«الأزهر يضيء» الملتقى الفقهي يناقش اليوم ضوابط استخدام السوشيال ميديا بالجامع الأزهر

الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر حول وسائل التواصل الاجتماعي

يشهد الجامع الأزهر اليوم انعقاد الملتقى الفقهي، الذي يركز على موضوع حيوي ومهم، ألا وهو ضوابط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك تحت عنوان “رؤية معاصرة”، حيث يسعى الملتقى إلى تقديم فهم شامل ومتوازن لهذه القضية العصرية.

النقاشات المعاصرة حول وسائل التواصل الاجتماعي

يستضيف هذا الملتقى نخبة من الخبراء والمتخصصين، من بينهم الأستاذ الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية، والدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، حيث سيقومون بتحليل ومناقشة قضايا جوهرية تتعلق بالشريعة الإسلامية والطب في سياق التحديات المعاصرة التي يواجهها مجتمعنا اليوم، ويهدف هذا النقاش إلى إيجاد حلول عملية ومستنيرة للتحديات المطروحة.

ويؤكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، على أن هذا الملتقى يمثل منصة حيوية لتوضيح العلاقة المعقدة بين الطب والشريعة في مختلف جوانب الحياة، مشيرًا إلى الدور المحوري للآباء في توجيه ومراقبة استخدام أبنائهم لوسائل التواصل، وأهمية تعزيز الرقابة الذاتية النابعة من إيمان الفرد وقيمه، فالرقابة الذاتية هي الحصن الحقيقي ضد الاستخدام السلبي لهذه الوسائل.

كما شدد على أن الاستخدام السلبي وغير المسؤول لوسائل التواصل يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، مما يستدعي تضافر الجهود لنشر الوعي حول هذه المخاطر المحتملة، فالتوعية هي السلاح الأمثل لمواجهة هذه التحديات، وحماية مجتمعنا من آثارها السلبية.

وفي تصريحات له، أوضح الدكتور هاني عودة الأهمية البالغة لهذا الملتقى في تعزيز الوعي المجتمعي بالقضايا الفقهية والطبية ذات الصلة بحياتنا اليومية، مؤكدًا على الحاجة الملحة لبناء مجتمع واعٍ يدرك أهمية الالتزام بقيم الشريعة الإسلامية في ظل التطورات الطبية المتسارعة، فالوعي والالتزام هما أساس بناء مجتمع سليم ومتوازن.

كما دعا إلى ضرورة تربية الأجيال الشابة على مراقبة الله في كل ما يفعلون، وتعزيز الوازع الديني في نفوسهم، والتأكيد على أهمية توعيتهم بالمخاطر المحتملة التي قد تنجم عن سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فالتربية السليمة هي الضمان لمستقبل أفضل لأبنائنا ومجتمعنا.

بالإضافة إلى ذلك، أكد المشاركون على الدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه الشباب في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للدعوة إلى الله، ونشر الخير، وممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لما في ذلك من مردودات إيجابية عظيمة على الفرد والمجتمع، فالشباب هم قادة المستقبل، وباستخدامهم الأمثل لهذه الوسائل يمكنهم إحداث تغيير إيجابي في العالم.

ويعتبر هذا الملتقى جزءًا من سلسلة من الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى تعزيز الحوار البناء في المجتمعات، ونشر الوعي بالقضايا الهامة، ومن المقرر أن يستمر انعقاده أسبوعيًا بعد صلاة المغرب في الظلة العثمانية بالجامع الأزهر، ليكون منارة للعلم والمعرفة، ومنصة للحوار والتفاعل.