لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد مساعد رقمي لتسهيل حياتنا اليومية أو أداة لإنتاج محتوى إبداعي من صور ونصوص، بل تحول إلى سلاح خطير في أيدي مجرمي الإنترنت ومطوري البرمجيات الخبيثة.
فقد حذر تقرير حديث صادر عن شركة DoubleVerify المتخصصة في الأمن السيبراني من تفشي غير مسبوق للتطبيقات الاحتيالية التي تغزو متجري التطبيقات الأشهر “أبل” و”غوغل”؛ مما يهدد خصوصية وأمن بيانات المستخدمين.
تزايد مقلق في التطبيقات المزيفة على iOS
بحسب التقرير، شهد عدد تطبيقات iOS المزورة ارتفاعًا صارخًا يقارب ثلاثة أضعاف ما كان عليه في السنوات الخمس الماضية، مما يعكس تطورًا خطيرًا في أساليب الاحتيال الرقمي. ففي عام 2024، رفضت شركة “أبل” حوالي 1.76 مليون تطبيق لعدم استيفائها معايير متجر التطبيقات الصارمة، لكن هذا الرقم قفز بشكل ملحوظ هذا العام ليصل إلى 1.93 مليون تطبيق، وفقًا لتقرير نشره موقع “androidheadlines”.
وضع أندرويد أكثر خطورة
أما بالنسبة لنظام أندرويد، فالوضع يبدو أكثر تعقيدًا وخطورة، حيث تم رصد تطبيقات احتيالية عبر منصة “غوغل” للأجهزة المحمولة بمعدل يقترب من ستة أضعاف، وهو ما يستدعي اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية المستخدمين.
الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين
تكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه التطبيقات الاحتيالية أصبحت أكثر إقناعًا وواقعية بفضل التطورات الهائلة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تُصمم هذه التطبيقات بواجهات مستخدم احترافية وتقييمات وهمية دقيقة، مما يجعل من الصعب للغاية على المستخدمين العاديين وحتى على فرق المراجعة المتخصصة اكتشافها وإيقاف انتشارها قبل وصولها إلى هواتف الملايين. هذا التطور يُظهر كيف يمكن أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى سلاح ذو حدين، فبينما يقدم فوائد جمة، يمكن استغلاله لأغراض خبيثة.
جدول مقارنة عدد التطبيقات الاحتيالية المكتشفة
| النظام التشغيلي | معدل الزيادة في التطبيقات الاحتيالية |
|---|---|
| iOS | 3 أضعاف مقارنة بالسنوات الخمس الماضية |
| Android | 6 أضعاف |
نصائح لحماية نفسك من التطبيقات الاحتيالية
لتجنب الوقوع ضحية لهذه التطبيقات الخبيثة، يوصي خبراء الأمن السيبراني باتباع الإرشادات التالية:
- الالتزام بتنزيل التطبيقات فقط من المتاجر الرسمية الموثوقة مثل “أبل ستور” و”غوغل بلاي”.
- قراءة تعليقات وآراء المستخدمين الآخرين بعناية قبل تثبيت أي تطبيق جديد.
- تجاهل أي تطبيقات تظهر عليها تحذيرات متكررة بشأن احتمالية الاحتيال.
تطور أساليب البرمجيات الخبيثة
يشير التقرير أيضًا إلى أن البرمجيات الخبيثة التقليدية كانت في السابق تكتفي بسرقة البيانات الشخصية أو تحميل أحصنة طروادة على الأجهزة المستهدفة، ولكن مع دخول الذكاء الاصطناعي على الخط، أصبحت التهديدات أكثر تعقيدًا وقدرة على التمويه والتخفي، مما يجعل الحذر واليقظة أمرًا ضروريًا للغاية لحماية أنفسنا من هذه المخاطر المتزايدة، فالوقاية خير من العلاج.