عادل إمام.. إمبراطور المسرح العربى

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أمراء وملوك حضروا خصيصاً لمشاهدة مسرحياته.. وعروضه أحد عوامل تنشيط السياحة لمصر

«إمبراطور المسرح».. «الزعيم» هى ألقاب منحها جمهور المسرح للفنان عادل إمام الذى احتل عرش المسرح لسنوات عديدة، بل أصبح ينافس نفسه فى مدة عرض الأعمال المسرحية، حيثت استمر العرض على خشبة المسرح لـمواسم عديدة منها «مدرسة المشاغبين» 4 سنوات، و«شاهد مشفش حاجة» 7 سنوات، و«الواد سيد الشغال» 8 سنوات، ولا يمكن نسيان تحقيقه رقماً قياسياً بمسرحية «بودى جارد» كأول مسرحية عربية يستمر عرضها لأحد عشر عاماً فى مواسم مختلفة.
وبرغم قلة أعمال «الزعيم» فى المسرح مقارنة بالسينما والتلفزيون، فإنه خطف قلوب المصريين والعرب والعالم أجمع، حتى إن هناك طائرات سياحية كانت تأتى لمصر فقط، لمشاهدة أعماله على خشبة المسرح.
بدأ مسيرته فى عالم الفن عندما كان طالبًا والتحق بفرقة التليفزيون المسرحية عام 1962، وبزغت موهبته رغم حصوله على أدوار صغيرة مثلما حدث فى مسرحية «أنا وهو وهى» عام 1962 فى دور دسوقى أفندى، وجملته الشهيرة «بلد بتاعة شهادات صحيح» بجوار النجم الراحل فؤاد المهندس، ثبت قدميه على خشبة المسرح كنجم أول فى مسرحية «مدرسة المشاغبين» عام 1971.
ويحتفل النجم عادل إمام بعيد ميلاده الـ84 الموافق 17 مايو، حيث ولد الزعيم عام 1940، بحى السيدة عائشة، لعائلة تعود أصولها لقرية «شها» بمحافظة الدقهلية، ومع سنوات عمره الأولى، وانتقل لحى الحلمية والذى كان صاحب الأثر الأكبر فى تشكيل وتكوين ملامح شخصيته، والتى انعكست بعد ذلك على أعماله الفنية.
«الوفد» حاورت نجوم المسرح لتشريح مشوار الزعيم المسرحى، والوقوف على أسباب بقاء الظاهرة حتى الأن.
عمرو دوارة: نجح فى أن يصبح «أيقونة» النجاح بالمسرح المصرى
قال الدكتور عمرو دوارة المخرج والمؤرخ المسرحى، إن الفنان عادل إمام لفت الأنظار لموهبته المؤكدة منذ جملته الشهيرة «بلد شهادات صحيح» بمسرحية «أنا وهو وهى»، كما نجح فى أن يصبح «أيقونة» النجاح بالمسرح المصرى منذ مشاركته بمسرحية «مدرسة المشاغبين»، ليحقق حالة فريدة لم تتكرر منذ بدايات المسرح العربى وحتى الآن، ولعل من أهم ظواهرها استمرار عرض أغلب مسرحياته لمدة تزيد على ثمانية أعوام، وتحقيقه لأعلى الإيرادات، بالإضافة إلى تنظيم كثير من الرحلات السياحية من بعض الأقطار العربية الشقيقة، وخاصة دول الخليج العربى، لزيارة مصر ومشاهدة عروضه فكان بذلك أحد عوامل تنشيط السياحة لمصر، هذا بالرغم من حرصه الكبير على التجوال بعروضه ببعض الدول العربية والأجنبية فكان بحق خير سفير للفن المصرى.

