شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في تداولات يوم الثلاثاء الموافق 23 سبتمبر/أيلول، لتسجل مستويات قياسية جديدة مدفوعةً بالطلب المتزايد على الملاذات الآمنة في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، بالإضافة إلى التوقعات بخفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي الأميركي.
وارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% لتصل إلى 3777.80 دولار للأونصة في تمام الساعة 1:45 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (17:45 بتوقيت غرينتش)، وذلك بعد أن لامست أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال اليوم عند 3790.82 دولار.
كما صعدت العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم شهر ديسمبر/كانون الأول بنسبة 1.1% لتسجل 3815.7 دولار عند التسوية.
وقد تزامن هذا الارتفاع مع انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات بنسبة 0.2%، بينما حافظ الدولار الأميركي على استقراره النسبي.
وفي سياق متصل، أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، خلال أحد المؤتمرات، إلى أن الفدرالي يواجه “وضعاً صعباً” في ظل استمرار المخاوف من ارتفاع التضخم بوتيرة أسرع من المتوقع، إلى جانب القلق بشأن ضعف نمو الوظائف وتأثيره على صحة سوق العمل في الولايات المتحدة.
وتعليقًا على ذلك، أوضح بوب هابركورن، استراتيجي السوق في شركة آر جي أو فيوتشرز، أن “سوق الذهب أدرك أن خطاب باول لم يتضمن أي إشارات قوية مقارنة بما ذكره في الأسبوع الماضي، وبالتالي لم يكن كافيًا لقلب مسار الصعود الذي يشهده الذهب”.
وينصب التركيز حاليًا على صدور مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة يوم الجمعة، والذي يعتبر المقياس المفضل لدى الاحتياطي الفدرالي لتقييم التضخم.
وفي تطورات أخرى، وجه حلف شمال الأطلسي “الناتو” تحذيراً إلى روسيا، مؤكدًا استعداده لاستخدام “جميع الأدوات العسكرية وغير العسكرية اللازمة” للدفاع عن نفسه، مع إدانته لروسيا بسبب “انتهاكها المجال الجوي الإستوني في سلوك غير مسؤول بشكل متزايد”.
وفي مذكرة صادرة عن كومرتس بنك، أشير إلى أن الإقبال القوي من قبل مستثمري صناديق الاستثمار المتداولة على شراء الذهب من المرجح أن يدعم أسعار المعدن النفيس.
وأوضحت المذكرة أن هذا الطلب القوي يأتي مدفوعًا بتوقعات خفض أسعار الفائدة، والمخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفدرالي، بالإضافة إلى التطورات الجيوسياسية المتلاحقة.
وفيما يتعلق بأسعار المعادن الأخرى، ارتفعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% لتصل إلى 44.17 دولار للأونصة، مقتربة من أعلى مستوياتها خلال 14 عامًا، بينما صعد البلاتين بنسبة 4.5% ليسجل 1480.97 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2014، كما ارتفع البلاديوم بنسبة 2.8% ليصل إلى 1212 دولارًا.
العوامل الدافعة لارتفاع أسعار الذهب
يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية في عدة نقاط:
- التوترات الجيوسياسية: تزيد حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي العالمية من الإقبال على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.
- توقعات خفض أسعار الفائدة: يترقب المستثمرون إشارات من الاحتياطي الفدرالي حول إمكانية خفض أسعار الفائدة، وهو ما يعزز جاذبية الذهب كونه لا يدر عائدًا.
- مخاوف التضخم: مع استمرار المخاوف بشأن ارتفاع التضخم، يلجأ المستثمرون إلى الذهب كأداة للتحوط ضد تآكل قيمة العملة.
- الطلب القوي من صناديق الاستثمار المتداولة: يعكس الإقبال المتزايد من صناديق الاستثمار المتداولة على شراء الذهب ثقة المستثمرين في المعدن النفيس.
تأثير تصريحات رئيس الاحتياطي الفدرالي
أثارت تصريحات رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول حالة من الترقب في الأسواق، حيث لم تتضمن إشارات واضحة حول مستقبل السياسة النقدية، مما دفع المستثمرين إلى الاستمرار في الإقبال على الذهب كأصل آمن.
أداء المعادن الأخرى
شهدت المعادن النفيسة الأخرى، مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم، ارتفاعات ملحوظة بالتزامن مع صعود الذهب، مما يعكس حالة من التفاؤل في أسواق المعادن بشكل عام.
المعدن | السعر (دولار/أونصة) | التغير (%) |
---|---|---|
الذهب (فوري) | 3777.80 | 0.8% |
الذهب (عقود آجلة) | 3815.7 | 1.1% |
الفضة (فوري) | 44.17 | 0.2% |
البلاتين | 1480.97 | 4.5% |
البلاديوم | 1212 | 2.8% |