مصر صراع الرقابة يلاحق فيلم قصر الشوق عامين

واجه فيلم “قصر الشوق”، تحفة الأديب نجيب محفوظ وبطولة نخبة من النجوم كنادية لطفي ويحيى شاهين وعبد المنعم إبراهيم، صعوبات جمة قبل أن يرى النور، حيث استغرقت معركته مع الرقابة أكثر من عامين

تكشف اعتدال ممتاز، الرقيبة السينمائية، في كتابها “مذكرات رقيبة سينما” الذي اطلعت عليه “العربية نت”، عن تفاصيل هذه الفترة الصعبة والكواليس المثيرة التي شهدها الفيلم وغيره من الأفلام المصرية

صراع مع الرقابة: قصة بدأت باعتراض

تستعرض اعتدال ممتاز في مذكراتها تفاصيل أزمة فيلم “قصر الشوق” التي استمرت لأكثر من عامين، وكيف تدخلت لجان وزارية لحل الخلافات

بدأت القصة باعتراض الرقابة على سيناريو الفيلم، مما دفع المخرج حلمي رفلة إلى تقديم تعهد كتابي بالالتزام بتوجيهات الرقابة أثناء التصوير

مخاوف الرقابة: جودة الإنتاج والدفاع المستميت

كانت الرقابة متشككة في جودة الفيلم، معتبرة أن شهرًا واحدًا غير كاف لإنتاج عمل فني رفيع المستوى، إضافة إلى ذلك، رأت أن دفاع نجيب محفوظ، رئيس مؤسسة السينما وصاحب القصة الأصلية، عن الفيلم قد يعمي عينيه عن المستوى الفني المتدني الذي يشوه النص الأدبي

ليلة ما قبل العرض: اعترافات المخرج ومخاوف الرقيبة

قبل عرض الفيلم على الرقابة بيوم واحد، التقى المخرج حلمي رفلة بالسيدة اعتدال ممتاز وأخبرها بوجود بعض المخالفات الطفيفة التي تخدم الدراما، مضيفًا أن لجنة أخرى قامت بحذف 13 مشهدًا، في محاولة لإيهامها بأنه تم بالفعل إجراء تعديلات رقابية

لكن اعتدال ممتاز أصرت على الانتظار ومشاهدة الفيلم بنفسها قبل اتخاذ أي قرار

صدمة الرقابة: مخالفات بالجملة ومستوى فني متدن

في اليوم التالي، صُدمت اعتدال ممتاز بالمستوى الفني الهابط والمخالفات الصارخة التي احتواها الفيلم، لتجد الرقابة نفسها أمام خيار واحد وهو منع عرضه

اعتبرت الرقابة أن الفيلم يشجع على الفسق والفجور، ويهدم القيم الروحية، ويقدم دعاية مسيئة للإسلام، بالإضافة إلى احتوائه على مشاهد غير لائقة

مواجهة بين محفوظ والرقابة: الوزير يتدخل

في المقابل، أرسل نجيب محفوظ خطابًا يؤكد فيه أن الفيلم عُرض على لجنة قامت ببعض التعديلات التي وافق عليها وزير الثقافة

لكن مدير المصنفات الفنية أضاف 3 مشاهد أخرى للحذف، ورفض التوقيع على التابلوه الخاص بالفيلم، وتبعه في ذلك نائبه اعتدال ممتاز، ليتم التوقيع في النهاية من قبل مديرة الأفلام

منع التصدير: فصل جديد من الأزمة

بعد حصول الفيلم على الموافقة بالعرض المحلي، تفجرت أزمة جديدة عندما طلب صناعه تصديره، حيث رفضت الرقابة ولجنة التصدير منحه التصريح اللازم

نهاية المعركة: الوزير يمنح الضوء الأخضر

استمر هذا الوضع حتى عام 1968، وبعد تولي اعتدال ممتاز منصب مدير الرقابة، أصرت على رفض التصريح بالتصدير، لتنتهي القصة بتدخل وزير الثقافة الذي سمح بتصدير الفيلم إلى الخارج