«توقعات صادمة» شعبة الذهب تكشف عن مفاجأة مدوية بشأن ارتفاع أسعار المعدن النفيس في الفترة المقبلة وتحدد قيمة الزيادة المحتملة بـ 6000 جنيه

تشهد أسعار الذهب في مصر ثباتًا نسبيًا عند مستويات مرتفعة، وسط ترقب حذر يسود الأسواق العالمية، هذا الاستقرار يأتي مدفوعًا بتحركات الأسواق العالمية وتباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة، مما عزز التوقعات بخفض محتمل للفائدة الأمريكية، وهو ما دفع المستثمرين إلى اعتبار الذهب ملاذًا آمنًا لحماية استثماراتهم، و هذا يعني أن الذهب ما زال يحافظ على مكانته كأصل جاذب في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

ووفقًا لآخر البيانات الصادرة عن الشعبة العامة للذهب في مصر وبورصة الذهب العالمية، حافظت الأسعار على نفس مستويات الارتفاع التي سجلتها في اليوم السابق، ويعكس هذا حالة من الجمود في السوق المحلية، مع عدم وجود دلائل واضحة تشير إلى انخفاض الأسعار في المستقبل القريب، ويبقى السوق في انتظار محفزات جديدة قد تؤثر على حركة الأسعار.

الوضع الراهن لأسعار الذهب في السوق المصري

أكد نادي نجيب، مساعد رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية، أن الأسواق المحلية تشهد حالة من الترقب والجمود، في ظل غياب إشارات قوية تدل على انخفاض الأسعار، وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي لا يزال يعاني من الاضطرابات وعدم الاستقرار، وأوضح أن استمرار التوترات الجيوسياسية وتقلبات سياسات الفائدة الأمريكية قد يدفعان أسعار الذهب نحو مزيد من الارتفاع.

توقعات أسعار الذهب في الفترة المقبلة

حذر نجيب من احتمالية وصول سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 6000 جنيه، في حال تفاقمت الأوضاع العالمية واستمرت المضاربات في الأسواق الدولية، وأكد أن استمرار التوترات الجيوسياسية وتذبذب السياسات النقدية يؤثران بشكل مباشر على اتجاهات الأسعار، مما يجعل السوق عرضة لتقلبات حادة.

تأثير الأسواق العالمية على الذهب المحلي

أوضح هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، أن السعر العالمي للأونصة تجاوز حاجز 3500 دولار، وهو ما ينعكس بصورة مباشرة على أسعار الذهب في السوق المصري، وأشار إلى أن السوق المحلي يتأثر بنسبة تزيد عن 95% بالتغيرات العالمية، بينما تلعب العوامل الداخلية مثل العرض والطلب وتكلفة الإنتاج دورًا أقل في تحديد السعر، وهذا يوضح مدى ارتباط السوق المحلي بالتحركات العالمية.

وأكد ميلاد أن التوترات الجيوسياسية المستمرة واحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية تدفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، مشيرًا إلى دور البنوك المركزية، وخاصة البنك المركزي الصيني، في دعم الطلب العالمي من خلال شراء كميات كبيرة من الذهب، مما يعزز الأسعار الدولية، ونتيجة لذلك، يظل الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان.

وفيما يتعلق بقرارات البيع والشراء، نصح ميلاد بعدم التسرع في البيع حتى مع وصول سعر الجرام إلى 5000 جنيه، إلا في حال وجود حاجة واضحة للسيولة أو هدف محدد من البيع، وينصح بالتروي والتفكير المتأني قبل اتخاذ أي قرار.

الذهب كملاذ آمن وفقًا للخبراء الاقتصاديين

أكد الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أن الذهب يظل أحد أهم الملاذات الآمنة في أوقات الأزمات، حيث يلجأ إليه المستثمرون لحماية رؤوس أموالهم من التقلبات السياسية والاقتصادية العالمية، وأشار إلى أن التوترات الجيوسياسية والاضطرابات الاقتصادية تزيد الطلب على الذهب، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره، مما يجعله خيارًا استراتيجيًا في ظل الظروف غير المستقرة.

العوامل الداعمة لاستمرار ارتفاع الذهب

أوضح الإدريسي أن الاستقرار النسبي الحالي في الأسعار يمكن اعتباره فترة “التقاط أنفاس” أو “جني أرباح” من قبل المستثمرين، دون أن يشير ذلك إلى نهاية الاتجاه الصاعد، وأشار إلى أن التوترات في أوكرانيا، تصاعد ملف تايوان، والأزمات المتكررة في الشرق الأوسط كلها عوامل تعزز الطلب على الذهب كأصل آمن، مما يدعم استمرار جاذبيته.

طرق الاستثمار في الذهب وتوصيات الخبراء

ذكر الإدريسي أن هناك عدة وسائل للاستثمار في الذهب تختلف بحسب أهداف المستثمر وخبرته، ومنها:

1. السبائك والجنيهات الذهبية، وهي الخيار الأمثل لحفظ القيمة والادخار بتكاليف أقل مقارنة بالمشغولات، مما يجعلها مناسبة للمستثمرين الذين يهدفون إلى الحفاظ على قيمة أموالهم على المدى الطويل،
2. الشهادات أو المحافظ البنكية المرتبطة بالذهب، التي توفر سهولة التداول مع مخاطر منخفضة، وهي خيار جيد للمبتدئين في عالم الاستثمار في الذهب،
3. الاستثمار في البورصة أو الصناديق المتداولة (ETFs)، وهو خيار مناسب لمن لديهم خبرة ويتطلب متابعة مستمرة، ويتيح تحقيق عوائد مجزية ولكنه يحتاج إلى معرفة جيدة بالسوق،
4. المشغولات الذهبية، رغم تكلفتها العالية، تبقى شائعة لسهولة اقتنائها وبيعها، وتعتبر خيارًا شائعًا لدى الكثيرين رغم ارتفاع تكلفتها.

وحذر الإدريسي من عوامل قد تؤثر سلبًا على أسعار الذهب، مثل حدوث هدوء سياسي واقتصادي عالمي أو رفع أسعار الفائدة الأمريكية بشكل مفاجئ، مما قد يقلل من جاذبية الذهب مقارنة بأدوات العائد المرتفع، لذلك يجب مراقبة هذه العوامل جيدًا.

وفيما يخص السوق المحلية، شهدت أسعار الذهب يوم الأحد 7 سبتمبر 2025 حالة من الاستقرار على ارتفاع، وفقًا لما أعلنته الشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية وبورصة الذهب العالمية، وهذا يعكس الاتجاه العام للأسعار في السوق المصري.