«كنوز تنتظر الكشف» المتحف المصري الكبير: صرح ثقافي عملاق يترقب العالم افتتاحه

تشهد مصر في مطلع نوفمبر المقبل حدثًا عالميًا ضخمًا، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، بحضور لفيف من الملوك والرؤساء من شتى أنحاء العالم، كونه صرحًا عالميًا وثقافيًا وترفيهيًا فريدًا، يمثل ملتقى للحضارات الفرعونية واليونانية والرومانية، ليتربع على عرش أكبر متاحف العالم المتخصصة في حضارة واحدة.

مساحة المتحف المصري الكبير

صُمم المتحف المصري الكبير بجدران زجاجية شفافة تتيح رؤية الأهرامات من الداخل، ليصبح جزءًا مكملاً للمنظر العام وكأنه الهرم الرابع، ويُعد أكبر متحف في العالم مخصصًا للآثار، حيث يستوعب قرابة 5 ملايين زائر سنويًا، وتبلغ مساحته الإجمالية أكثر من 500 ألف متر مربع، ويضم بين جنباته ما يزيد عن 100 ألف قطعة أثرية متنوعة تنتمي إلى عصور مختلفة، بما في ذلك العصور الفرعونية والرومانية واليونانية، الأمر الذي من شأنه أن يعطي دفعة قوية لقطاع السياحة في مصر.

أهمية المتحف المصري الكبير

يتبنى المتحف المصري الكبير أهدافًا نبيلة، في مقدمتها توعية الأجيال الناشئة بالحضارة المصرية العريقة، والحفاظ على القطع الأثرية الثمينة من خلال مركز ترميم حديث للغاية، تم إنشاؤه في عام 2006، بالإضافة إلى جذب ملايين السياح سنويًا، كما يسعى المتحف إلى إحياء الحرف والفنون التراثية المصرية الأصيلة، وذلك من خلال صناعة وتسويق وبيع المستنسخات الأثرية.

محتويات المتحف المصري الكبير

يحتضن المتحف في بهوه الكبير تمثالًا ضخمًا للملك رمسيس الثاني يزن 82 طنًا، كما يضم أهم وأشهر مجموعة للملك توت عنخ آمون كاملة، والتي تتألف من 5600 قطعة، وهي المرة الأولى في التاريخ التي تُعرض فيها هذه المجموعة مجتمعة منذ اكتشاف مقبرة الملك في عام 1922، بالإضافة إلى ذلك، يضم المتحف القناع الذهبي الشهير للملك، ويحتوي الدرج العظيم على ممر ضخم يشتمل على تماثيل ومعالم من معابد مختلفة، كما يضم مركب خوفو الشمسية، وعرش الملكة حتب حرس، والأدوات اليومية التي كان يستخدمها المصري القديم.

إضافة إلى ذلك، يضم المتحف أماكن مخصصة للأنشطة الثقافية والفعاليات المتنوعة، مثل متحف للأطفال، ومركز تعليمي، وقاعات عرض مؤقتة، ومركز للمؤتمرات، وسينما، بالإضافة إلى العديد من المناطق التجارية التي تضم مطاعم وحدائق ومتنزهات.

مواعيد زيارة المتحف المصري الكبير

أعلنت الهيئة المختصة بإدارة المتحف عن مواعيد الزيارة الرسمية، حيث يستقبل مجمع المتحف الزوار من الساعة 8:30 صباحًا حتى 10:00 مساءً، بينما تفتح قاعات العرض أبوابها من الساعة 9:00 صباحًا حتى 9:00 مساءً.

أسعار تذاكر المتحف المصري الكبير

حددت إدارة المتحف أسعار تذاكر الدخول على النحو التالي:

  • المصريون والعرب المقيمون:
    • الكبار (من 21 إلى 60 عامًا): 600 جنيه مصري
    • الطلاب والأطفال: 300 جنيه مصري
  • الأجانب:
    • الكبار: 1200 جنيه مصري
    • الطلاب والأطفال: 600 أو 750 جنيه مصري

تاريخ إنشاء المتحف المصري الكبير

تعود فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث اتخذ الرئيس الأسبق حسني مبارك قرارًا بتشييده، بعد التأكد من أن المتحف القديم لم يعد قادرًا على استيعاب الكم الهائل من الكنوز التي تم اكتشافها في الحفائر، ورأى أنه من الأفضل بناء متحف جديد، وأطلقت مصر حملة لتمويل المشروع، واستغرق تنفيذه حوالي 20 عامًا نظرًا لضخامته، وتم وضع حجر الأساس في عام 2002 في موقع متميز يطل على الأهرامات.

