في واحدة من القضايا المروعة التي هزت أرجاء بريطانيا، أسدل القضاء الستار على جريمة بشعة بكل المقاييس، حيث أقدم مجرم على تعذيب ضحيته حتى الموت داخل منزله، ثم لاذ بالفرار تاركًا الجثة، الأمر الذي يزيد الجريمة شناعة هو قيام الجاني بتصوير جريمته وتوثيقها طواعيةً، مما يكشف عن دوافع شيطانية وراء هذا الفعل الشنيع
كشفت التحقيقات التي نشرتها جريدة “Metro” البريطانية واطلعت عليها “العربية نت” أن الدافع وراء الجريمة هو السرقة، حيث كان المجرم يهدف إلى الحصول على البطاقات المصرفية الخاصة بالضحية لشراء المشروبات الكحولية، وبالفعل، بعد أن فارق الضحية الحياة، توجه الجاني إلى أقرب متجر لشراء ما يرغب به من مسكرات
الحكم بالسجن
أصدرت محكمة بريطانية حكمًا بالسجن لمدة 32 عامًا على ماثيو جوناثان، البالغ من العمر 39 عامًا، بعد إدانته بتعذيب جيمي غولر، البالغ من العمر 54 عامًا، حتى الموت، الجدير بالذكر أن جوناثان كان يقوم بتصوير جريمته وتوثيقها بالكامل، مع توجيه الشتائم والإهانات للضحية أثناء تعذيبه
أوضحت التحقيقات أن جوناثان استخدم بطاقة الضحية المصرفية لشراء الكحول بينما كان غولر ملقى جثة هامدة داخل شقته في بلدة “هيريفورد” الواقعة شمال غرب إنجلترا، بالقرب من حدود مقاطعة “ويلز”
عثر شقيق جيمي على جثته في شقته بهيريفورد بعد أن انتابه القلق عليه، حيث تم إبلاغه بخطورة وضع جيمي بعد مكالمة هاتفية في 18 يناير الماضي
القبض على الجاني
عثرت الشرطة على المدان جوناثان في محطة قطار بورث، حيث كان ملقى على الأرض بعد تعرضه لوعكة صحية، وإلى جانبه بطاقات جيمي المصرفية، تبين أن جوناثان قد تعرض لأزمة صحية على رصيف القطار عندما سقطت الأغراض من جيبه
أُلقي القبض على جوناثان في 19 يناير، ووجهت إليه تهمة القتل
بعد إقراره بالذنب، أصدرت محكمة “ووستر” حكمها يوم الجمعة الماضية، وقضت بسجنه لمدة 32 عامًا، فيما أعربت عائلة جيمي عن امتنانها للشرطة وفريق الادعاء على تفانيهم ودعمهم لإنهاء هذه القضية
أضافت العائلة أن الأشهر الثمانية الماضية كانت صعبة ومؤلمة للغاية، وأنهم يحاولون تجاوز فقدان جيمي، الذي كان الابن والأخ والعم والصديق للكثيرين، وأكدوا أن حياتهم تغيرت إلى الأبد، وأن هذا اليوم يمثل صعوبة أخرى، إذ اضطروا لإعادة النظر فيما حدث، لكنهم سعداء بتحقيق العدالة
كلمة الشرطة
أكد كبير المفتشين غاريث لوغر ترحيبه الشديد بالحكم الصادر على ماثيو جوناثان، مشيرًا إلى أنه سيقضي فترة طويلة في السجن، وأعرب عن أمله في أن يساهم ذلك في وضع نهاية للحظات عصيبة لا يمكن تصورها بالنسبة لأحباء الضحية
أشار لوغر إلى أن إقرار جوناثان بالذنب قد أنقذ عائلة الضحية من خوض تجربة المعاناة التي مر بها جيمي في أيامه الأخيرة، كما توجه بالشكر لفريق التحقيق الذي عمل بلا كلل في ظل ظروف بالغة الصعوبة للوصول إلى هذا الحكم