«ارتفاع متواصل» أسعار الذهب تحلق عاليًا.. ما الأسباب وراء هذا الصعود الصاروخي؟

الذهب, ذلك المعدن النفيس, لا يزال يستحوذ على اهتمام الجميع, فكل صعود جديد في أسعاره يثير الفضول حول الأسباب الخفية وراء هذا الارتفاع المستمر, ومع استمرار الأسعار في الارتفاع المتتالي, يتجه التركيز نحو الأسواق العالمية والمحلية, وذلك لفهم ما إذا كان هذا الصعود يعكس تقلبات اقتصادية طبيعية, أم أن هناك عوامل أخرى تؤثر في مسار هذا المعدن الثمين, فالذهب يظل ملاذًا آمنًا في أوقات uncertainty, ومؤشرًا هامًا على صحة الاقتصاد العالمي, لذلك, فإن تحليل تحركاته السعرية يوفر رؤى قيمة للمستثمرين والمراقبين على حد سواء.

في مصر, شهدت أسعار الذهب مكاسب ملحوظة خلال الأسبوع الماضي, وخاصة عيار 21 الذي سجل ارتفاعًا لافتًا, مما يعكس تأثير التطورات العالمية على السوق المحلية, وهذا الارتفاع يؤكد على الترابط الوثيق بين الأسواق العالمية والمحلية في تحديد أسعار الذهب, فالتغيرات في الأسواق العالمية تنعكس بشكل مباشر على السوق المصري, مما يجعل متابعة هذه التطورات أمرًا ضروريًا للمستثمرين والتجار على حد سواء, وفي هذا المقال, سنستعرض تفصيليًا أسباب هذا الارتفاع, وتوقعات الخبراء لمستقبل أسعار الذهب في مصر.

أسعار الذهب في مصر تحقق مكاسب جديدة

وفقًا للتقرير الأسبوعي الصادر عن شعبة الذهب والمعادن الثمينة, سجل سعر جرام الذهب عيار 21 ارتفاعًا بنسبة 0,7% خلال الأسبوع الماضي, حيث بدأ الأسبوع عند 4,860 جنيهًا للجرام, واختتمه عند 4,895 جنيهًا للجرام, هذا الارتفاع يعكس استمرار الطلب على الذهب كملاذ آمن, خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية, كما أن قوة الطلب المحلي تساهم أيضًا في دعم أسعار الذهب في مصر, مما يجعلها أكثر استقرارًا, على الرغم من التقلبات العالمية.

المعدن الأصفر يصل لأعلى مستوى خلال الأسبوع

سجل الذهب خلال الأسبوع أعلى سعر له عند 4,915 جنيهًا للجرام, بينما كان أدنى سعر 4,845 جنيهًا للجرام, مما يعكس تقلبات طفيفة ضمن اتجاه صاعد مستمر, هذه التقلبات الطفيفة تعكس حالة الترقب التي تسيطر على السوق, حيث يترقب المستثمرون أي إشارات جديدة قد تؤثر على الأسعار, ومع ذلك, فإن الاتجاه العام لا يزال صاعدًا, مما يشير إلى استمرار الثقة في الذهب كمخزن للقيمة.

تأثير الأسواق العالمية على السعر المحلي

أشارت الشعبة إلى أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع الذهب في السوق المحلية هو الارتفاع الكبير في الأسعار العالمية, حيث استقرت أونصة الذهب فوق مستوى 3,600 دولار, بعد أن وصلت إلى رقم قياسي عند 3,674 دولارًا, قبل أن تستقر في نطاق بين 3,640 و3,650 دولارًا للأونصة, هذا الارتفاع في الأسعار العالمية يعزى إلى عدة عوامل, منها ضعف الدولار الأمريكي, وارتفاع معدلات التضخم, وزيادة الطلب على الملاذات الآمنة في ظل الأزمات الجيوسياسية.

وأضافت الشعبة أن هذه التطورات أثرت مباشرة على السوق المصري, حيث اقترب سعر جرام الذهب عيار 21 من حاجز 4,900 جنيه, مع توقعات ببناء قاعدة سعرية جديدة قد تدفع السعر لاختراق 4,950 جنيهًا والاقتراب من الهدف التاريخي عند 5,000 جنيه للجرام, هذه التوقعات تعكس تفاؤلًا حذرًا بشأن مستقبل أسعار الذهب في مصر, ومع ذلك, فإن تحقيق هذه الأهداف يعتمد على استمرار العوامل الداعمة للأسعار, مثل استقرار الأوضاع الاقتصادية العالمية, واستمرار الطلب المحلي القوي.

كما كشفت الشعبة عن توقعاتها باستمرار تأثر الأسواق بالتطورات العالمية خلال الأيام المقبلة, خاصة مع ترقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة, وهو العامل الحاسم الذي سيحدد اتجاه الذهب عالميًا ومحليًا, فقرار الفيدرالي الأمريكي سيكون له تأثير كبير على أسعار الذهب, حيث أن أي رفع لأسعار الفائدة قد يؤدي إلى تراجع الأسعار, في حين أن الإبقاء عليها أو خفضها قد يدعم ارتفاعها, لذلك, فإن المستثمرين يراقبون هذا القرار عن كثب, لتحديد استراتيجياتهم الاستثمارية المستقبلية.