«استعد للتميز الأكاديمي» مع انطلاق العام الدراسي: اكتشف كنوز الذكاء الاصطناعي المجانية التي ستغير قواعد اللعبة للطلاب

أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي جزءاً لا يتجزأ من عالمنا اليوم، ومع استقبال المدارس لفصل دراسي جديد، تتصاعد المخاوف بشأن استغلال بعض الطلاب لهذه التقنية في عمليات الغش، لكن في المقابل، تبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي الإيجابية والبنّاءة، مما يخفف من حدة هذه المخاوف، لذا، نلقي الضوء على أدوات ذكاء اصطناعي مصممة لتنمية مهارات الطلاب ومساعدتهم في البحث عن المعلومات وحل المشكلات، بدلاً من تقديم إجابات جاهزة أو إنجاز المهام بسهولة تامة، وفيما يلي، نستعرض أبرز هذه الأدوات

بات من الضروري تسليط الضوء على كيفية تطويع هذه التقنيات لخدمة العملية التعليمية وتعزيز قدرات الطلاب، بدلاً من أن تكون مجرد وسيلة للالتفاف على المناهج الدراسية

### “ريد ألونغ” (Read Along)

“ريد ألونغ”، المعروفة سابقًا باسم “بولو”، هي أداة ذكية طورتها شركة غوغل خصيصًا لمساعدة الأطفال الصغار على تحسين مهاراتهم في القراءة، تعتمد هذه الأداة على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية، مما يتيح لها التفاعل بفعالية مع الطفل أثناء القراءة

أكدت غوغل أن الأطفال يمكنهم الاستفادة من نسخة الويب الخاصة بـ “ريد ألونغ” على شاشات أكبر عبر المتصفح، مع ضمان أن جميع عمليات معالجة الصوت تتم مباشرة على الجهاز نفسه، دون الحاجة إلى إرسال البيانات عبر خوادمها

تتميز هذه الأداة بدعمها الكامل للغة العربية، مما يتيح تدريب الأطفال على قراءة النصوص العربية والإنجليزية من خلال مجموعة متنوعة من القصص الممتعة، يختار الطفل قصة ويبدأ في قراءتها بصوت عالٍ، مع التأكد من تفعيل صلاحيات الميكروفون، تستخدم الأداة خوارزميات متطورة للتعرف على الكلمات التي ينطق بها الطفل ومقارنتها بالنص المكتوب، وإذا أخطأ الطفل في النطق، يتدخل المساعد الصوتي “ضياء” لتوجيهه وتصحيح نطقه بطريقة مشجعة، بذلك، لا تعمل الأداة كقارئ آلي فحسب، بل كمدرب قراءة تفاعلي يستخدم الذكاء الاصطناعي لمتابعة مستوى الطفل وتحسين مهاراته القرائية

### “نوت بوك إل إم” (NotebookLM)

“نوت بوك إل إم” من غوغل هو أداة ذكاء اصطناعي تجمع بين قوة نماذج اللغة الضخمة وملاحظات الطالب ومحتواه الشخصي، لتُنشئ دفتر ملاحظات مخصصًا من بياناته الخاصة، تتميز هذه الأداة بمجموعة من الخصائص التي تسهل فهم المواضيع المعقدة والمراجعة، وأبرزها ميزة “أوديو أوفرفيوس” التي تمكن الطالب من تحويل محتواه إلى مقطع فيديو تفاعلي يقدمه مُضيفان افتراضيان يناقشان ملاحظاتهم

تتميز الأداة بميزات عديدة، منها

* إنشاء ملخصات تلقائية للمحاضرات والنصوص الدراسية
* طرح أسئلة حول المحتوى واستخلاص الأفكار الرئيسية
* تنظيم الملاحظات والمصادر بطريقة فعالة
* توفير واجهة سهلة الاستخدام وبديهية

كما تتضمن الأداة ميزة الخرائط الذهنية “مايند مابز” المفيدة للطلاب، حيث تساعدهم في التعامل مع كميات كبيرة من المعلومات، وتحويلها إلى خريطة بصرية توضح كيفية ترابط المفاهيم، “نوت بوك إل إم” تستخرج النقاط الأساسية من الملاحظات وتعرضها على شكل شبكة بصرية توضح العلاقات بينها

قد تجد أدوات ذكاء اصطناعي أخرى تقدم هذه الميزات، لكن “نوت بوك إل إم” يركز فقط على المصادر التي تزوده بها الطالب، مما يجعله أداة موثوقة وغير مخصصة للغش، فهو لا يختلق معلومات أو يجلب محتوى عشوائي من الإنترنت، بل يلتزم فقط بالمصادر التي رُفعت إليه، وهذا يحل مشكلة شائعة في الأدوات الذكية، وهي “هلوسة الذكاء الاصطناعي”، بالتالي، عندما يقدم لك إجابة، تكون متأكدًا تمامًا من مصدرها

