الذهب يتخلى عن مكاسبه القياسية

تراجعت أسعار الذهب عن مستوياتها القياسية بعد ثلاثة أيام من المكاسب المتتالية، حيث يقيّم المستثمرون مجموعة من التصريحات الصادرة عن صانعي السياسات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وعلى رأسهم رئيس المجلس جيروم باول، بالإضافة إلى متابعة التطورات الجيوسياسية المتعلقة بروسيا.

استقر سعر الذهب بالقرب من 3761 دولارًا للأونصة، أي أقل بحوالي 30 دولارًا عن أعلى مستوى سجله يوم الثلاثاء، والذي كان اليوم الثالث على التوالي الذي يحقق فيه الذهب قمة جديدة، وفي تصريحاته يوم الثلاثاء، أشار باول إلى وجود مخاطر تحيط بتوقعات سوق العمل والتضخم، ولم يقدم أي إشارات تدعم فكرة خفض آخر لأسعار الفائدة في شهر أكتوبر، وعلى النقيض من ذلك، حذرت ميشيل بومان، محافظ البنك المركزي الأمريكي، من أن البنك قد يحتاج إلى تسريع وتيرة تخفيف السياسة النقدية في الأشهر المقبلة في ظل ضعف سوق العمل.

كان الذهب والفضة من بين أفضل السلع أداءً هذا العام، مدفوعين بمجموعة متنوعة من العوامل الداعمة، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة من قِبل الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي، فضلاً عن الطلب القوي من البنوك المركزية، وشهدت الأسعار ارتفاعًا بنسبة 1.2% يوم الثلاثاء، وذلك بعد تقرير نشرته بلومبرج نيوز يفيد بأن الصين تخطط لتولي دور الوصي على احتياطيات السبائك السيادية الأجنبية.

حظي الذهب بدعم إضافي من الطلب القوي على صناديق الاستثمار المتداولة، حيث بلغت التدفقات الواردة أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات يوم الجمعة، وحتى الآن هذا العام، ارتفعت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالسبائك بشكل شهري باستثناء شهر مايو، مسجلة زيادة تقارب 400 طن، وفقًا لبيانات جمعتها بلومبرج.

على الصعيد الجيوسياسي، صرح الرئيس دونالد ترامب بأن على دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) إسقاط الطائرات الروسية التي تنتهك مجالها الجوي، وفي الوقت نفسه، أبدى تعاطفًا أكبر مع فرص أوكرانيا في الفوز بالحرب، وردًا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن على حلفاء الناتو إسقاط الطائرات الروسية، خلال اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أجاب ترامب: “نعم، أعتقد ذلك”.

بالنظر إلى المستقبل، سيركز المتداولون على مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي، المقرر صدوره يوم الجمعة، ومن المرجح أن يكون مقياس التضخم الأساسي، المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، قد نما بوتيرة أبطأ الشهر الماضي، مما سيعزز حجج خفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يدعم الذهب الذي لا يدر عائدًا.

استقر سعر الذهب الفوري عند 3,760.70 دولارًا للأوقية (الأونصة) عند الساعة 8:16 صباحًا بتوقيت سنغافورة، واستقر مؤشر بلومبرج للدولار الفوري، واستقر سعر الفضة بعد أن تجاوز 44 دولارًا للأوقية يوم الثلاثاء، بينما لم يشهد البلاتين تغيرًا يُذكر، وانخفض البلاديوم بشكل طفيف.

تأثير تصريحات الفيدرالي على أسعار الذهب

تتأثر أسعار الذهب بشكل كبير بتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، حيث يترقب المستثمرون أي إشارات حول مستقبل السياسة النقدية، وتصريحات جيروم باول التي لم تلمح إلى خفض قريب لأسعار الفائدة أدت إلى تراجع الذهب، بينما أثارت تصريحات ميشيل بومان إمكانية تخفيف السياسة النقدية بوتيرة أسرع، مما قد يدعم أسعار الذهب، ويعكس هذا التباين في وجهات النظر حالة من عدم اليقين في السوق، مما يؤدي إلى تقلبات في أسعار الذهب.

الدور الجيوسياسي في دعم أسعار الذهب

تعتبر التوترات الجيوسياسية، مثل تلك المتعلقة بروسيا وأوكرانيا، من العوامل الداعمة لأسعار الذهب، حيث يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات عدم الاستقرار، وتصريحات الرئيس ترامب بشأن إسقاط الطائرات الروسية من قبل دول الناتو تزيد من حدة التوترات، مما يعزز الطلب على الذهب كمخزن للقيمة، وتلعب هذه التطورات الجيوسياسية دورًا مهمًا في تحديد اتجاه أسعار الذهب على المدى القصير والمتوسط.

مستقبل أسعار الذهب في ضوء مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي

يعتبر مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي من المؤشرات الاقتصادية الهامة التي تؤثر على أسعار الذهب، وإذا أظهر المؤشر تباطؤًا في التضخم، فإن ذلك سيعزز حجج خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما قد يدعم أسعار الذهب، ويرجع ذلك إلى أن الذهب لا يدر عائدًا، وبالتالي يصبح أكثر جاذبية في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، وسيراقب المتداولون عن كثب بيانات المؤشر لتقييم المسار المستقبلي لأسعار الذهب.

ملخص أداء المعادن الثمينة:

المعدن السعر (بتوقيت سنغافورة) ملاحظات
الذهب الفوري 3,760.70 دولارًا للأوقية استقر
الفضة فوق 44 دولارًا للأوقية استقر بعد تجاوز 44 دولارًا
البلاتين لم يشهد تغيرًا يُذكر
البلاديوم انخفض بشكل طفيف