«وداعًا أيها الرفيق الرقمي» تطبيق ينسحب من السوق وسط مخاوف متزايدة بشأن سلوك روبوتات الدردشة

أعلنت شركة نيو كمبيوتر الناشئة، المطورة لتطبيق “Dot” الذي يُصنف كتطبيق رفيق بالذكاء الاصطناعي، عن قرارها بإيقاف تشغيل التطبيق بحلول شهر أكتوبر القادم، مما يمثل نهاية لمشروع واعد في مجال الذكاء الاصطناعي التفاعلي، ويترك المستخدمين أمام خيارات بديلة

وأوضحت الشركة في بيان رسمي نشرته عبر موقعها الإلكتروني أن التطبيق سيظل متاحًا حتى الخامس من أكتوبر، وذلك لإتاحة الفرصة للمستخدمين لتحميل بياناتهم الشخصية قبل الإغلاق النهائي، وهو إجراء يهدف إلى ضمان حقوق المستخدمين والحفاظ على خصوصيتهم

نشأة وتطور التطبيق

تم إطلاق تطبيق “Dot” في عام 2024 على يد المؤسسين المشاركين سام ويت مور وجيسون يوان، الذي كان يعمل سابقًا كمصمم في شركة أبل، وقد تم تصنيف التطبيق ضمن فئة روبوتات الدردشة التي أصبحت اليوم محور جدل واسع، وكان التطبيق يهدف إلى أن يكون “صديقًا ورفيقًا” للمستخدمين، معتمدًا على الذكاء الاصطناعي لتقديم النصائح والدعم العاطفي، والتكيف مع اهتمامات المستخدمين بمرور الوقت

وقد صرح يوان سابقًا بأن “Dot” كان يهدف إلى تعزيز التواصل مع الذات الداخلية، واصفًا إياه بأنه “مرآة حية” للمستخدم، وذلك وفقًا لتقرير نشره موقع “TechCrunch” المتخصص في الأخبار التقنية واطلعت عليه “العربية Business”، مما يوضح الرؤية الطموحة التي كانت وراء تطوير هذا التطبيق

تحديات الاستثمار في تطبيقات الذكاء الاصطناعي

يبدو أن هذا النوع من التطبيقات قد لا يمثل خيارًا استثماريًا مضمونًا للشركات الناشئة الصغيرة، خاصة في ظل التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي والمخاطر المحتملة التي قد تصاحب استخدام هذه التقنيات، مما يجعل المستثمرين أكثر حذرًا وترددًا في دعم هذه المشاريع

ومع الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ظهرت تقارير متعددة تسلط الضوء على تأثير تطبيقات روبوتات الدردشة، مثل “شات جي بي تي”، على الأشخاص الذين يعانون من الهشاشة النفسية والعاطفية، حيث قد تدفعهم هذه التطبيقات إلى تبني أفكار وهمية، وقد أدى ذلك إلى ظهور ما يعرف بـ “ذهان الذكاء الاصطناعي”، نتيجة لتعزيز روبوتات الدردشة لمعتقدات المستخدمين المشوشة أو المتعلقة بجنون الشك، وهو ما يثير مخاوف جدية بشأن المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية لمطوري هذه التقنيات

مخاوف تتعلق بالسلامة وتزايد التدقيق

بالتزامن مع إغلاق تطبيق “Dot”، تواجه تطبيقات روبوتات الدردشة عمومًا تدقيقًا متزايدًا بسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة، والتأثير المحتمل على الصحة النفسية للمستخدمين، وتواجه شركة “OpenAI” حاليًا دعوى قضائية من عائلة مراهق من كاليفورنيا انتحر بعد مراسلة “شات جي بي تي” بشأن أفكاره الانتحارية، مما يسلط الضوء على المخاطر الجدية التي قد تنجم عن استخدام هذه التطبيقات

كما أبرزت تقارير أخرى كيف يمكن لتطبيقات رفقاء الذكاء الاصطناعي أن تعزز السلوكيات غير الصحية لدى المستخدمين الذين يعانون من مشكلات نفسية، مما يزيد من تفاقم هذه المشكلات ويؤثر سلبًا على صحتهم العامة، ويؤكد الحاجة إلى توخي الحذر وإجراء المزيد من الدراسات حول تأثير هذه التطبيقات على الصحة النفسية والعاطفية للمستخدمين

خلافات في وجهات النظر تؤدي إلى الإغلاق

لم يعلق مطورو “Dot” بشكل مباشر على ما إذا كانت هذه الأنواع من القضايا قد أثرت في تفكير المؤسسين، وبدلًا من ذلك، أشار المنشور القصير على موقع الشركة فقط إلى أن ويتيمور ويوان قد اختلفا في وجهات النظر حول مستقبل التطبيق، مما أدى إلى اتخاذ قرار بإنهاء المشروع

وجاء في المنشور: “بدلًا من المساومة على أي من الرؤيتين، قررنا أن نسلك طرقًا منفصلة وأن نوقف العمليات”، مما يعكس وجود خلافات جوهرية بين المؤسسين حول التوجه الاستراتيجي للتطبيق، وأدت في النهاية إلى اتخاذ قرار بإنهاء المشروع بدلًا من الاستمرار في ظل رؤى متباينة

أرقام المستخدمين الحقيقية

يشير المنشور إلى أن الشركة الناشئة كان لديها “مئات الآلاف” من المستخدمين، ولكن بيانات مزود معلومات التطبيقات “Appfigures” تظهر أن عدد مرات التحميل الإجمالية على نظام “iOS” منذ الإطلاق في يونيو 2024 لم يتجاوز 24,500 تحميل فقط، ولم يكن هناك إصدار لنظام أندرويد، مما يثير تساؤلات حول دقة الأرقام المعلنة من قبل الشركة، ويوضح أن قاعدة المستخدمين الفعلية قد تكون أقل بكثير مما تم الترويج له