«اتهام بالتجسس السيبراني».. الكونغرس يتهم قراصنة صينيين بمحاولة اختراق بيانات حساسة

في تطور لافت يعكس تصاعد التوترات الرقمية بين الدولتين، اتهمت اللجنة المعنية بالصين في مجلس النواب الأمريكي قراصنة يُشتبه في صلتهم بالحزب الشيوعي الصيني بانتحال صفة رئيس اللجنة الجمهورية في المجلس، وذلك حسب ما ورد في تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ، هذه الاتهامات تفتح فصلاً جديداً في الصراع السيبراني المتنامي، وتثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والصين

في سياق متصل، كشفت اللجنة أن الهجوم الإلكتروني كان يهدف إلى اختراق بيانات حساسة تتعلق بالمفاوضات التجارية، إذ قام المتسللون بانتحال شخصية النائب جون مولينار وإرسال رسائل بريد إلكتروني تتضمن روابط وملفات خبيثة، هذا التكتيك يُظهر تطوراً في أساليب القرصنة، ويعكس السعي الحثيث للحصول على معلومات استخباراتية في ظل التنافس الاقتصادي الشديد

تفاصيل الهجوم السيبراني

أفاد تقرير اللجنة بأن الروابط والبرمجيات الخبيثة صُممت خصيصاً لمنح المهاجمين القدرة على الوصول إلى ملفات سرية حول المفاوضات الأمريكية الصينية، وقد أُرسلت هذه الرسائل إلى عدة جهات حكومية أمريكية، بالإضافة إلى شركات ومؤسسات قانونية وحكومة أجنبية، الأمر الذي يدل على نطاق واسع ومدروس للهجوم

آلية التنفيذ

يصف التقرير آلية الهجوم التي استندت إلى استخدام خدمات سحابية خارجية واستغلال نقاط ضعف في البرمجيات، وهو أسلوب يُعتبر علامة مميزة للقراصنة المدعومين من الدول، هذه التقنية تعكس مستوى عالياً من التطور والاحترافية في التخطيط والتنفيذ

الصلة بالحزب الشيوعي الصيني

خلصت اللجنة بعد تحقيق شامل إلى أن الهجوم مرتبط بالحزب الشيوعي الصيني، وذلك بناءً على توقيت الهجوم، وأسلوب التنفيذ، واستهداف بيانات حساسة تتعلق بالمفاوضات التجارية، هذه الاستنتاجات تزيد من حدة التوترات بين البلدين، وتضع مزيداً من الضغوط على العلاقات الثنائية



مصدر الصورة

ردود الأفعال الرسمية

امتنعت اللجنة عن تقديم تعليق إضافي لوكالة بلومبيرغ حول البيان الصادر بشأن الهجوم، وأحالت جميع الاستفسارات إلى الجهات القانونية المختصة، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي، هذا الإجراء يعكس حساسية القضية وأهمية التعامل معها وفق الأطر القانونية المتبعة

تصريحات جون مولينار

وصف النائب جون مولينار الهجوم بأنه دليل قاطع على الهجمات السيبرانية الصينية التي تهدف إلى سرقة الاستراتيجيات الأمريكية واستخدامها ضد الكونغرس والشعب الأمريكي عموماً، تصريحاته تعكس القلق المتزايد إزاء التهديدات السيبرانية، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية المصالح الأمريكية

النفي الصيني

من جانبها، نفت السفارة الصينية هذه الاتهامات على لسان أحد مسؤوليها، مؤكدة أن اللجنة الخاصة بالصين في مجلس النواب تعتمد باستمرار على هذه الأساليب لتشويه سمعة الصين، ودعت اللجنة إلى التوقف عن هذه التصرفات، هذا النفي يعكس الموقف الصيني الثابت في مواجهة الاتهامات الموجهة إليها

السياق الجيوسياسي

يأتي هذا الهجوم في ظل هدنة هشة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تتواصل المفاوضات بين المسؤولين من البلدين للتوصل إلى اتفاق نهائي حول آلية تصدير المعادن النادرة والتقنيات المتقدمة، هذا السياق يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين، ويؤثر على مسار المفاوضات التجارية