شهدت أسواق العملات العالمية يوم الثلاثاء تراجعًا في أداء الدولار الأمريكي، حيث ساد ترقب كبير بين المستثمرين، وذلك بسبب احتمالية الإغلاق الجزئي الوشيك للحكومة الأمريكية، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على موعد صدور تقرير الوظائف الشهري الحيوي المرتقب هذا الأسبوع.
أهمية تقرير الوظائف الأمريكي
يُعد هذا التقرير أحد المؤشرات الاقتصادية الحاسمة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) في تقييم صحة الاقتصاد الأمريكي، واتخاذ قرارات السياسة النقدية المستقبلية، الأمر الذي يجعل تداولات الدولار حساسة للغاية خلال هذه الفترة.
أداء الدولار الأسترالي وقرارات الفائدة
على الجانب الآخر، سجل الدولار الأسترالي ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 0.49%، ليصل إلى مستوى 0.66075 دولار أمريكي، جاء هذا الارتفاع بعد قرار بنك الاحتياطي الأسترالي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، لكنه أبدى نبرة حذرة بشأن التضخم، ما عزز توقعات المستثمرين باحتمالية رفع الفائدة مستقبلًا.
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي
سجل مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلة من العملات العالمية الرئيسية، تراجعًا طفيفًا، ليصل إلى مستوى 97.928 نقطة، ليواصل بذلك مساره النزولي منذ بداية هذا العام، حيث فقد حوالي 9.7% من قيمته منذ بداية 2025.
تحركات اليورو والجنيه الإسترليني
تراجع اليورو بشكل طفيف، مسجلًا 1.172 دولار، متأثرًا بالمخاوف المتزايدة بشأن التباطؤ الاقتصادي في منطقة اليورو، وتفاوت السياسات النقدية بين البنك المركزي الأوروبي ونظيره الأمريكي، في المقابل، شهد الجنيه الإسترليني استقرارًا نسبيًا، حيث سجل 1.3436 دولار، مدعومًا بتوقعات استمرار معدلات الفائدة مرتفعة في المملكة المتحدة لفترة أطول، وذلك على الرغم من التحديات التضخمية المستمرة.
استقرار عوائد سندات الخزانة الأمريكية
استقرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات عند مستوى 4.142%، وذلك بعد أن شهدت انخفاضًا قدره 4.6 نقاط أساس يوم أمس، ليصل إجمالي تراجعها خلال شهر سبتمبر إلى 8.3 نقاط أساس، وهو ما يعكس حالة من التذبذب وعدم اليقين في توقعات السياسة النقدية الأمريكية.
تحركات الين الياباني وتوقعات السياسة النقدية
في الأسواق الآسيوية، انخفض الين الياباني بشكل طفيف، ليصل إلى 148.72 مقابل الدولار الأمريكي، ويترقب المستثمرون عن كثب نتائج المناقشات التي أجراها بنك اليابان في اجتماعه الأخير، والتي تناولت إمكانية رفع أسعار الفائدة قريبًا، يُعد هذا التحول المحتمل في موقف البنك المركزي الياباني تطورًا بالغ الأهمية، خاصةً بالنظر إلى سياسته النقدية التوسعية التي اتبعها لعقود طويلة، مما سيكون له انعكاسات واضحة على خارطة أسعار الفائدة العالمية.
العملة/المؤشر | القيمة/الأداء | التفاصيل |
---|---|---|
الدولار الأسترالي (AUD) | ارتفاع بنسبة 0.49% | وصل إلى 0.66075 دولار أمريكي. |
مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) | تراجع طفيف | سجل 97.928 نقطة، وفقد 9.7% منذ بداية 2025. |
اليورو (EUR) | تراجع طفيف | سجل 1.172 دولار أمريكي. |
الجنيه الإسترليني (GBP) | استقرار نسبي | سجل 1.3436 دولار أمريكي. |
عوائد سندات الخزانة الأمريكية (لأجل 10 سنوات) | استقرار | عند 4.142%، انخفضت بـ 4.6 نقاط أساس يوم أمس، وإجمالي 8.3 نقاط أساس في سبتمبر. |
الين الياباني (JPY) | انخفاض طفيف | وصل إلى 148.72 مقابل الدولار الأمريكي. |
تأثير المخاطر السياسية وتقلبات العملات
تُظهر تحركات العملات اليوم أن الأسواق تتأثر ليس فقط بالمؤشرات الاقتصادية، بل أيضًا بالمخاطر السياسية، مثل احتمال الإغلاق الحكومي الأمريكي، والذي قد يؤدي إلى تأجيل صدور بعض البيانات الاقتصادية الحيوية، علاوة على ذلك، تلعب التغيرات في السياسات النقدية بين الاقتصادات الكبرى دورًا متزايد الأهمية في تحديد اتجاهات العملات، خاصة في ظل اختلاف مراحل الدورة الاقتصادية بين هذه الدول.
تأثير الاقتصاد الصيني ومراقبة التضخم
تستمر الأسواق العالمية في متابعة تطورات الاقتصاد الصيني، والتدخلات المحتملة من قبل السلطات المالية هناك لدعم اليوان، وهو ما يؤثر بشكل غير مباشر على شهية المخاطرة العالمية، وبالتالي على تحركات الدولار، وفي سياق متصل، تراقب البنوك المركزية الكبرى معدلات التضخم بعناية فائقة، مما يجعل تصريحات مسؤوليها بشأن أسعار الفائدة محركًا رئيسيًا للأسواق، خاصة مع اقتراب نهاية العام.
الدولار وتأثيره على الأسواق الناشئة
على الرغم من أن تراجع الدولار قد يُخفف جزئيًا من الضغط الواقع على بعض اقتصادات الأسواق الناشئة، إلا أنه قد يمهد الطريق لموجة جديدة من تقلبات العملات، وذلك في حال اتسعت فجوة الفائدة بين الولايات المتحدة وبقية الاقتصادات العالمية، ويستمر المستثمرون في تقييم المعطيات المتغيرة باستمرار، سواء كانت تتعلق بمؤشرات سوق العمل، أو توجهات السياسة النقدية، أو المخاطر الجيوسياسية، مما يُبقي حالة التذبذب وعدم الاستقرار في أسواق العملات قائمة على المدى القصير.
الترقب لتقرير الوظائف وتأثيره على الأسواق
تترقب الأسواق العالمية تحركات أكبر مع اقتراب موعد صدور تقرير الوظائف الأمريكي، سواء نُشر في وقته المحدد أو تأجل بسبب الإغلاق الحكومي المحتمل، إذ يُعد هذا التقرير عنصرًا مفصليًا وحاسمًا في تحديد توقعات الفائدة للفترة القادمة، ويبدو أن شهية المخاطرة حاليًا تميل نحو الحذر والترقب، مما يُعزز من جاذبية الملاذات الآمنة كالذهب، ويزيد من صعوبة رسم اتجاه واضح للعملات في ظل الغموض الاقتصادي العالمي الراهن.