أعلنت منصة الألعاب الشهيرة روبلوكس عن توسيع نطاق استخدام تقنياتها الخاصة بتقدير الأعمار ليشمل جميع مستخدميها، بالإضافة إلى إبرام شراكة جديدة مع التحالف الدولي لتقييم الأعمار (IARC) بهدف اعتماد نظام تقييمات موحد ومعترف به عالميًا للمحتوى، تأتي هذه الخطوة في خضم الدعاوى القضائية والاتهامات الموجهة للشركة بشأن قصورها في حماية الأطفال على منصتها، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها في الحفاظ على بيئة آمنة ومناسبة لجميع الفئات العمرية.
### آلية التحقق من العمر
اعتبارًا من نهاية العام الحالي، ستبدأ روبلوكس في تطبيق تقنية تقدير العمر على جميع مستخدمي أدوات التواصل داخل المنصة، بما في ذلك الدردشة الصوتية والنصية، تعتمد هذه التقنية على تحليل صور السيلفي التي يرفعها المستخدمون، حيث يتم فحص ملامح الوجه لتقدير العمر بدقة، بالإضافة إلى ذلك، سيتم دمج هذه التقنية مع أنظمة أخرى مثل التحقق من الهوية الرقمية والحصول على موافقة أولياء الأمور، مما يعزز من موثوقية النظام.
تهدف الشركة من خلال هذه الإجراءات إلى تحقيق دقة أعلى في تحديد الأعمار مقارنة بالطرق التقليدية التي تعتمد فقط على إدخال تاريخ الميلاد عند التسجيل، كما أعلنت عن خطط مستقبلية لإطلاق أنظمة إضافية تهدف إلى الحد من تواصل البالغين مع القُصّر داخل المنصة، وذلك في إطار جهودها المستمرة لضمان سلامة المستخدمين الصغار.
### شراكة مع هيئات التقييم العالمية
في إطار الاتفاقية المبرمة مع IARC، ستتخلى روبلوكس عن نظام التصنيف الخاص بها، وستتبنى التقييمات المعتمدة من وكالات رسمية حول العالم، مما يوفر معايير موحدة وموثوقة للمحتوى، وتتضمن هذه التقييمات:
* في الولايات المتحدة سيظهر نظام ESRB
* في كوريا الجنوبية سيُستخدم نظام GRAC
* في ألمانيا سيُعتمد نظام USK
* في أوروبا والمملكة المتحدة سيُطبق نظام PEGI
تهدف هذه الخطوة إلى تزويد الآباء بفهم أوضح لطبيعة الألعاب التي يمارسها أبناؤهم، خاصة إذا كانت تحتوي على عناصر قد تثير القلق مثل العنف، أو الدماء، أو المقامرة، أو الألفاظ غير اللائقة، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الألعاب المناسبة لأطفالهم.
### خلفية تنظيمية وضغوط قانونية
تأتي هذه التغييرات في أعقاب إعلان الشركة في يوليو عن مجموعة من الإجراءات لتعزيز الأمان، بما في ذلك إدخال نظام للتحقق من الأعمار عبر الفيديو سيلفي، بالإضافة إلى ذلك، منعت المنصة الأطفال دون سن 13 عامًا من استخدام الدردشة النصية أو الصوتية غير المفلترة، وفرضت قيودًا على المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا فيما يتعلق بإضافة أصدقاء جدد، إلا إذا كان التعارف في الواقع مثبتًا عبر استيراد جهات الاتصال أو مسح رمز QR.
تواجه روبلوكس ضغوطًا متزايدة من القوانين التنظيمية المختلفة، مثل قانون السلامة على الإنترنت في المملكة المتحدة وقوانين “التحقق من العمر” التي بدأت ولايات أمريكية مثل ميسيسيبي وأريزونا وفيرجينيا في تطبيقها، مما يعكس الحاجة الملحة للمنصات الرقمية للامتثال للمعايير القانونية المتغيرة.
### جهود السلامة المستمرة
استثمرت روبلوكس في تطوير أدوات أمان متعددة، من بينها Roblox Sentinel، وهو نظام مفتوح المصدر مدعوم بالذكاء الاصطناعي يهدف إلى رصد المؤشرات المبكرة لخطر استغلال الأطفال، كما توفر المنصة أدوات رقابة أبوية وأنظمة لمراقبة التجمعات المشبوهة داخل الخوادم وإغلاقها عند الضرورة، مما يعزز من قدرة المنصة على الاستجابة السريعة لأي تهديدات محتملة.
على الرغم من هذه الجهود، لا تزال هناك مخاوف قائمة، خاصة بعد تسجيل حالات تمكن فيها متحرشون من استغلال المنصة للوصول إلى الأطفال، بالإضافة إلى تقارير عن وجود محتوى غير لائق، كما أثارت لعبة المحاكاة الزراعية Grow a Garden جدلاً مؤخرًا بسبب قيام اللاعبين ببيع عناصرها الافتراضية مقابل أموال حقيقية خارج المنصة، مما أثار انتقادات بأنها تشجع الأطفال على الإنفاق المفرط.
### خطوة نحو شفافية أكبر
يرى الخبراء أن التغييرات الجديدة قد لا تقضي تمامًا على المخاطر، لكنها توفر للآباء رؤية أوضح لاتخاذ قرارات أفضل بشأن الألعاب التي يلعبها أبناؤهم، وفي هذا السياق، صرح مات كوفمان، رئيس السلامة في روبلوكس: “نحن ملتزمون بتوفير منصة آمنة وتمكين الآباء من اتخاذ أفضل القرارات لأطفالهم، ونتطلع من خلال شراكتنا مع IARC إلى تعزيز الوضوح والثقة عالميًا بشأن المحتوى المناسب للأعمار”.