عندما يواجه شخص ما الابتزاز، غالبًا ما تكون النصيحة الأولى هي تجنب إظهار أي نقاط ضعف للمبتز، هذه النصيحة الذهبية تنطبق أيضًا على التنمر، فبمجرد أن يدرك المتنمر أن ما يعتبره نقطة ضعف لديك هو في الواقع مصدر فخر ولا تحاول إخفاءه أو الشعور بالخجل منه، فإنه يفقد قوته، هذا ما تعلمته “آية هاني” بعد تجربة شخصية، حيث واجهت الكثير من المضايقات خلال سنوات دراستها بسبب استخدامها طرفًا صناعيًا، لكن بدلًا من الاستسلام للتنمر والانعزال عن المدرسة، قررت آية مواجهة الأمر بشجاعة والاعتزاز بطرفها الصناعي,
### قصة آية وبداية التحدي
ولدت آية وهي تعاني من مشاكل متعددة في قدمها، بما في ذلك عدم وجود مفصل في الركبة، اقترح الأطباء على عائلتها خيارين صعبين: إما الجلوس على كرسي متحرك مدى الحياة، أو بتر القدم، اتخذت العائلة قرارًا ببتر القدم عندما كانت آية في الثالثة من عمرها، وعبرت آية عن امتنانها قائلة: “وجود الطرف الصناعي هو نعمة من الله، فقد اختارني لأكون قادرة على تحمل ذلك”,
### من محاولة الإخفاء إلى إعلان الفخر
تستذكر آية بداية رحلتها مع الطرف الصناعي قائلة: “في البداية كنت أحاول جاهدة إخفاء الطرف الصناعي، كانت والدتي تضع إسفنجًا حوله ليجعله يبدو كالساق الطبيعية حتى لا يلاحظه أحد، ولكن في يوم من الأيام، قمت بقص الإسفنج بالمقص وأزلته، ومع الإسفنج، تخلصت من الخوف”,
### اكتشاف حقيقة المشكلة
تضيف آية: “لطالما تمنيت أن أرى جميع من يرتدون أطرافًا صناعية سعداء وراضين، ولكنني أدركت أن المشكلة ليست فينا، بل في نظرة المجتمع”,
### التنمر وتأثيره المدمر
تتحدث آية عن تجربة مؤلمة مع التنمر قائلة: “قبل خمس سنوات، بينما كنت أسير في المدرسة، أوقفتني معلمة فجأة وبدأت في توبيخي بسبب طريقة مشيتي، كان هذا الفعل صادمًا جدًا بالنسبة لي، لأن التنمر الصادر من شخص بالغ وعاقل يعلم الأطفال ممارسة التنمر”,
### مواجهة التحديات في المدرسة
تسترسل آية في حديثها عن الصعوبات التي واجهتها في المدرسة قائلة: “في صغري، لم يتم قبولي في البداية في المدارس خوفًا من المسؤولية، وعندما تم قبولي أخيرًا، واجهت مشكلة في صعود الدرج إلى الفصول العلوية، وغالبًا ما كانوا يجعلونني أشعر بالعجز، كانت الفتيات يدفعنني ويضربن طرفي الصناعي، والمدرسون لم يفعلوا شيئًا، كانوا يقولون إنهم مجرد أطفال، وإني سأبقى هكذا إلى الأبد، لم يصدق أحد أنني أرتدي طرفًا صناعيًا حتى أريتهم إياه، حتى عائلاتهم لم تفعل شيئًا سوى القول إنهم مجرد أطفال، وكنت أحاول الابتعاد عنهم وتجنبهم قدر الإمكان”,
### رسالة إلى المتنمرين
وجهت آية رسالة قوية إلى المتنمرين قائلة: “أود أن أقول للمتنمرين إنكم مخطئون، الله يرانا ونحن قادرون على تحمل ما لا تستطيعون تحمله، الله اختارنا لأنه يعلم أننا نستطيع، يكفي أن الله يرانا قادرين على مواجهة مثل هذه التحديات”,
### حلم آية للمستقبل
تختتم آية حديثها بالتعبير عن حلمها قائلة: “حلم حياتي هو أن أجمع الأشخاص الذين يشبهونني وأؤكد لهم كم هم مميزون عند الله، وأتمنى أن أجعلهم يحبون وضعهم كما أحببته أنا”,