غالبًا ما نفكر في أسباب آلام أسفل الظهر، مثل الجلوس بطريقة خاطئة، أو حمل حقائب ثقيلة وغير متوازنة، أو الانحناء بشكل غير صحيح عند رفع الأشياء، ورغم أن هذه الأمور قد تساهم في ظهور الألم، إلا أن هناك سببًا آخر غالبًا ما يتم تجاهله، وقد يكون هو السبب الجذري للمشكلة،
تعتبر ليندي روير، أخصائية العلاج الطبيعي ومدربة “الجسم المتوازن”، أن العمود الفقري يعتمد على الحوض كأساس للدعم، فكلما كان هذا الأساس قويًا، قل الجهد الذي يبذله العمود الفقري في مهامه اليومية، هذا ما ذكرته على موقع Fit Well،
### الأرداف الضعيفة… السبب الخفي لآلام الظهر
تؤكد روير على أهمية عضلات الأرداف لحركة الورك ودعم الحوض، فعندما تكون هذه العضلات ضعيفة، يحاول الظهر تعويض هذا الضعف، مما يزيد الضغط على أسفل الظهر وقد يسبب الألم،
وتضيف روير أنه إذا كنت تقضي وقتًا طويلاً في الجلوس، فإن عضلات الأرداف تظل غير نشطة لفترات طويلة، مما قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ “فقدان الذاكرة الألوية” أو متلازمة المؤخرة الميتة، لذلك، ينصح الأشخاص الذين يعملون في المكاتب أو يمارسون نمط حياة قليل الحركة بالتركيز على تقوية هذه العضلات للتخفيف من آثار الجلوس،
وتختم روير بأن الأرداف القوية تساعد على توزيع الحمل بشكل صحيح على الوركين والحوض، مما يقلل الضغط على الظهر ويسمح للعمود الفقري بالحركة بحرية أكبر وبألم أقل،
كما أوضحت دراسة نشرت على Physio Network أن ضعف عضلات الأرداف يجبر العمود الفقري على تعويض هذا النقص، مما يزيد الضغط على أسفل الظهر ويسبب الألم، وكلما كانت عضلات الأرداف أقوى، زاد استقرار الحوض، وانخفضت الأحمال على العمود الفقري أثناء الحركة اليومية،
### كيف تقوي عضلات الأرداف بفعالية؟
تشجع روير على ممارسة تمارين البيلاتس في مراكز إعادة التأهيل تحت إشراف معالج فيزيائي مؤهل،
وتقول إن تمارين البيلاتس طريقة ممتازة للجمع بين الحركة الواعية وحركة الجسم بالكامل، مع تعزيز القوة والمرونة والتوازن والتنسيق، ومن المهم في البداية ممارسة التمارين بشكل فردي لفهم التمارين المناسبة لك تمامًا،
وتقترح روير البدء مع مدرب بيلاتيس متخصص في إعادة التأهيل، حيث يمكنه وضع خطة مخصصة لك بناءً على قدراتك وأهدافك وحدودك، وتضيف أن دروس البيلاتس ستكون وسيلة جيدة لمواصلة التحسن على المدى الطويل،
وتنصح ليندي روير بالتحلي بالصبر والمثابرة، فالتمارين الرياضية تساعد عادةً على تخفيف الألم، واستعادة القدرة على الحركة، وتحسين جودة الحياة، ولكنها تتطلب جهدًا مستمرًا على مدار الوقت،