490.jpg


وأوضح أنه تعاون خلال مسرحياته مع نخبة من كبار المخرجين من بينهم عبدالمنعم مدبولى، كمال ياسين، نور الدمرداش، محمود مرسى، سعد أردش، جلال الشرقاوى، فؤاد المهندس، حسين كمال، شريف عرفة، رامى إمام.
وما لاشك فيه أن الطريق لم يكن ممهدًا للفنان عادل إمام فى مرحلة البدايات، بل على العكس تماماً حيث واجهه كثير من المعوقات والصعوبات ولعل من أهمها تألق نجوم جيل الخمسينيات والستينيات وجماهيريتهم الكبيرة منذ نجاح أكثرهم من خلال البرنامج الإذاعى الشهير «ساعة لقلبك»، ثم من خلال فرقة «ساعة لقلبك المسرحية» وبعد ذلك بفرق «مسارح التليفزيون»، ذلك الجيل الذى ضم العديد من النجوم، وكانت فرصة إثبات الذات والتفوق ثم الوصول إلى أدوار البطولة المطلقة لم تكن سهلة بالنسبة له، ولكنه خلال تلك الفترة لم يشغل ذهنه بكيفية التفوق على أبناء جيله أو حتى كيفية إثبات ذاته وسط جيل الأساتذة بقدر ما كان مهموماً بكيفية تحقيق ذلك التواصل المنشود مع الجمهور، وخلق ذلك الترابط معه وكسب ثقته من خلال مجموعة أعمال متتالية.

492.jpg


وأضاف أن عادل إمام، حرص على وضع بصمة مميزة له، واهتم كثيراً بدراسة كل الشخصيات التى تسند إليه حتى ولو كانت هامشية جدا، كما حرص على وضع لمساته على كل جملة من الحوار، فنجح فى لفت الأنظار إليه بجميع أدواره حتى الصغيرة.
ويحسب للفنان عادل إمام بخلاف ذكائه الفطرى الكبير وثقافته المسرحية التى اكتسبها من صداقته لكبار المثقفين والمسرحيين وفهمه العميق للعمل المسرحى كعمل جماعى، وبالتالى حرصه طوال مسيرته الفنية على تكامل جميع المفردات الفنية، وكذلك على تجسيد شخصية الشاب المصرى خفيف الظل الفهلوى، الذى يتمتع بالشجاعة والشهامة والمروءة والجدعنة والذى ينحاز إلى الأغلبية من الطبقات الكادحة التى ينتمى إليها، والذى يميل غالباً إلى المشاغبة والمشاكسة المحبوبة.
وأوضح أن حسن اختياراته بصفة عامة ويكفى للدلالة على ذلك عدم مشاركاته فى تلك المسرحيات المعلبة التى أنتجت خصيصاً للعرض التليفزيونى، وانتشر إنتاجها بكثرة خلال سبعينيات وثمانينات القرن الماضى، وللأسف كانت عاملاً أساسياً فى سقوط وغياب عدد كبير من النجوم، كذلك يحسب فى رصيده حرصه على استمرار فرقة « الفنانين المتحدين»، وذلك كنوع من رد الجميل للفرقة ومؤسسها، فبالرغم من تلك المكانة الكبيرة التى حققها والتى دفعت كبار المنتجين يسعون للعمل معه إلا أنه رفض بشدة الابتعاد عن فرقة «المتحدين»، وظل مخلصاً للفرقة حتى تاريخ وفاة مؤسسها عام 2018.

