ارتفاع مقلق وفيات الحمى النزفية بالعراق منذ بداية العام

حمى القرم-الكونغو النزفية، مرض فيروسي خطير ينتقل إلى الإنسان بعدة طرق، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تشمل هذه الطرق لدغات القراد، وملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة أثناء الذبح أو بعده مباشرة.

العراق، الذي شهد أولى حالات الإصابة بهذا الفيروس في عام 1979، أعلن في 21 يوليو عن تسجيل 30 حالة وفاة من بين 231 إصابة بالحمى النزفية منذ بداية العام، وفي تصريح للمتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف البدر، لجريدة “الصباح” الرسمية، تم تسجيل 42 حالة وفاة من أصل 296 حالة مؤكدة خلال الأشهر التسعة الماضية منذ بداية العام الحالي.

ذي قار.. بؤرة تفشي المرض

محافظة ذي قار، وهي منطقة ريفية فقيرة في جنوب العراق، سجلت غالبية الحالات، حيث بلغت 114 إصابة، من بينها 11 حالة وفاة، تعتبر هذه المنطقة بيئة مناسبة لانتشار المرض، حيث تربى فيها الأبقار والأغنام والماعز والجاموس، وجميعها حيوانات وسيطة ناقلة لهذا المرض.

الأعراض والوقاية والعلاج

لا يوجد لقاح فعال لهذا المرض، سواء للإنسان أو الحيوان، وتشمل الأعراض الأولية الحمى وآلام العضلات وآلام البطن، وفي حال تطور المرض، قد يؤدي إلى نزيف من العين والأذن والأنف، وصولًا إلى فشل في أعضاء الجسم، مما قد يتسبب في الوفاة بنسبة تتراوح بين 10 إلى 40 بالمئة من المصابين، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

الفئات الأكثر عرضة للإصابة

يعتبر مربو الماشية والعاملون في مجال الجزارة الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، وفقًا لوزارة الصحة، ومع ذلك، أكد البدر أن “جميع الفئات معرضة للإصابة به ما لم يتم اتخاذ التدابير الوقائية لكل فرد”.

ارتفاع الإصابات في 2022

في عام 2022، وتحديدًا بين الأول من يناير و22 مايو، سجل العراق ما لا يقل عن 212 إصابة و27 حالة وفاة بالحمى النزفية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

أسباب ارتفاع الإصابات

أرجع مسؤول في المنظمة ارتفاع عدد الإصابات إلى عدة عوامل محتملة، مشيرًا إلى غياب حملات التعقيم التي أجرتها السلطات للحيوانات خلال عامي 2020 و2021 بسبب الإغلاق المرتبط بانتشار وباء كوفيد-19، مما أدى إلى “تنامي أعداد الحشرات”.

تدابير إضافية للحد من انتشار المرض

بالإضافة إلى التدابير الوقائية الفردية، يجب على السلطات الصحية اتخاذ إجراءات إضافية للحد من انتشار حمى القرم-الكونغو النزفية، تشمل هذه الإجراءات:

  • تكثيف حملات التوعية الصحية لتثقيف الجمهور حول طرق انتقال المرض وأهمية اتخاذ التدابير الوقائية.
  • إعادة تفعيل حملات التعقيم المنتظمة للحيوانات للحد من أعداد القراد والحشرات الناقلة للمرض.
  • توفير المعدات الوقائية اللازمة للعاملين في مجال الجزارة ومربي الماشية.
  • تعزيز نظام المراقبة الوبائية للكشف المبكر عن حالات الإصابة واتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على انتشار المرض.
  • دعم البحوث العلمية لتطوير لقاح فعال ضد حمى القرم-الكونغو النزفية.