«صحة رقمية» ربع الألمان يستعينون بالذكاء الاصطناعي في تشخيص أمراضهم

أظهر استطلاع رأي حديث في ألمانيا اتجاهًا متزايدًا نحو استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، حيث يلجأ ربع السكان إلى هذه التقنيات للحصول على تشخيص ذاتي أو إجابات لأسئلتهم الطبية المختلفة، وهو ما يمثل تحولًا ملحوظًا في كيفية تعامل الأفراد مع صحتهم واستخدامهم للتكنولوجيا الحديثة، ويفتح الباب أمام نقاشات أوسع حول مستقبل الرعاية الصحية والاعتماد على الذكاء الاصطناعي.

القفزة النوعية في استخدام الذكاء الاصطناعي

كشف المسح السنوي الذي أجرته شركة الاستشارات ديلويت حول التحول الرقمي في القطاع الصحي عن قفزة كبيرة في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فقد ارتفعت النسبة من 9% في العام السابق إلى 25% حاليًا، مما يعكس تزايد الثقة والاعتماد على هذه الأدوات الرقمية في الحصول على المعلومات الصحية الأولية، ويشير إلى تغيير في سلوك المستهلكين تجاه الخدمات الصحية الرقمية.

تفضيل التطبيقات العامة على أدوات التأمين الصحي

أظهرت النتائج أن المشاركين في الاستطلاع يميلون إلى تفضيل استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي العامة مثل شات جي بي تي، بدلاً من أدوات فحص الأعراض التي تقدمها شركات التأمين الصحي أو المؤسسات الطبية، ويعزى هذا التفضيل إلى سهولة الوصول إلى هذه التطبيقات وإمكانية استخدامها للإجابة عن نطاق واسع من الأسئلة، مما يجعلها خيارًا جذابًا للكثيرين.

الآراء المتباينة حول الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي

أثار استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي جدلاً واسعًا وانقسامًا في الآراء، حيث يرى حوالي نصف المشاركين (49%) أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة واعدة للقطاع الصحي، بينما يعتبره 30% بمثابة خطر محتمل، ولا يزال 21% من المشاركين مترددين وغير قادرين على تكوين رأي قاطع في هذا الشأن، مما يعكس الحاجة إلى مزيد من التوعية والفهم لفوائد ومخاطر هذه التقنية.

عدم الثقة في استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج

لا يزال جزء كبير من السكان يبدي عدم ثقة في استخدام الأطباء للذكاء الاصطناعي في عمليات التشخيص (41%) أو في وضع خطط العلاج (46%)، وتعكس هذه النسب المخاوف المتعلقة بدقة وموثوقية هذه التقنيات، بالإضافة إلى القلق بشأن فقدان اللمسة الإنسانية في الرعاية الصحية، مما يؤكد أهمية الشفافية والتواصل الفعال بين الأطباء والمرضى حول استخدام الذكاء الاصطناعي.

الترحيب بالذكاء الاصطناعي في المهام الإدارية

على النقيض من ذلك، يرى أكثر من ثلثي المشاركين أن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المهام الإدارية في قطاع الصحة، مثل الفواتير والمواعيد، أمر مفيد وفعال، ويعكس هذا التوجه الاعتراف بإمكانية الذكاء الاصطناعي في تبسيط العمليات الإدارية وتقليل الأعباء على الكادر الطبي، مما يسمح لهم بالتركيز بشكل أكبر على رعاية المرضى.

تراجع الشكوك حول مشاركة البيانات الصحية

مع الانتشار المتزايد لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، تراجعت الشكوك بشأن مشاركة البيانات الصحية الشخصية في الخدمات الطبية أو التحليلات أو الأبحاث، حيث أبدى 50% من المشاركين موافقتهم على ذلك هذا العام، بزيادة قدرها 12 نقطة مئوية مقارنة بالعام الماضي، ويشير هذا التطور إلى تزايد الوعي بفوائد مشاركة البيانات في تطوير الرعاية الصحية وتحسينها.