«رئيسة تسلا» انشغال ماسك بأعمال أخرى يخدم مصالح الشركة

أكدت روبين دينهولم، رئيسة مجلس إدارة شركة تسلا، أن انخراط الرئيس التنفيذي إيلون ماسك في مشروعات خارجية يصب في مصلحة الشركة ويحفزه لتقديم أداء أفضل، مشيرة إلى أن هذا التنوع في الأنشطة يعزز من قدراته الإبداعية ويساهم في تحقيق أهداف تسلا الطموحة، وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه ماسك اهتمامًا متزايدًا بمجالات أخرى بالإضافة إلى قيادة شركة السيارات الكهربائية الرائدة، الأمر الذي أثار تساؤلات وجدلًا واسعًا حول مدى تأثير ذلك على تركيزه والتزامه تجاه تسلا، لكن دينهولم تؤكد أن هذا الانخراط المتعدد الجوانب يمثل قيمة مضافة للشركة وليس عائقًا كما قد يظن البعض.

حزمة مالية ضخمة لتحفيز الإنجاز

صرحت دينهولم خلال ظهورها في برنامج “Bloomberg Talks” يوم الجمعة، حيث ناقشت الحزمة المالية الجديدة التي أعدها مجلس إدارة تسلا لماسك والتي تقدر بتريليون دولار، وتهدف هذه الحزمة إلى تحفيز ماسك على قيادة تسلا نحو تحقيق 12 إنجازًا تشغيليًا طموحًا، وتشمل هذه الأهداف رفع القيمة السوقية للشركة إلى 8.5 تريليون دولار، بالإضافة إلى بيع حوالي 12 مليون سيارة خلال العقد القادم، فضلًا عن تشغيل مليون سيارة أجرة ذاتية القيادة.

دعم الأنشطة الخارجية كمحفز للإبداع

أكدت دينهولم أن مجلس الإدارة يرى في انخراط ماسك في مشاريع خارج تسلا حافزًا إيجابيًا، وقالت: “أن يكون لديه طاقاته الإبداعية في مساعي مختلفة خارج تسلا يُساعد تسلا حقًا، أعلم أن هذا يبدو غريبًا، والناس لا يفهمونه حقًا”، وأوضحت أنه بعد العمل مع ماسك لمدة 11 عامًا، أصبحت ترى بوضوح كيف تستفيد تسلا من قيامه بأشياء خارج نطاق مهام الشركة، ليس فقط من حيث الموارد، بل أيضًا على صعيد التحفيز والإلهام.

إمبراطورية ماسك المتنوعة

يمتلك ماسك محفظة واسعة من الشركات والمشاريع، فبالإضافة إلى تسلا، يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس لتكنولوجيا الفضاء، والرئيس التنفيذي لشركة نيورالينك المتخصصة في تطوير واجهات الدماغ والحاسوب، والرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي “xAI” المطورة لروبوت الدردشة “غروك”، كما يشارك في إدارة منصة التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقًا)، بالإضافة إلى إدارة مؤسسة ماسك غير الربحية المُخصصة للطاقة المتجددة، وهذا التنوع يعكس طموحاته ورؤيته الواسعة التي تتجاوز حدود صناعة السيارات الكهربائية.

مخاوف بشأن الانخراط السياسي

على الرغم من دعم مجلس الإدارة لأنشطة ماسك المتنوعة، إلا أن انخراطه في المجال السياسي يثير بعض القلق، حيث ذكر مجلس الإدارة في بيان تفويض إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية أنه يسعى إلى “ضمانات بأن انخراط ماسك في المجال السياسي سيتضاءل في الوقت المناسب”، وفي هذا السياق، أوضحت دينهولم أن ماسك لديه الحق في التعبير عن آرائه السياسية كمواطن عادي، لكنها أشارت إلى أن أيامه في الإدارة الأميركية قد ولت.

موقف معتدل تجاه الآراء السياسية

أكدت دينهولم أن مجلس الإدارة يحترم حق ماسك في التعبير عن آرائه السياسية، وقالت: “من منظور سياسي، من الواضح أننا في (دولة) ديمقراطية، لذا يحق للجميع التعبير عن آرائهم، أعتقد أن إيلون، بعد أن عمل كموظف حكومي خاص، قد أنهى هذا النشاط، وقد عاد الآن إلى قلب ومركز الاهتمام بالشركة”، وأضافت أن ما يفعله ماسك من منظور شخصي، فيما يتعلق بدوافعه السياسية، هو أمر متروك له، وهذا الموقف يعكس رغبة مجلس الإدارة في الحفاظ على استقلالية الشركة عن أي تأثيرات سياسية محتملة.

تباين الآراء حول تركيز ماسك

يُعتبر موقف دينهولم أكثر اعتدالًا مقارنة ببعض المستثمرين والمراقبين الذين يرون أن ماسك بحاجة إلى تركيز جهوده بشكل أكبر على تسلا أو حتى التفكير في التنحي عن منصبه، ويرى هؤلاء أن تعدد مسؤوليات ماسك قد يؤثر سلبًا على قدرته على قيادة تسلا بفعالية وتحقيق أهدافها الطموحة، ومع ذلك، يظل مجلس الإدارة متمسكًا بدعم ماسك وقدرته على تحقيق النجاح، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على تركيزه على الشركة وأهدافها الاستراتيجية.