ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الأربعاء مع بداية تداولات شهر أكتوبر، مدفوعةً بإقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن في ظل بدء الإغلاق الحكومي الأمريكي رسميًا، بالإضافة إلى بيانات العمل الضعيفة التي عززت توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعًا اليوم بنسبة 0.9%، ليصل إلى أعلى مستوى تاريخي جديد عند 3895 جنيهًا للجرام، وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند مستوى 3860 دولارًا للأونصة، ليتداول حاليًا عند مستوى 3892 دولارًا للأونصة.
استطاع الذهب العالمي أن يرتفع خلال شهر سبتمبر بنسبة 12% تقريبًا، مسجلًا ارتفاعًا للشهر الثاني على التوالي ومحققًا مستويات قياسية جديدة، ويقترب أكثر من المستهدف الذي وضعته المؤسسات المالية العالمية عند 4000 دولار للأونصة، والذي قد يصل إليه قبل نهاية العام بعد أن كانت التوقعات تشير إلى وصوله بحلول منتصف العام القادم، وفقًا لجولد بيليون.
استقر مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداءه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، بالقرب من أدنى مستوى له في أسبوع، مما جعل الذهب الذي يتم تقييمه بالدولار سعره أقل بالنسبة للمشترين من حائزي العملات الأخرى.
دخل إغلاق الحكومة الأمريكية حيز التنفيذ بشكل رسمي بعد فشل مشروع قانون الإنفاق الذي أيده الحزب الجمهوري في تمريره في مجلس الشيوخ، وسط مقاومة مستمرة من الديمقراطيين، فقد أوقفت الحكومة الأمريكية معظم عملياتها، إذ حالت الانقسامات الحزبية العميقة دون توصل الكونغرس والبيت الأبيض إلى اتفاق تمويل، مما أشعل فتيل أزمة طويلة ومرهقة قد تؤدي إلى فقدان آلاف الوظائف الفيدرالية.
كان من المقرر صدور بيانات وظائف القطاعات غير الزراعية لشهر سبتمبر يوم الجمعة، ولكن قد يتأخر صدورها الآن بسبب اضطرابات في الوكالات الفيدرالية، ومن المتوقع أن تقدم هذه البيانات مؤشرات أكثر دقة حول سوق العمل، الذي كان تباطؤه دافعًا رئيسيًا لخفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر، هذا وقد أشار تقرير JOLTS الصادر يوم الثلاثاء إلى نمو طفيف في فرص العمل المتاحة في الولايات المتحدة في أغسطس، إلى جانب انخفاض في التوظيف، وهو ما يزيد من توقعات المتداولين الآن بانخفاض قدره 25 نقطة أساس هذا الشهر وخفض آخر في ديسمبر.
الاتجاه الصاعد لا يزال هو المسيطر على تحركات الذهب على المدى القصير إلى المتوسط في ظل التوترات الجيوسياسية ومخاوف الأسواق فيما يتعلق بالإغلاق الحكومي الأمريكي، بالإضافة إلى السياسة النقدية الحالية للبنك الفيدرالي وتوجهه إلى خفض أسعار الفائدة.
بالرغم من هذا يتواجد الحذر لدى الأسواق بشأن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة، عقب سلسلة من التصريحات المتشددة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، فقد أكدت لوري لوغان، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، على ضرورة توخي الحذر الشديد بشأن تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية، مشيرةً إلى أن سوق العمل سيحتاج إلى مزيد من التدهور حتى يفكر البنك المركزي في المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة.
الذهب هو التحوط التقليدي ضد عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، ويشهد انتعاشًا في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة لأن هذا يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائدًا لحائزيه، وقد حقق مكاسب تجاوزت 47% هذا العام.
أسعار الذهب محليًا
سجل الذهب المحلي قفزة جديدة وسجل مستوى تاريخي جديد مع بداية تداولات شهر أكتوبر، ليستمر الدعم الكبير من سعر أونصة الذهب العالمي المستمر في تحقيق الأرقام التاريخية، ليجبر الذهب المحلي على الاستمرار في الارتفاع.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم الأربعاء عند المستوى 5205 جنيه للجرام، ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 5228 جنيه للجرام، وذلك بعد أن ارتفع خلال تداولات الأمس بمقدار 25 جنيه، حيث أغلق تداولات الأمس عند المستوى 5180 جنيه للجرام بعد ان افتتح جلسة الأمس عند 5155 جنيه للجرام.
تمكن الذهب المحلي من اختراق المستوى 5200 جنيه للجرام عند افتتاح جلسة اليوم بزخم قوي، ليرتفع بمقدار 25 جنيه دفعة واحدة من سعر إغلاق الأمس، ليتمكن من الاستمرار في الارتفاع وتسجيل مستوى تاريخي جديد اليوم عند 5230 جنيه للجرام.
الارتفاع الحالي في سعر الذهب المحلي مدعوم بارتفاع في سعر أونصة الذهب العالمي التي تعد مصدر تسعير الذهب المحلي حاليًا، وبسبب قوة صعود سعر الذهب العالمي تمكن السعر محليًا من تجاهل تغيرات سعر الصرف الحالية.
يشهد سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية تراجعًا تدريجيًا منذ بداية الأسبوع، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبًا على تسعير الذهب المحلي، ولكن قوة ارتفاع الذهب العالمي تساعد السعر على تجاهل هذا التأثير السلبي.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
استكمل الذهب العالمي ارتفاعه مع بداية تداولات شهر أكتوبر ليسجل مستوى تاريخي جديد، مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي وارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن بعد إغلاق الحكومة الأمريكية، الأمر الذي قد يؤثر على النشاط الاقتصادي بشكل كبير.
شهد الذهب المحلي قفزة جديدة في أسعاره مع بداية تداولات الشهر، وذلك بدعم من الارتفاع الكبير في سعر الذهب العالمي المستمر في تسجيل المستويات القياسية، الأمر الذي مكن الذهب من تجاهل التأثير السلبي لتراجع سعر الصرف.
يقترب الذهب العالمي من المستوى 3900 دولار للأونصة في ظل استمرار الزخم الصاعد القوي، وتجاهل السعر للتصحيح السلبي بالرغم من تشبع مؤشرات الزخم بالبيع على المدى القصير، ويبقى المستهدف خلال الفترة القادمة هو الوصول إلى المستوى النفسي 4000 دولار للأونصة.
السعر المحلي:
ارتفع سعر الذهب المحلي عيار 21 مع بداية تداولات شهر أكتوبر ليسجل مستوى تاريخي جديد عند 5230 جنيه للجرام متخطيًا المستوى 5200 جنيه للجرام، ليستغل السعر الزخم الإيجابي الكبير حاليًا ويستمر في تحقيق المستويات التاريخية.