تداولت منصات التواصل الاجتماعي صورًا مروعة من ولايات سودانية عديدة، تُظهر حجم الدمار الذي خلفه فيضان السودان، الذي اجتاح البلاد قبل أيام وما زال مستمرًا، مما أثار مخاوف جدية بشأن تداعياته.
حقيقة فيضان السودان
انتشرت على صفحات سودانية صور عديدة تُوثّق آثار فيضان السودان، لكن بالتحقق من مصادر موثوقة مثل وكالة CNN، تبيّن أن معظم هذه الصور قديمة، والتقطت بين عامي 2019 و2022 في سياقات مختلفة، ولا علاقة لها بالوضع الحالي في السودان.
ورغم ذلك، شنّ بعض النشطاء هجومًا على إثيوبيا، معتبرين أن “إثيوبيا ارتكبت جريمة بحق السودان بفتح بوابات سد النهضة بشكل أحادي مع زيادة الأمطار، مما عرّض السودان لخطر كبير بسبب كمية المياه المتدفقة”.
كما أشارت CNN إلى أن بعض الصور المتداولة تعود إلى 30 أغسطس 2021، وهي مقتطفة من فيديو نشرته قناة سكاي نيوز عربية حول أضرار الفيضانات على شبكة الطرق في السودان.
تحذيرات من فيضان السودان
أفادت العربية نت أن السودان يمر بلحظات حرجة وغير مسبوقة وسط قلق بالغ، بسبب الارتفاع القياسي في مناسيب نهر النيل، ما دفع وزارة الري السودانية إلى إطلاق “الإنذار الأحمر” على طول الشريط النيلي تحسبًا لوقوع فيضانات محتملة.
وحذر خبراء من أن استمرار تصريف المياه من سد النهضة بمعدلات أعلى من الطبيعي قد يزيد من المخاطر، ويهدد السودان بالفيضان.
فيضان السودان والسد العالي
فيما يتعلق بمصر، أكد المختصون أن السد العالي قادر على حماية البلاد بفضل سعته التخزينية الهائلة التي تصل إلى 162 مليار متر مكعب، إضافة إلى البحيرات الجانبية الثلاث حول بحيرة ناصر بسعة إضافية تبلغ 22 مليار متر مكعب، ومفيض توشكى القادر على تصريف أكثر من 20 مليار متر مكعب.
من جانبه، أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، أن أزمة الفيضان التي يشهدها السودان مرتبطة بشكل مباشر بسد النهضة الإثيوبي، وأنه بعد اكتمال الملء العام الماضي، لم يتم تشغيل التوربينات كما كان معلنًا، فمن المفترض أن تعمل 13 توربينًا، لكن 4 فقط دخلت الخدمة ثم توقفت.
وأضاف شراقي أن إثيوبيا لم تقم بعملية التفريغ التدريجي استعدادًا لموسم الأمطار، بل فضلت عدم القيام بذلك لتجنب الكشف عن تعطل التوربينات.
ومع بداية موسم الأمطار في يوليو الماضي، امتلأت بحيرة السد حتى فاضت المياه من أعلاها، ليتدفق يوميًا ما يقارب 750 مليون متر مكعب نحو السودان.