في خطوة تعكس طموحاتها المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي، كشفت شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة “علي بابا” النقاب عن أحدث ابتكاراتها، وهو نموذج لغوي ضخم للذكاء الاصطناعي يحمل اسم “ماكس-كوين3″، وذلك في إطار سعيها الدؤوب لتبني هذه التكنولوجيا المتطورة.
قوة “ماكس-كوين3” تكمن في حجمه وقدراته
خلال فعاليات مؤتمر “أبسارا” السنوي للشركة، صرح تشو جينغ رين، كبير مسؤولي التكنولوجيا في “علي بابا كلاود”، أن هذا النموذج اللغوي العملاق يضم أكثر من تريليون معلم، وهو رقم هائل يعكس مدى تعقيد وقدرة هذا النظام على معالجة المعلومات، كما أشار إلى أن “ماكس-كوين3” يتمتع بقوة استثنائية في مجال توليد التعليمات البرمجية، مما يجعله أداة قيمة للمطورين والمبرمجين.
القدرة على اتخاذ القرارات المستقلة
إحدى الميزات البارزة التي يتمتع بها “ماكس-كوين3” هي ما يعرف بـ “قدرات الوكيل المستقل”، حيث يتيح هذا النظام للذكاء الاصطناعي اتخاذ قرارات وتنفيذ إجراءات بشكل ذاتي لتحقيق الأهداف التي يحددها المستخدم، ومع هذه القدرة الفائقة، تقل الحاجة إلى تدخل وتوجيه بشري مقارنة بروبوتات الدردشة الأخرى مثل “تشات جي بي تي”، مما يجعله أكثر كفاءة وفعالية.
“علي بابا” تتحدى المنافسين في سباق الذكاء الاصطناعي
لم تتردد “علي بابا” في إبراز تفوق نموذجها الجديد على منافسيه، حيث استشهدت بمعايير أداء صادرة عن جهات مستقلة، مثل “تاو2-بنش”، لتؤكد أن “ماكس-كوين3” قد حقق نتائج أفضل في بعض المؤشرات مقارنة بنماذج أخرى مثل “كلود” الذي طورته شركة “أنثروبيك” الأميركية الناشئة، و”ديب سيك في3.1″ الصيني، وهذا يؤكد أن “علي بابا” تسعى جاهدة لتكون في طليعة الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
استثمارات ضخمة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي
أدركت “علي بابا” أهمية الذكاء الاصطناعي، وجعلته على رأس أولوياتها إلى جانب أنشطتها التقليدية في التجارة الإلكترونية، وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت الشركة عن خطط طموحة لاستثمار 380 مليار يوان (53.40 مليار دولاراً) في البنية التحتية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، وذلك في ظل احتدام المنافسة بين شركات التكنولوجيا الصينية لتطوير قدرات متقدمة في هذا المجال، وهذا الاستثمار الضخم يعكس التزام “علي بابا” بتعزيز مكانتها في عالم الذكاء الاصطناعي.
زيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي
أكد إيدي وو، الرئيس التنفيذي لـ “علي بابا”، خلال المؤتمر، أن الشركة ستزيد من حجم إنفاقها على الذكاء الاصطناعي، دون أن يحدد قيمة الزيادة، وأضاف: “تجاوزت سرعة تطور صناعة الذكاء الاصطناعي توقعاتنا بكثير، كما تجاوز الطلب على البنية التحتية لهذه التكنولوجيا توقعاتنا بشكل كبير أيضاً”، وهذا يؤكد أن “علي بابا” تدرك تمامًا الإمكانات الهائلة التي ينطوي عليها الذكاء الاصطناعي، وتسعى إلى الاستفادة القصوى منها.
مجموعة منتجات جديدة للذكاء الاصطناعي
بعد إطلاق نموذج “كوين3” في أبريل نيسان الماضي، كشفت “علي بابا” أيضًا عن مجموعة منتجات أخرى للذكاء الاصطناعي، من بينها “كوين3-أومني”، وهو نظام متعدد الوسائط مصمم خصيصًا لتطبيقات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، مثل النظارات الذكية وأنظمة القيادة الذكية، وهذا يدل على أن “علي بابا” تعمل على تطوير حلول شاملة ومتكاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، لتلبية الاحتياجات المتزايدة في مختلف القطاعات.