494.jpg


وأكد أن من أهم عوامل نجاح «الزعيم» تتمثل فى خفة الظل، الحضور المحبب، الذكاء الفطرى، سرعة البديهة، القدرة على الارتجال، الثقة فى النفس، مهارات التمثيل، الثقافة بمفهومها الشامل، دقة الاختيارت وكيفية توظيف الفرص المتاحة، الاستفادة من تجارب الآخرين، فجميعها عوامل وسمات شخصية كانت من الأسباب الرئيسة لنجاح وتألق النجم عادل إمام.
رئيس المركز القومى للمسرح: نموذج الاخلاص فى العمل
وقال الفنان إيهاب فهمى، رئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إن من أهم الأسباب التى جعلت الفنان عادل إمام، يتربع على عرش المسرح والسينما والتلفزيون، هو حب الجمهور له وإخلاصه فى عمله وموهبته القوية، ومناقشته لقضايا عظيمة وكثيرة جداً، جعلت منه نجماً وسوبر ستار حتى اليوم.
وأوضح أن «الزعيم» أثرى الحياة الفنية ليس على المستوى المحلى فقط، ولكن بالوطن العربى أيضاً، ولم يحدث فى تاريخ المسرح أن يتم عرض أعمال مسرحية لسنوات طويلة، وذلك لكون أن الفنان عادل إمام يضيف روحاً من الأسرية والحميمية فى أعماله، ولن ننسى فى تاريخ المسرح المصرى، تدريس علم الإعلام والدعاية و«الأفشات»، بعدما كانت أفشات مسرحيات شاهد ماشفش حاجة، فى الشوارع دون أسماء الفنانين، وكانت عبارة عن شخص رابط دماغه بمنديل ومخبى عنيه، وهذا دليل على ثقته فى نجوميته وحب الجمهور له.
وأكد أن الزعيم سيظل رمزاً نتعلم منه الكثير، وكان خير سفير للفن، حيث إن هناك طائرات مليئة بالملوك والأمراء تأتى له لتشاهد أعماله وفنه، ولا يوجد شخص سواء فى مصر أو الوطن العربى إلا وتأثر بشخصية الزعيم.
وأضاف إيهاب: عادل إمام نجم صف أول من منتصف السبعينات وحتى اليوم، ونتمنى أن يطيل الله فى عمره، مؤكداً أن سنظل نتعلم منه الاخلاص لشغله مطالباً الجميع أن يحتذى به.
مدير المهرجان القومى للمسرح: «الزعيم» ظل ينافس نفسه لسنوات عديدة
وقال الفنان والمخرج ياسر صادق، إن الفنان عادل إمام رمز كبير ليس لمصر فقط ولكن للوطن العربى، وهو ظاهرة تحدث كل قرن، أن يأتى فنان مثله ليتربع على عرش النجومية لسنوات كثيرة عبر أجيال مختلفة مرتبطة به، مضيفاً أن أعماله المسرحية والسينمائية والتلفزيونية يتم مشاهدة بشكل مكثف والجميع يتابع أعماله بشكل كبير.
أكد «صادق» أن الزعيم بدأ العمل بالمسرح منذ أن كان طالباً فى الجامعة على مسرح الجامعة ومسرح التلفزيون ووقف على جميع المسارح، وكان يمتلك أدوات مسرحيه كثيرة، وعلى دراية كاملة بها من حيث الكتابة والإخراج والإضاءة، ما ساعده على تقديم فن جيد وفن محترم، لافتًا إلى أنه كان يساهم فى تنشيط السياحة لمصر، حيث كانت تأتى طائرات تشاهد مسرحياته، وهو ظاهرة قليلة ما تحدث.

496.jpg


وأوضح أن «الزعيم» ظل ينافس نفسه على المسرح لسنوات عديدة، حيث استمرت عرض مسرحياته لسنوات طويلة، وأصبح كل عرض يتجاوز سنوات العرض السابق، حتى إن بعض مسرحياته تجاوزت العشر سنوات من العرض، موجها نصيحة لشباب أن يحتذو به، مضيفاً أن المسرح يحقق القيمة والسينما تحقق الانتشار والتلفزيون يحقق النجومية، وهنا عادل إمام حقق نجاحاً فى الثلاثة.
محمد رياض: عادل إمام مسيرة حافلة من الأعمال المسرحية
وقال الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان للمسرح المصرى، إن الزعيم عادل إمام من أبناء المسرح المصرى، وله مسيرة حافلة من الأعمال المسرحية التى أسعدت الجمهور، فهو زعيم البهجة ومن أهم رموز الضحك بالوطن العربى.
وأضاف أن عادل إمام فنان عظيم قيمة وقامة، أرادنا نحتفى بفنان عظيم نفتخر به جميعاً ولذا كرّمه المهرجان القومى للمسرح العام الماضى، وتم إطلاق اسمه على دورة الاحتفالية بالأستاذ عادل.
وأوضح أن الشوارع كان يحدث بها زحام شديد وقت عرض مسرحياته، ورغم الزحمة الشديدة كنت ببقى فرحان، ولما حصل مذابح أسيوط، خاطر عادل إمام بنفسه وعرض المسرحية.