أعلنت مصر حينها عن مسابقة معمارية دولية لاختيار أفضل تصميم للمتحف، تحت رعاية منظمة اليونسكو والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، وفازت بها شركة هينجهان بنج للمهندسين المعماريين من أيرلندا في عام 2003، وقد تبنت الشركة الشكل النهائي للمتحف، الذي استوحي تصميمه من مشهد أشعة الشمس وهي تنحدر من قمم الأهرامات وتلتقي في نقطة واحدة، لتشكل شكلًا هرميًا أو مخروطيًا من الضوء.

يُعد المتحف المصري الكبير أحد أبرز المشروعات الثقافية والحضارية والسياحية التي نفذتها مصر في العصر الحديث.

طرق الوصول إلى المتحف المصري الكبير

يمثل هذا الصرح العظيم تتويجًا لجهود الدولة المصرية في حماية وصون وعرض التراث الحضاري المصري، وفقًا لأحدث المعايير العالمية، ويقع المتحف بالقرب من أهرامات الجيزة والمنطقة الأثرية، وقد تم ربطه بشبكة طرق حديثة، كما يجري إنشاء محطة مترو أمامه مباشرة ضمن المرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو الأنفاق.

كيفية الوصول للمتحف المصري الكبير باستخدام السيارة الخاصة؟

يمكن الوصول إلى المتحف المصري الكبير بالسيارة الخاصة عبر عدة طرق رئيسية تم تطويرها وتوسعتها، وتشمل:

  1. الطريق الدائري،
  2. طريق الإسكندرية الصحراوي،
  3. طريق الفيوم،
  4. طريق الواحات،
  5. طريق المنصورية،
  6. شارع الهرم،
  7. شارع فيصل.

كيفية الوصول للمتحف المصري الكبير من خلال وسائل النقل العام؟

تُعد محطة ميدان الرماية أقرب نقطة مواصلات للمتحف، حيث تربط بين مناطق القاهرة الكبرى والمحافظات، ويقع الموقف على بُعد مسافة قصيرة يمكن قطعها سيرًا على الأقدام للوصول إلى المتحف.

يمكن استخدام أتوبيسات النقل العام المتجهة إلى موقف الرماية من عدة أماكن رئيسية، مثل:

  1. ميدان رمسيس،
  2. موقف شبرا الخيمة (المؤسسة)،
  3. ميدان الجيزة،
  4. موقف عبد المنعم رياض (التحرير)،
  5. موقف السلام،
  6. ميدان الحصري بمدينة 6 أكتوبر.

طريقة الوصول للمتحف المصري الكبير عبر مترو الأنفاق؟

حتى الانتهاء من الخط الرابع، يمكن استخدام الخطوط الحالية للوصول إلى أقرب نقطة، ثم استقلال سيارات الأجرة إلى المتحف، وتشمل:

  1. من محطة رمسيس: استقلال سيارة أو ميكروباص إلى ميدان الرماية،
  2. من محطة مترو الجيزة: ركوب سيارة إلى نهاية شارع الهرم أو فيصل،
  3. من محطة مترو فيصل: ركوب سيارة إلى نهاية شارع فيصل، والنزول بالقرب من المتحف.

الوصول إلى المتحف المصري الكبير عبر الخط الرابع للمترو

يجري حاليًا تنفيذ المرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو الأنفاق، والتي تتضمن إنشاء محطة مترو خاصة بالمتحف المصري الكبير، وتقع مباشرة أمام بوابة المتحف، وقد تم ربطها بأنفاق خاصة لتسهيل الوصول، وتشمل هذه المرحلة أيضًا محطة الرماية القريبة من المتحف، والتي تقع بين محطتي "المتحف" و"الأهرامات"، ومن المتوقع تشغيل هذه المحطات في بداية عام 2027، وسيرتبط الخط الرابع بخطوط المترو الأخرى، وتشمل:

  1. الارتباط مع الخط الثاني في محطة الجيزة،
  2. الارتباط مع الخط الأول في محطة الملك الصالح،
  3. الارتباط مع الخط السادس الجاري دراسته في محطة السيدة عائشة،
  4. الارتباط مع مونوريل أكتوبر في محطة الحصري.

الوصول إلى المتحف المصري الكبير عن طريق الأتوبيس الترددي

يمر الأتوبيس الترددي (BRT) أمام المتحف ضمن المرحلة الثانية للمشروع، والذي سيتم تشغيله تجريبيًا قبل الافتتاح الرسمي للمتحف في 3 يوليو القادم، ويمر هذا الأتوبيس على الطريق الدائري بالكامل.

مكونات المتحف المصري الكبير

يتكون المتحف المصري الكبير من ثلاث مناطق رئيسية للعرض المتحفي، ومن أبرزها:

  1. قاعات كنوز الملك توت عنخ آمون، والتي تُعرض للمرة الأولى بالكامل في مكان واحد،
  2. متحف مراكب خوفو، والذي يجسد ملحمة علمية كبيرة في النقل والترميم،
  3. مركز الترميم المتكامل، وهو الأكبر عالميًا، ويضم معامل متخصصة لأعمال الفحص والترميم باستخدام أحدث التقنيات.