعجية" حققوا نتائج باهرة وسجلوا أرقامًا مذهلة خلال الموسم الحالي 2023-24، إلا أنهم يتجهون لخسارة اللقب مرة أخرى.

" title="YouTube video player" width="890">

لا يخفى على أحد أن مانشستر سيتي المتوج الموسم الماضي بالثلاثية (الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا ودوري أبطال أوروبا)، يعتبر حاليًا من أقوى الأندية في العالم، ليس فقط بتركيبته البشرية وإنما أيضًا بعامل الاستقرار الذي يشهده الفريق منذ سنوات والأموال الضخمة المستثمرة، دون نسيان حنكة وفلسفة المدرب بيب غوارديولا.

رغم ذلك، إلا أن أرسنال وقف ندًا لند أمام "السيتيزنس" وتمكن من فرض التعادل (0-0) أمامه بملعب الاتحاد في لقاء العودة بين الفريقين في مارس/ آذار الماضي، كما فاز عليه في لقاء الذهاب شهر أكتوبر/ تشرين الأول بنتيجة (1-0)، لكن هذا لم يكن كافيًا، بعد خسارتهم 5 مباريات كاملة، فيما انهزم السيتي في 3 مباريات فقط.

وتاريخيًا، تُعرَف الفرق التي دربها غوارديولا بشراستها في المنافسة ببطولات الدوري، وهو ما جعل فرقًا مثل ريال مدريد مع جوزيه مورينيو وليفربول في مواسم سابقة مع يورغن كلوب تخسر اللقب رغم حصدها عددًا كبيرًا من النقاط، وهو الأمر ذاته الذي تكرر مع أرسنال في الموسم الماضي، ومن الممكن أن يتكرر هذا الموسم أيضًا.

عامل الخبرة نقطة تفوق إضافية للسيتي ضد أرسنال

مقارنة بنجوم مانشستر سيتي، يفتقد لاعبو أرسنال لعامل الخبرة الذي كان حاسمًا في الصراع بين الفريقين على لقب الدوري الإنجليزي 2023-24، وحتى على صعيد المدربين، يتفوق بيب غوارديولا على تلميذه ومساعده السابق ومواطنه أرتيتا.

اقرأ المزيد

بفضل خبرة لاعبيه ومدربه، عرف "السيتي" كيف يعود إلى سباق المنافسة على لقب "البريميرليغ" وكيفية تسيير الجولات الأخيرة، مقارنة بأرسنال الذي انهزم بميدانه ملعب الإمارات منتصف أبريل/ نيسان الماضي بنتيجة (2-0) أمام أستون فيلا في الجولة الـ33، وهي النتيجة التي كانت بمثابة المنعرج الحقيقي للدوري الإنجليزي قبل فوز مانشستر سيتي ضد توتنهام.

ولعبت العديد من عناصر سيتي الحالية تحت إمرة غوارديولا لفترة طويلة؛ ما جعلها أكثر تجانسًا وخبرة مقارنة بمشروع أرتيتا مع أرسنال الذي يبدو أنه ما زال يحتاج لوقت أطول لخلق مزيد من التجانس بين لاعبيه مع تعزيزه ببعض الصفقات الإضافية لزيادة جودته وسد الثغرات.

العامل الذهني يحسم لقب الدوري الإنجليزي

المتتبع لنتائج أرسنال هذا الموسم، يرى أن كتيبة المدرب ميكيل أرتيتا تمكنت من تحقيق انتصارات كبيرة وأيضًا التفوق على الفرق الكبيرة في مقدمة ترتيب الدوري الإنجليزي، بالمقابل أخفقت أمام فرق أخرى مثل فولهام ووست هام وأستون فيلا ذهابًا وإيابًا ونيوكاسل الفريق الذي تراجعت نتائجه هذا الموسم ويحتل حاليًا المركز السادس في جدول الترتيب.

هذا الأمر إن دل على شيء فإن يدل على افتقاد عناصر أرسنال للعامل الذهني في المباريات التي تعتبر أقل أهمية مقارنة بمواجهات الفرق الكبيرة مثل ليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، وحتى أمام توتنهام في ديربي لندن، وبالتالي فإن هذا العامل يمكن القول إنه يعد سببًا مهمًا من أسباب خسارة محتملة للنادي اللندني لقب الدوري الإنجليزي.

مؤشر آخر من خارج البريميرليغ يدل أيضًا على حاجة أرسنال لمزيد من الخبرة؛ إذ تعرض الفريق للإقصاء من بايرن ميونخ في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام النادي البافاري الذي عانى من تذبذب واضح في مستواه هذا الموسم، رغم الترشيحات التي كانت تصب في مصلحة النادي اللندني.