محمد الروبى: عادل إمام وجه يشبه مصر
وقال الناقد الفني محمد الروبي، إنه قد تختلف مع بعض أعمال لعادل إمام، وقد تزعجك بعض تصريحاته خاصة السياسي منها، لكنك أبدًا لن تختلف عليه، وعلى كونه ظاهرة لم تتكرر في تاريخ التشخيص العربي، فهو ومنذ أكثر من نصف القرن يتربع على قمة النجومية دون منازع. وهو زمن لم ينافسه فيه أحد، ولا حتى ملك الترسو فريد شوقي، ولهذا الاستئثار بالقمة أسباب كثيرة، لكن يبقى في مقدمتها العنصران الأهم : (الموهبة) و(الذكاء الاجتماعي).
وأشار إلى أن عادل إمام جاء في لقاء مع القدر، لقاء رتبه تغير اجتماعي وسياسي أثر في حالة التذوق المصري، حيث بات المشاهد يبحث عن (بطل) يشبهه، يعبر عن همومه وعن إحساسه بالدونية ثم ينتصر في النهاية على كل هذه المنغصات ومسبباتها ومسببينها فيعوض المتفرج عن شعوره بالإحباط لفقده حقوقًا في الواقع فوجد بديلها على الشاشة يحصل عليها (مواطن) يشبهه.
وأوضح أنه ربما ليس من قبيل المصادفة أن الزي الذي كان يرتديه عادل إمام في بطولاته الأولى كان زيًا بسيطًا لا يتجاوز البنطلون الجينز، والقميص القطني والحذاء الرياضي الخفيف، إنها ملامح اختيرت بعناية منه، وصارت الملامحُ عنوانًا بعد قليل من سنوات لـ(موضة) جديدة. وهو ما يؤكد سر رفض عادل إمام لأعمال قبلها آخرون (سواء نجحت جماهيريًا أو لم تنجح) لأنها – ربما – لا تلائم الصورة التي رسمها لنفسه كشبيه للمواطن العادي. وهنا سيتأكد معنى الذكاء الفني. المتمثل في السؤال (ما الصورة التي يرغب المشاهد أن يرى نفسه فيها؟).

497.jpg


وأكد أن عادل إمام يتمتع بكاريزما خاصة وهبها الله له، ويمتلك قدرة فائقة على رسم البسمات على الوجوه بل والقهقهة أحيانًا عبر كلمة أو حتى إشارة من رأس أو رجفة في العين. وهي الكاريزما التي جعلت عادل إمام هو عادل إمام في كل دور رغم تغير التكوين النفسي والاجتماعي لكل دور.
وإذا أردنا وصفًا يختصر عادل إمام طوال ما يتجاوز نصف القرن فلن نجد خيرًا من (وجه يشبه مصر).

 

إنفو 11 مسرحية

مسرحية «سرى جداً» 1960

«أنا وهو وهى» 1964

«البيجاما الحمراء» 1967

«حالة حب» 1967

«أنا فين وأنت فين» 1970

«غراميات عفيفى» 1970

«مدرسة المشاغبين» 1973

«شاهد مشافش حاجة» 1976

«الواد سيد الشغال» 1984

«الزعيم» 1993

«بودى جارد» 1999

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق