في مدينة ألدريتس، الأرجنتين، شهدت عائلة لحظات من الفرح والصدمة الممزوجة بالذهول، وذلك بعد سلسلة من الأحداث الغريبة المتعلقة بهوية جثة تم تسليمها إليهم بالخطأ، في البداية، أعلنت السلطات المحلية عن وفاة شاب عُثر عليه تحت شاحنة قصب سكر، حيث رجحت الشرطة في البداية فرضية الانتحار، لكن النيابة العامة تدخلت وأعادت تصنيف القضية على أنها قتل بالإهمال، وأمرت بتشريح الجثة لتحديد السبب الحقيقي للوفاة.
بداية القصة المأساوية
والدة الشاب، التي انقطع الاتصال بينها وبين ابنها لعدة أيام، استسلمت لأسوأ مخاوفها وقامت بتحديد هوية الجثة بناءً على الملابس وبعض العلامات الجسدية، مما دفع العائلة إلى الإسراع في إجراءات الدفن واستلام الجثة من السلطات، استعدادًا لتشييعه، ومع ذلك، كانت المفاجأة الكبرى في انتظارهم.
العودة من الموت: لحظة لا تُنسى
في مشهد لا يُصدق، دخل الشاب إلى قاعة الجنازة على قدميه، حيًا يُرزق، ودون علم بما أُعلن عنه من وفاته، موضحًا أنه كان في حالة سكر شديد خلال الأيام الماضية ولم يكن على علم بما حدث، هذا الظهور المفاجئ أثار حالة من الصدمة والذهول بين الحاضرين، الذين لم يتمالكوا أنفسهم من هول الموقف.
التحقيقات تكشف الحقيقة المرة
تم نقل الشاب على الفور إلى مركز الشرطة المحلي للتحقيق معه، بينما أُعيدت الجثة الموجودة في التابوت إلى المشرحة للتحقق من هويتها الحقيقية، وكشفت التحقيقات اللاحقة أن الجثة تعود لرجل آخر يبلغ من العمر 28 عامًا يُدعى ماكسيميليانو إنريكي أكوستا، من بلدة ديلفين جالو المجاورة، ليتبين أن السلطات ارتكبت خطأ فادحًا بتسليم الجثة للعائلة الخاطئة، مما أثار غضبًا واستياءً عارمًا لدى أسرة أكوستا.
غضب واستياء أسرة الضحية الحقيقية
عبر شقيق أكوستا عن غضبه واستيائه قائلاً: “كل شيء كان خاطئًا منذ البداية، أولاً سلموا الجثة دون التأكد من الهوية بشكل صحيح، ثم اضطررت للذهاب إلى المشرحة مرتين، لا يجب أن نمر بهذا العذاب بعد كل ما عانيناه”، هذه الكلمات تعكس حجم الألم والمعاناة التي تعرضت لها أسرة أكوستا نتيجة لهذا الخطأ الجسيم.
تصحيح الخطأ والتحقيق في الملابسات
بعد أسابيع من الارتباك والمعاناة، تم أخيرًا إعادة جثة أكوستا إلى أسرته، وأُقيمت له جنازة رسمية في بلدته، وفي سياق متصل، أعلنت النيابة العامة الأرجنتينية عن فتح تحقيق داخلي شامل في ملابسات حادثة سوء التعامل مع مسألة تحديد الهوية الخاطئ للجثة، بهدف محاسبة المسؤولين عن هذا الخطأ الفادح وتجنب تكراره في المستقبل.
المصدر: “الميرور”