### “غرامرلي” (Grammarly)

تُعتبر أداة “غرامرلي” المجانية أداة قيمة للطلاب في جميع المراحل التعليمية، وتتميز بأنها تستخدم الذكاء الاصطناعي لإظهار كيفية تحسين الكتابة بدلاً من القيام بذلك نيابة عن الطالب، تعمل هذه الأداة في الخلفية لالتقاط الأخطاء الصغيرة التي قد يغفل عنها الكاتب، حيث تفحص النص المكتوب وتكشف الأخطاء الإملائية والنحوية

تقترح الأداة تعديلات على تركيب الجمل، مثل إعادة الصياغة أو إعادة الكتابة أو تعديل النبرة، مما ينتج نصًا أكثر دقة وسلاسة، ويتيح فرصة للتعلم من التصحيحات، أطلقت الشركة مؤخرًا وكلاء ذكاء اصطناعي جدد يمكنهم فحص الاستشهادات أثناء الكتابة، بالإضافة إلى مهام أخرى

أظهرت دراسة من موقع “ريسيرش جيت” تهدف إلى استكشاف استخدام “غرامرلي” في الكتابة في 3 فصول دراسية وتقييم آراء الطلاب حول مزاياه وعيوبه وتقديم اقتراحات لحل هذه المشكلات، أن استخدام “غرامرلي” سهّل على الطلاب اكتشاف الأخطاء في القواعد والإملاء وبناء الجمل، مما ساعدهم على تحسين كتاباتهم، ورأى الطلاب أن استخدام توصيات “غرامرلي” كان مصدرًا للتعلم والفهم بدلاً من قبولها حرفيًا فقط

### “سقراط” (Socratic)

على الرغم من أن الطلاب الصغار يمكنهم الاستفادة من روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل “شات جي بي تي”، إلا أن هناك مخاوف بشأن منح الأطفال وصولاً مفتوحًا إلى الإنترنت، لذلك، يعتبر تطبيق “سقراط” من غوغل بديلاً ممتازًا للآباء القلقين على أطفالهم، يمكن للطلاب كتابة أي سؤال حول ما يتعلمونه في المدرسة أو رفع أوراقهم الدراسية، ثم يقدم التطبيق إجابة تفاعلية تشبه الحوار البشري، مع رسوم توضيحية فريدة وحتى روابط لمقاطع فيديو يوتيوب ذات صلة

لا يقدم التطبيق إجابات جاهزة أو يكتب مقالات نيابة عن الطلاب، بل هو أداة تعليمية ذكية تساعد الطلاب على فهم الإجابة خطوة بخطوة من خلال شروح وتعليمات منظمة، كما أنه يحظر أي أسئلة غير لائقة

لا يقتصر تطبيق “سقراط” على الطلاب الصغار فقط، بل تصفه غوغل بأنه تطبيق تعليمي يساعد طلاب المدارس الثانوية والجامعات، ومع ذلك، وبسبب تصميمه وميزاته المرئية الممتعة، فهو أكثر ملاءمة للطلاب الأصغر سنًا

### “كويزليت” (Quizlet)

تُعتبر أداة “كويزليت” أداة فعالة جدًا في تذكر المعلومات قبل الامتحانات، الميزة الأساسية في هذه الأداة هي مجموعة الدراسة التي تتضمن المصطلحات وتعريفاتها، ويمكن للطلاب استخدامها في أساليب وتمارين متنوعة، مثل البطاقات التعليمية أو إنشاء جدول مقارنة، كان إنشاء هذه المجموعات يتطلب ساعات من الإدخال اليدوي، أما الآن، فيمكن للذكاء الاصطناعي القيام بذلك تلقائيًا

يكفي أن يقوم الطالب بإدخال ملاحظاته، سواء كانت على شكل ملف PDF أو صورة أو مستند، لتقوم أداة “كويزليت” بإنشاء مجموعة دراسة جاهزة للاستخدام، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للطلاب تصفح ملايين مجموعات الدراسة التي أنشأها مستخدمون آخرون، وهذا يساعدهم في العثور على مجموعات تتعلق بموضوع معين أو حتى بكتاب دراسي محدد، توفر الأداة أيضًا عناصر تعليمية ممتعة تعتمد على الألعاب، مثل “بلاست”، لجعل المعلومات أسهل في الحفظ والتذكر