تستعد شركة “OpenAI” لخطوة جريئة نحو تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تعتزم إنتاج أول شريحة ذكاء اصطناعي خاصة بها خلال العام المقبل، وذلك بالتعاون مع شركة “برودكوم” الأمريكية الرائدة في صناعة أشباه الموصلات
الاستخدام الداخلي للشريحة
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” نقلاً عن مصادر موثوقة، تخطط “OpenAI” لاستخدام هذه الشريحة الجديدة داخليًا، لتعزيز بنيتها التحتية وقدراتها البحثية، بدلاً من طرحها للبيع أو إتاحتها لعملاء خارجيين، وتسعى الشركة من خلال هذه الخطوة إلى تحقيق أقصى استفادة من الشريحة المصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتها الفريدة، وتوفير حلول حوسبة متطورة لأنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها
تعتمد “OpenAI”، التي ساهمت بشكل كبير في تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على إنتاج استجابات شبيهة بردود البشر، على قوة حوسبة هائلة لتدريب أنظمتها وتشغيلها، وهذا يتطلب بنية تحتية قوية وقدرات معالجة بيانات متقدمة، وتسعى الشركة باستمرار إلى تحسين كفاءة استهلاك الطاقة وتقليل التكاليف المرتبطة بتشغيل هذه الأنظمة
شراكات استراتيجية لتطوير الشريحة
في العام الماضي، ذكرت “رويترز” أن “OpenAI” تتعاون مع “برودكوم” وشركة “TSMC” التايوانية لتطوير أول شريحة داخلية مخصصة لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ذلك، تدمج الشركة شرائح من “AMD” و”إنفيديا” لتلبية الطلب المتزايد على البنية التحتية القوية، وتأتي هذه الشراكات في إطار سعي الشركة لتنويع مصادر توريد الرقائق وضمان استمرارية العمل
تقليل الاعتماد على “إنفيديا”
في شهر فبراير الماضي، أشارت تقارير إلى أن “OpenAI” تواصل المضي قدمًا في خططها لتقليل اعتمادها على شركة “إنفيديا” في توريد الرقائق، وذلك من خلال تطوير الجيل الأول من شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وتهدف الشركة من خلال هذه الخطوة إلى تحقيق مزيد من الاستقلالية والمرونة في إدارة مواردها، والتحكم بشكل أفضل في تكاليف التشغيل
الجدول الزمني للتطوير والتصنيع
ذكرت مصادر لرويترز في فبراير أن “OpenAI”، مطورة روبوت الدردشة الشهير “شات جي بي تي”، ستنهي تصميم أول شريحة لها في الأشهر القليلة المقبلة، وتخطط لإرسالها للتصنيع في شركة “TSMC”، ويعكس هذا الجدول الزمني الطموح التزام الشركة بتسريع وتيرة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز مكانتها كشركة رائدة في هذا المجال
التحاق بركب الشركات الكبرى
تأتي خطوة “OpenAI” في أعقاب جهود مماثلة من شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى مثل “غوغل” و”أمازون” و”ميتا”، التي طورت شرائح مخصصة للتعامل مع أحمال عمل الذكاء الاصطناعي، ويعكس هذا الاتجاه المتزايد الحاجة إلى قوة حوسبة متخصصة لتلبية المتطلبات المتزايدة لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة