فيتامين دال متى يتحول إلى خطر يهدد صحتك؟

على الرغم من الفوائد الجمة لفيتامين "D" والتي لا يمكن إنكارها، إلا أن ارتفاع مستوياته في الجسم قد يؤدي إلى حالة تعرف بـ "سمية فيتامين D"، وغالبًا ما تكون هذه السمية نتيجة لتناول جرعات كبيرة من المكملات الغذائية،

تُعد سمية فيتامين D، أو ما يعرف أيضًا بفرط الفيتامين D، حالة نادرة ولكنها قد تكون خطيرة، وتحدث نتيجة تناول جرعات زائدة من فيتامين D، وعادةً ما يكون ذلك من المكملات الغذائية وليس من التعرض لأشعة الشمس أو تناول الأطعمة الغنية به، ووفقًا لتقرير نشر في صحيفة Times of India، فإن النتيجة النهائية لهذه السمية هي تراكم الكالسيوم في الدم، مما قد يؤدي إلى تلف العديد من الأعضاء الحيوية، وخاصة القلب والكلى،

سمية فيتامين "D"

نظرًا لكون فيتامين D من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، فإنه يتم تخزينه في دهون الجسم والكبد، على عكس الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء التي يتم التخلص من الفائض منها،

وبحسب موقع "مايو كلينك"، فإن سمية فيتامين D تحدث دائمًا تقريبًا نتيجة لتناول جرعات عالية من المكملات الغذائية لفترة طويلة، وليس من الطعام أو التعرض لأشعة الشمس المباشرة، لأن الجسم يمكن أن يتوقف عن إنتاج كميات زائدة في هذه الحالات، كما أن بعض الأفراد أكثر عرضة للخطر، مثل أولئك الذين يتناولون جرعات عالية من فيتامين D بوصفة طبية أو الذين يعانون من حالات صحية تؤثر على استقلاب فيتامين D، مثل بعض أمراض الكلى أو الكبد،

الجرعة الزائدة

تبدأ السمية عادةً عندما تتجاوز مستويات 25(OH)D في الدم (وهو الشكل الرئيسي لفيتامين D في الدم) 150 نانوغرام/مل، وهو مستوى أعلى بكثير من المعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 20 و50 نانوغرام/مل، لذلك، يعتبر الحد الأقصى الآمن للبالغين هو 4000 وحدة دولية يوميًا، ما لم يوصِ الطبيب بغير ذلك،

الجرعة اليومية الموصى بها

يعد تناول فيتامين D يوميًا ضروريًا للحفاظ على صحة العظام، دعم المناعة، وتعزيز الصحة العامة، توصي السلطات الصحية بتناول حوالي 600-800 وحدة دولية (15-20 ميكروغرام) يوميًا لمعظم البالغين، في حين يمكن لكبار السن الاستفادة من جرعات أعلى قليلًا للحفاظ على قوة العظام،

يحتاج الأطفال والرضع إلى كميات أقل، تتراوح عادةً بين 400 و600 وحدة دولية يوميًا، ويمكن الحصول على فيتامين D من مصادر متعددة مثل أشعة الشمس، الأطعمة المدعمة، والمكملات الغذائية، ومن الجدير بالذكر أن تناول كميات قليلة جدًا قد يؤدي إلى نقص الكالسيوم، بينما الإفراط في تناوله قد يسبب التسمم، لذا، فإن استشارة الطبيب تضمن الحصول على الجرعة المناسبة بناءً على العمر، نمط الحياة، والحالة الصحية،

تأثير الدومينو الناتج عن السمية

إن تناول كميات كبيرة من فيتامين D يؤدي إلى زيادة امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، مما يحفز العظام على إطلاق المزيد من الكالسيوم في الدم، هذا التفاعل المتسلسل يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، وهو مؤشر رئيسي على التسمم، ويتسبب فيما يلي:

  • الكلى: وفقًا لدراسة نشرت في دورية Cureus، يمكن أن يسبب فرط الكالسيوم حصوات الكلى، تلف الكلى، وحتى إصابة كلوية حادة، مما يقلل من قدرة الكلى على تصفية الدم والتخلص من الفضلات، وقد يؤدي ذلك إلى فشل كلوي في الحالات الشديدة،
  • القلب: يشير تقرير صادر عن المعاهد الأميركية الوطنية للصحة إلى أن فرط كالسيوم الدم يمكن أن يسبب اضطرابًا في نظم القلب، مما قد يسبب عدم انتظام ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، وفي الحالات الشديدة جدًا، قصور القلب أو النوبات القلبية،

أعراض سمية فيتامين D
قد تكون أعراض التسمم بفيتامين D خفية في البداية أو تبدو غير مرتبطة بتناول الفيتامين، وهي كالتالي:

  • المراحل المبكرة: الغثيان، التقيؤ، الإمساك، فقدان الشهية، فقدان الوزن، التهيج، الارتباك، الضعف، والتعب،
  • مؤشرات الجفاف: جفاف الفم، العطش، التبول بكثرة، وعلامات مثل جفاف الجلد نتيجة فقدان الجسم للماء أثناء محاولته التخلص من الكالسيوم الزائد،
  • الجهاز العصبي: الصداع، الارتباك، وأحيانًا النعاس، أو حتى حالات ذهنية غير طبيعية مثل الذهول والغيبوبة إذا كانت شديدة جدًا،
  • متعلق بالكلى: كثرة التبول، ألم أو حصوات في الكلى، وعلامات تلف الكلى نتيجة الإفراط في تصفية الكالسيوم،
  • متعلق بالقلب: عدم انتظام ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، وفي بعض الحالات، ألم في الصدر أو إغماء بسبب اضطرابات خطيرة في نظم القلب،

مضاعفات محتملة نتيجة السمية

إن تجاهل العلامات التحذيرية وترك سمية فيتامين D تتفاقم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة طويلة الأمد:

  • تلف أو فشل كلوي: يمكن أن تتعرض الكلى لإجهاد شديد يؤدي إلى فقدان وظائفها بشكل دائم، مما قد يتطلب غسيل الكلى،
  • التأثيرات القلبية: تتفاقم اضطرابات نظم القلب إلى درجة قد تحدث تلفًا في القلب يهدد الحياة، خاصةً لدى الأشخاص المعرضين للخطر بالفعل، مثل كبار السن أو المصابين بأمراض القلب،
  • أعراض أخرى: التهاب البنكرياس، تكلس الأنسجة الرخوة، قرحة المعدة، وأعراض نفسية، وكلها مرتبطة بفرط الكالسيوم في الجسم،

الوقاية من السمية

يوصى بالالتزام بالجرعة الموصى بها، والتي تكفي معظم البالغين وتتراوح بين 600 و800 وحدة دولية يوميًا، ولا ينبغي تناول جرعات كبيرة إلا بقرار من الطبيب،

وفي حال وصف الطبيب جرعات عالية، فإنه عادةً ما يراقب مستويات فيتامين D والكالسيوم بانتظام من خلال فحوصات الدم، خاصةً لدى الأشخاص المعرضين لخطر انخفاض أو ارتفاع الكالسيوم أو الذين يعانون من مشاكل في الكلى،

أطعمة يجب تجنبها لتقليل خطر السمية

يمكن لبعض الأطعمة أن تعيق قدرة الجسم على امتصاص فيتامين D أو الاستفادة منه بفعالية، حيث تتداخل الأطعمة المصنعة، السكر الزائد، الحبوب غير المنقوعة، والبقوليات النيئة مع امتصاص العناصر الغذائية أو وظائف الكبد، ويمكن أن يساعد الحد من هذه الأطعمة، مع التركيز على نظام غذائي متوازن، في تحسين مستويات فيتامين D بشكل طبيعي،

نصائح عامة للحفاظ على صحة جيدة

تعتمد صحة القلب على اتباع نمط حياة صحي، لذا ينبغي اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه، الخضراوات، الحبوب الكاملة، البروتينات قليلة الدهون، المكسرات، وأحماض أوميغا-3 الدهنية، مع الحد من الملح، السكر، والدهون المشبعة، كما يجب الحفاظ على النشاط البدني بممارسة 150 دقيقة على الأقل من التمارين المعتدلة أسبوعيًا، مثل المشي، ركوب الدراجات، والسباحة،

ويراعى الحفاظ على وزن صحي لتخفيف الضغط على القلب والتحكم في مستوى الكوليسترول، ضغط الدم، وسكر الدم، كما يجب تجنب التدخين لأنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، أما فيما يتعلق بالصحة النفسية، يوصي الخبراء بالتحكم في التوتر من خلال ممارسة اليقظة الذهنية، اليوجا، وتقنيات الاسترخاء، وأخيرًا، تدعم الفحوصات الدورية صحة القلب بشكل غير مباشر على المدى الطويل،