
كشف تقرير صادر عن موقع “تيك رادار برو” التقني عن وجود خلل في طريقة عمل نظام الترشيحات الخاص بـ “شات جي بي تي”, مما يسمح بنشر معلومات مضللة والتأثير سلباً في جودة النتائج التي تقدمها الأداة, بحسب التقرير الذي نشره موقع “تيك رادار برو” (Techradar Pro) التقني
اعتمد التقرير على تجربة أجراها جيمس بروكبانك، المدير التنفيذي ومؤسس شركة “ديجيتال لوفت” للتسويق الرقمي، حيث اكتشف أن “شات جي بي تي” يثق بشكل كبير في المواقع ويعتمد عليها كمصادر للمعلومات، حتى لو تغير محتوى تلك المواقع, مما يثير تساؤلات حول دقة وموثوقية الترشيحات التي يقدمها, بحسب تقرير الموقع
هذا يعني أن النموذج يركز على رابط الموقع نفسه بدلاً من تقييم محتواه الفعلي, وهو ما استغله البعض عن طريق شراء روابط لمواقع انتهت صلاحيتها أو اختراق مواقع معروفة لإضافة ترشيحاتهم الخاصة بداخلها, مما يسمح لهم بالتلاعب بالمعلومات التي يقدمها “شات جي بي تي” للمستخدمين
مصدر الصورة
يشير التقرير إلى مثال لموقع كان يتبع للأمم المتحدة وتوقف عن العمل بعد انتهاء صلاحيته, حيث قام أحد المستخدمين بالاستيلاء عليه وإضافة روابط لموقع آخر يملكه, بهدف جعل “شات جي بي تي” يعرض هذه الروابط في ترشيحاته, مما يوضح كيف يمكن استغلال هذه الثغرة لتحقيق مكاسب شخصية أو نشر معلومات مضللة
تكرر السيناريو مع موقع كان تابعاً لجمعية خيرية في المملكة المتحدة، والذي كان يحظى بإشارات مرجعية من مواقع مثل ” بي بي سي ” و”سي إن إن” و”بلومبيرغ”, لكنه الآن يعرض محتوى يتعلق بالألعاب الخبيثة, ومع ذلك، استمر “شات جي بي تي” في الاعتماد عليه كمصدر لترشيح هذه الألعاب، مما يثير مخاوف بشأن قدرته على تمييز المحتوى الضار
يؤكد بروكبانك أن هذه الممارسات تختلف بشكل كبير عن استراتيجيات تحسين محركات البحث المشروعة التي تعتمد على بناء روابط موثوقة, فمحرك البحث “غوغل” على سبيل المثال، قادر على تقييم سلامة الموقع ونوعية المحتوى الذي يقدمه, بينما يبدو أن “شات جي بي تي” يفتقر إلى هذه القدرة, مما يجعله عرضة للتلاعب
يبدو أن “شات جي بي تي” يعجز عن تقييم محتوى الموقع أو التحقق من مدى توافقه مع تاريخه السابق, ويركز بدلاً من ذلك على الروابط التي تشير إليه فقط, وهذا يشكل نقطة ضعف كبيرة يمكن استغلالها بسهولة لنشر معلومات غير دقيقة أو مضللة
هذه الثغرة تفتح الباب أمام المحتالين لنشر معلومات مضللة والاعتماد على ظهورها في “شات جي بي تي” كأداة لنشرها على نطاق واسع, متجاوزين بذلك الحاجة إلى الظهور في محركات البحث الأخرى أو الحصول على ثقة المستخدمين, مما يزيد من خطورة انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة