قد تظن أن اختيارك للون ملابسك أو ديكورك المفضل مجرد ذوق شخصي، أو محاولة للتناسق مع بشرتك والمناسبة التي ستذهب إليها، لكن المفاجأة أن لونك المفضل قد يحمل رسالة أعمق مما تتخيل، فهو قد يكشف الجيل الذي تنتمي إليه. فالألوان ليست مجرد أذواق فردية، بل انعكاس لثقافات كاملة وحقب زمنية مختلفة.
بحسب ما أوضحته سابين روود، أستاذة التسويق وباحثة بجامعة باريس، فإن اللون المفضل لأي شخص يمكن أن يكون مؤشرًا قويًا على عمره والجيل الذي ينتمي إليه. فإذا كنت تنجذب مثلًا إلى اللون الأخضر الليموني، فغالبًا ما تنتمي إلى جيل Z، أما إذا كان الوردي هو لونك المفضل، فأنت أقرب إلى جيل الألفية.
اعرف لونك المفضل يكشف جيلك
في مقال لموقع The Conversation، أوضح الخبراء أن الأجيال المتعاقبة تتحدد من خلال مجموعات من القيم والمعتقدات والسلوكيات التي تتجلى أيضًا بصريًا، ولا سيما من خلال ألوانها المميزة. وإن التقسيم حسب الأجيال، جيل X، جيل Y، جيل Z، جيل ألفا، يسمح بمراقبة التفضيلات اللونية التي لا تتعلق فقط بالذوق الفردي، بل هي انعكاسات لعلاقة جماعية بالوقت، والتطلعات، والجماليات السائدة.
يميل الأشخاص الذين ولدوا بين نهاية الحرب العالمية الثانية ومنتصف الستينيات، والذين يشار إليهم غالبًا باسم جيل طفرة المواليد، إلى تفضيل الألوان التقليدية. ومن سبعينيات القرن العشرين فصاعدًا، يفضلون الألوان بدرجات الألوان الأرضية المستمدة من الطبيعة مثل الأخضر والبني والأحمر، وجيل الألفية (الذين ولدوا بين عام 1980 ومنتصف التسعينيات) يفضلون اللون الوردي.
وقال الباحثون: “أكثر من مجرد لون، أصبح هذا الباستيل الناعم رمزيًا في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، يرمز إلى الخفة والتفاؤل”. اللون الأول المميز للجيل Z (1995-2010) هو اللون الأصفر الجريء، يليه اللون الأرجواني، وأخيرًا، بدأ جيل ألفا (2010-حتى اليوم) يُظهر بالفعل تفضيلًا لبعض الألوان، وفقًا للخبراء.
وأضاف الباحثون أن “جيل ألفا، الذي لا يزال في سنواته الأولى، يتحرك بين قطبين، الإنجذاب نحو الألوان الطبيعية المريحة، والإنغماس المبكر في الألوان المشبعة والاصطناعية للعالم الرقمي”. ويشير الباحثون إلى أنه على الرغم من أن الألوان التي تشير إلى الأجيال المختلفة مقنعة، إلا أنه لا ينبغي اعتبارها ثابتة، لأن اختيارات الألوان لا تبقى ثابتة أبدًا وتتطور، وتُجدد نفسها.
الأشخاص الذين يحبون اللون الأخضر عادة ما يتمتعون بشخصية هادئة ومتماسكة وقوة إرادة قوية، في حين أن محبي اللون الأزرق هم أفراد جديرون بالثقة يقدرون الصدق والموثوقية في تفاعلاتهم مع أقرانهم. يتمتع الأشخاص الذين يحبون اللون الأرجواني بخيال غني وعاطفية، وأولئك الذين يحبون اللون الأصفر غالبًا ما يتمتعون ببراءة وإبداع.
الألوان وتأثيرها النفسي
بالإضافة إلى ارتباط الألوان بالأجيال، تحمل الألوان دلالات نفسية عميقة تؤثر في مزاجنا وسلوكنا. فالألوان الدافئة مثل الأحمر والبرتقالي تثير مشاعر الحماس والطاقة، بينما الألوان الباردة مثل الأزرق والأخضر تعزز الهدوء والاسترخاء. استخدام الألوان بوعي في حياتنا اليومية، سواء في الملابس أو الديكور، يمكن أن يحسن من حالتنا النفسية ويؤثر إيجابًا في تفاعلاتنا مع الآخرين.