
نشرت صحيفة نيويورك بوست مقال رأي تحت عنوان “الجهاد الأعظم للإخوان يتزايد على الحدود مع الولايات المتحدة” لأحد الكتاب الكنديين، حيث ذكر أنه في مذكرة داخلية وصفها بـ”المرعبة”، وضعت جماعة الإخوان استراتيجيتها طويلة المدى لغزو أمريكا الشمالية من خلال ما أسمته “عملية حضارية جهادية” تهدف إلى تخريب الحضارة الغربية والقضاء عليها وتدميرها من الداخل.
أضاف الكاتب أن الوثيقة المكونة من 18 صفحة، والتي كتبت عام 1991، ظهرت عام 2007 خلال محاكمة مؤسسة الأرض المقدسة، وهي أكبر قضية تمويل إرهاب في تاريخ الولايات المتحدة، وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود، لم تعد استراتيجية الإخوان مجرد نظرية، بل تتجسد على أرض الواقع شمال الحدود الأمريكية في كندا.
### الإخوان المسلمين: حركة عابرة للحدود
أوضح الكاتب أن جماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست في مصر، هي حركة عابرة للحدود الوطنية تلتزم بمجموعة قوانين متطرفة، ورغم أنها غالبًا ما تتستر وراء لغة العمل الخيري والمجتمع المدني، إلا أن هدفها الحقيقي يظل الهيمنة على العالم، وهو أمر أكد عليه قادتها مرارًا وتكرارًا.
وذكر أن تعاليم الجماعة شكلت الأساس لجماعات جهادية مثل القاعدة، وألهمت إرهابيين مشهورين مثل أسامة بن لادن، ومؤسس داعش أبو بكر البغدادي، كما أن لديها جهات دعم فاعلة لتوسيع نفوذها في جميع أنحاء الغرب.
### غياب الحقائق وتداعياته في كندا
حذر الكاتب من أن هذه الحقائق تغيب عن النقاشات العامة في كندا، مشيرًا إلى أن سياسات الهجرة المتساهلة بشكل كبير في كندا، وقيم التعددية الثقافية، والرضا العام تجاه تهديدات الأمن القومي، جعلت كندا أرضًا خصبة لطموحات الإخوان الخبيثة، كما أشار إلى تحذيرات معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسات الشهر الماضي من أن المنظمات التابعة للإخوان قد انتشرت في كندا على مدى عقود، حيث توسعت ونشرت أيديولوجية متطرفة بشكل منهجي دون خوف من العواقب.
### استراتيجية الإخوان في كندا وأوروبا
أفاد الكاتب بأنه وفقًا للتقارير، شجعت القيادة العليا للإخوان في كندا أتباعها على تولي مناصب حكومية رئيسية، بهدف دفع السياسات بما يتماشى مع أفكارهم، وتعتبر هذه الاستراتيجية انعكاسًا لعمليات الإخوان في أوروبا، حيث بدأت السلطات هناك في الانتباه لهذا الأمر.
### تنامي معاداة السامية وتهديد الأمن القومي
أشار الكاتب إلى أن التحذيرات في كندا لم تؤخذ على محمل الجد، حيث ارتفعت الحوادث المعادية للسامية في كندا بنسبة بلغت 670% في عام 2024، ومثلت التهم الـ 83 المتعلقة بالإرهاب التي وُجهت بين أبريل 2023 ومارس 2024 قفزة بنسبة 488%، وأضاف أن هذه الأرقام تشير إلى تنامي قبضة الإخوان على المشهد الأيديولوجي، مما يشكل تهديدات خطيرة على الأمن القومي الأمريكي.
### الحدود الرخوة كمنصة انطلاق
أوضح الكاتب أن الحدود الشمالية غير المحكمة، إلى جانب إجراءات التدقيق المتساهلة في الهجرة في كندا، تشكل منصة انطلاق مثالية للدعاية والتجنيد المتطرف عبر الحدود، بل وحتى العمليات الإرهابية، فعلى سبيل المثال، أُلقي القبض على باكستاني أثناء محاولته دخول الولايات المتحدة عبر كيبيك لتنفيذ هجوم جماعي مستوحى من داعش في نيويورك.
### ضرورة تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية
دعا الكاتب بلاده إلى اتخاذ خطوات مماثلة للولايات المتحدة في تصنيف الجماعة منظمة إرهابية، وذكر أن مشروع قانون جديد في الكونجرس يسعى إلى ذلك، لكن هذا لن يكون ذا أهمية كبيرة للأمن القاري إذا لم تحذ كندا حذوها.
### الحاجة إلى مراقبة الأنشطة العابرة للحدود
أكد الكاتب أنه ينبغي على السلطات الأمريكية إيلاء اهتمام أكبر لمجموعة واسعة من الأنشطة العابرة للحدود التي قد تكون لها صلات بالإخوان، بما في ذلك:
* برامج التبادل الأكاديمي
* فعاليات خطابية مباشرة
* نقل الأصول
### خطر الإخوان يفوق الفنتانيل
اختتم الكاتب مقاله قائلاً إن تهديد الفنتانيل الكندي الذي يندد به الرئيس دونالد ترامب يبدو ضئيلاً مقارنة بطموحات الإخوان لإقامة خلافة في أمريكا الشمالية.