«ارتفاع قياسي» أسعار الفضة تقفز مدفوعة بضعف الدولار وقلق الإمدادات

يشهد سوق صرف العملات الأجنبية تراجعًا في قيمة الدولار الأمريكي، بينما تترقب الأسواق صدور بيانات حيوية من سوق العمل في الولايات المتحدة.

ارتفعت أسعار الفضة في السوق الأوروبية يوم الاثنين، مواصلة مكاسبها لليوم الثالث على التوالي، مسجلة بذلك مستوى قياسيًا جديدًا منذ 14 عامًا، حيث تجاوز سعر الأونصة حاجز الـ 47 دولارًا لأول مرة منذ عام 2011، مدعومة بالانخفاض الحالي في قيمة الدولار الأمريكي.

ويعزز هذا الارتفاع أيضًا زيادة طلب تجار التجزئة، الذين يرون في المعدن الأبيض “الفضة” فرصة استثمارية مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، مقارنة بأسعار الذهب التي تواصل تسجيل مستويات تاريخية غير مسبوقة.

نظرة على أسعار الفضة

شهدت أسعار الفضة اليوم ارتفاعًا ملحوظًا، حيث ارتفعت بنسبة 2.45% لتصل إلى 47.19 دولارًا، وهو أعلى مستوى لها منذ مايو 2011، مقارنة بسعر الافتتاح عند 46.07 دولارًا، مع تسجيل أدنى مستوى عند 45.95 دولارًا.

عند تسوية الأسعار يوم الجمعة، حققت أسعار الفضة ارتفاعًا بنسبة 1.95%، مسجلة ثاني مكسب يومي على التوالي، وذلك بعد صدور بيانات معدلة عن التضخم الاستهلاكي في الولايات المتحدة.

كما حققت أسعار الفضة الأسبوع الماضي ارتفاعًا يقارب 7%، وهو سادس مكسب أسبوعي على التوالي، وسط طلب قوي ومتزايد على المعدن الأبيض.

تراجع الدولار الأمريكي

انخفض مؤشر الدولار يوم الاثنين بنسبة 0.3%، ليستمر في خسائره للجلسة الثانية على التوالي، مبتعدًا عن أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 98.61 نقطة، مما يعكس استمرار تراجع قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات العالمية.

وكما هو معروف، فإن انخفاض قيمة العملة الأمريكية يجعل المعادن والسلع المسعرة بالدولار الأمريكي أقل تكلفة للمشترين الذين يحملون عملات أخرى.

وبالإضافة إلى عمليات البيع لجني الأرباح، يتراجع الدولار الأمريكي بسبب احتمالات إغلاق الحكومة الأمريكية، بالإضافة إلى التوقعات القوية بأن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في أكتوبر وديسمبر.

ولمراقبة هذه الاحتمالات، تترقب الأسواق هذا الأسبوع سلسلة من البيانات الهامة عن سوق العمل في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى متابعة تصريحات مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي.

إقبال تجار التجزئة على الفضة

في إطار بحث تجار التجزئة عن أصول مالية للتحوط من المخاطر المرتبطة بالتحول الحالي للبنوك المركزية العالمية نحو سياسات نقدية تيسيرية، يظهر أن معدن الفضة يعتبر الخيار الأمثل والأكثر جاذبية من حيث التكلفة في الوقت الحالي.

ويأتي الارتفاع الحالي في أسعار الفضة مع إدراك تجار التجزئة أن المعدن الأبيض يبتعد كثيرًا عن قيمته الحقيقية، مقارنة بالذهب الذي يواصل تسجيل مستويات تاريخية جديدة.

نظرة فنية على سعر الفضة

سعر الفضة يظهر إشارات متباينة، مع توقعات ليوم 29-09-2025.

في ظل التطورات الاقتصادية الراهنة، يراقب المستثمرون والخبراء عن كثب حركة أسعار الفضة، وتأثيرها على الأسواق العالمية.

تُعد هذه الفترة حاسمة لتحديد الاتجاهات المستقبلية للمعدن النفيس، وسط ترقب لقرارات البنوك المركزية وتغيرات في السياسات النقدية.