في تطور لافت، أعلنت شركة مايكروسوفت عن إنهاء تعاونها مع الوحدة 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي، وذلك بعد تقارير أشارت إلى استخدام خدمات “أزور” في عمليات تجسس على المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وتسجيل مكالماتهم، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الغارديان.
وبررت مايكروسوفت هذا القرار بانتهاك الوحدة 8200 لشروط استخدام خدماتها، مما أدى إلى وقف وصولها إلى خدمات “أزور السحابية”، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل توقف وصول الجيش الإسرائيلي بشكل كامل إلى خدمات “أزور”، أم أن هناك جوانب أخرى في هذه القضية؟
تفاصيل قد لا تكون ظاهرة
يشير تقرير الغارديان إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يدرس نقل مشروع التجسس الضخم الخاص به إلى خدمات “أمازون” السحابية في شهر أغسطس/آب الماضي، علمًا بأن كلا الطرفين لم يعلقا على هذا الأمر عند الاستفسار، لكن قرار مايكروسوفت جاء في أواخر شهر سبتمبر/أيلول، ما يعني وجود فاصل زمني يقدر بشهر بين نية الجيش الإسرائيلي وقرار مايكروسوفت.
تجدر الإشارة إلى أن التعاون بين مايكروسوفت والوحدة 8200 بدأ في عام 2021، لكن في الأشهر الأخيرة، ظهرت تقارير عديدة تؤكد تورط تقنيات مايكروسوفت في العمليات العسكرية في قطاع غزة.
مايكروسوفت واجهت ضغوطا داخلية مستمرة من موظفيها (الجزيرة)
ويبدو أن مايكروسوفت استجابت للضغوط الدولية، بما في ذلك تلك القادمة من مفوضية الأمم المتحدة، والمظاهرات والاعتراضات التي نظمتها حركة “لا أزور للفصل العنصري” داخل الشركة، وجاء قرار وقف وصول الجيش الإسرائيلي لخدمات الشركة من خلال نائب رئيس مجلس إدارة مايكروسوفت ورئيسها، براد سميث، الذي ذكر في رسالة بريد إلكتروني داخلية للموظفين: “نحن لا نوفر تكنولوجيا تسهل المراقبة الجماعية للمدنيين، لقد طبقنا هذا المبدأ في كل دولة حول العالم، وأكدنا عليه مرارًا وتكرارًا لأكثر من عقدين”.
ويذكر تقرير الغارديان أن مسؤولي الشركة تحدثوا مع الجيش الإسرائيلي وأكدوا صحة التقارير السابقة حول دور “أزور” في التجسس، وأشاروا إلى وجود أدلة تدعم ذلك، وأضافوا أن دور الشركة لا يقتصر على تسهيل عمليات التجسس ضد المدنيين، ولهذا السبب سيتم وقف وصول الوحدة 8200 إلى خدمات “أزور”.
استمرار العلاقة التجارية
على الرغم من إعلان الشركة عن وقف مشروع التجسس، إلا أن هذا التوقف يقتصر فقط على الخدمات المستخدمة في هذا المشروع، دون التأثير على المشاريع الأخرى في الشركة، وهذا يعني أن الجيش الإسرائيلي بشكل عام سيظل قادرًا على الوصول إلى خدمات مايكروسوفت و”أزور” دون قيود، وذلك وفقًا لتقرير الغارديان.
وأكد حساب “لا أزور للفصل العنصري” الرسمي في منصة “إكس” هذا الأمر أيضًا، ورغم وصفه لما حدث بأنه “انتصار غير مسبوق، وإن كان غير كافٍ”، فإن الحركة ترى أن مايكروسوفت لا تزال مشاركة في العمليات العسكرية.
في انتصار غير مسبوق لحملتنا، وإن كان غير كافٍ، رضخت شركة مايكروسوفت للضغط واتخذت قرارها الهام بوقف بيع بعض خدماتها السحابية والذكاء الاصطناعي لوحدة التجسس الإسرائيلية 8200. لم يكن هذا القرار ممكنًا إلا بفضل الضغط المستمر من قبل حملتنا. (1/2) pic.twitter.com/ZfEpPvaxtE
— No Azure for Apartheid (@NoAz4Apartheid) September 27, 2025