كيف تتعامل مع الأصدقاء السلبيين الذين يستنزفون طاقتك ثلاث نصائح فعالة

هل تشعر أحيانًا بأن هناك شخصًا في حياتك يمتص طاقتك، تمامًا كمصاص الدماء؟

لا نتحدث هنا عن مخلوقات أسطورية متعطشة للدماء، بل عن أولئك الأصدقاء الذين يبدو أنهم يستنزفون طاقتك النفسية بمجرد قضاء بعض الوقت معهم، هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يميلون إلى كثرة الشكوى، والتحدث المستمر عن أنفسهم، مع إهمال واضح لأي اهتمام حقيقي بك أو بحياتك.

إذًا، كيف يمكنك التعرف على هؤلاء “مصاصي الطاقة”؟

توضح الاختصاصية النفسية سوزي ريدينغ أن من أبرز علاماتهم هي الرغبة الجامحة في لفت الانتباه والسعي الدائم للحصول على الثناء، كما أنهم قد يؤثرون تدريجيًا وبشكل سلبي على مزاجك، من خلال إطراءات غير صادقة، أو الضغط عليك لتكون دائمًا في حالة مزاجية إيجابية، دون السماح لك بالتعبير عن مشاعرك الحقيقية.

وتؤكد الكاتبة والصحفية راديكا سانغاني، أن “شعورك بعد لقاء هؤلاء الأشخاص هو مؤشر قوي على طبيعتهم”، وتضيف: “بعد لقاء كهذا، أقول لنفسي: هذا لا ينفع، أشعر بالتعب الشديد، وأدرك أن المشكلة ليست في نفسي، بل فيهم”.

إذا كنت تعاني من هذه المشكلة، إليك ثلاث طرق فعالة للتعامل مع “مصاصي الطاقة” في حياتك، واستعادة توازنك النفسي.

1. شاركهم الأثر الذي يتركونه على مشاعرك

قد يغفل الكثيرون عن مدى تأثير سلوكهم السلبي على الآخرين، وعلى الرغم من أن الأمر قد يكون محرجًا، إلا أن التحدث بوضوح وصراحة عن مشاعرك أثناء الحديث معهم قد يكون له تأثير إيجابي كبير، تقول سوزي: “هناك العديد من الأمثلة التي أُعطي فيها الناس ملاحظات حول سلوكهم، وكانوا في حالة ذهول، لأنهم لم يكونوا على دراية بتأثير سلوكهم على الآخرين”، هذا النوع من الصراحة قد يساعدك في الحفاظ على صداقتك.

تقترح راديكا إجراء محادثة بناءة، مثل قول: “عندما نلتقي، أشعر أنني لا أحظى باهتمام كافٍ، ولا أشعر أن كلامي يُستمع إليه، ولا يُطرح عليّ أي سؤال”، إذا كان صديقك حقيقيًا، فسيتفهم كلامك ويستمع إليه بدلًا من تجاهله، وتضيف: “في حال أنكروا ذلك على الفور أو حاولوا الدفاع عن أنفسهم، فهذا يدل على أنهم ليسوا من الأشخاص الذين أرغب في أن يكونوا في حياتي”.

2. ارسم حدودًا واضحة

إذا لم يُبدِ صديقك أي رغبة في تغيير سلوكه، ولم تتمكنا من الابتعاد عن حياة بعضكما البعض، فمن المهم وضع حدود واضحة لحماية نفسك، تقول سوزي: “حدد بوضوح ما هو مقبول وما هو غير مقبول، على سبيل المثال، يمكنك القول: دعونا لا نرسل رسائل لا نهاية لها أو لن نتحدث عن حياتنا العاطفية”.

كما أن تغيير طريقة قضاء الوقت معًا قد يُساعد، فمثلًا في حال تعودتم الخروج لتناول الطعام أو شرب القهوة، فحاول القيام بنشاط مختلف، تضيف سوزي: “لماذا لا تذهبان في نزهة مشي؟ أو تمارسان الرياضة معًا؟ هذا سيساعدك على تلبية احتياجاتكما الشخصية، ويهدئ من رغبته في السيطرة على كل شيء”.

3. كن مستعدًا لإنهاء الصداقة

ركّز جيدًا على مشاعرك بعد لقاء صديقك، بعد كل لقاء اجتماعي، اسأل نفسك: هل كان اللقاء إيجابيًا؟ هل شعرت بالسعادة والراحة؟ أم كان اللقاء محايدًا؟ أو سلبيًا، بحيث شعرت بالتعب والإرهاق؟.

قد تختلف ردود أفعالك تجاه شخص ما عن ردود فعل الآخرين، لذا عليك الاستماع إلى مشاعرك الخاصة لتحديد ما إذا كان من الأفضل تقليل وقت لقاءك به، وإذا شعرت أن العلاقة لا يمكن إصلاحها، فلا تخف من إنهائها، كما تقول راديكا، وتضيف: “في بعض الأحيان، إذا كانت الأمور سهلة، فإنني أختار الابتعاد، خاصةً إذا كنت حديث المعرفة به”.