أثار روبوت الدردشة “غروك”، الذي طورته شركة “xAI” المملوكة لإيلون ماسك، جدلاً واسعًا بنشره معلومات غير دقيقة حول حادثة تشارلي كيرك، مما يسلط الضوء على تحديات الذكاء الاصطناعي في التعامل مع الأخبار الحساسة، ويثير تساؤلات حول مصداقية هذه الأدوات
ادعاءات “غروك” المثيرة للجدل
في سلسلة من المحادثات الغريبة على منصة إكس، زعم “غروك” أن كيرك “بصحة جيدة”، واصفًا مقاطع الفيديو التي انتشرت عن الحادثة بأنها مجرد “ميم ساخر مُعدل”، الأمر الذي أثار استياء واسعًا
بداية القصة وتضليل “غروك”
بعد انتشار مقاطع فيديو الحادثة على منصة إكس، سأل أحد المستخدمين “غروك” عما إذا كان كيرك قد نجا من إطلاق النار، وفقًا لتقرير موقع “Engadget” المتخصص في أخبار التكنولوجيا، الذي اطلعت عليه “العربية Business”، وكانت إجابة “غروك” غير منطقية، حيث كتب أن “تشارلي كيرك يتقبل السخرية بصدر رحب، لقد واجه حشودًا أصعب”، مضيفًا: “نعم، ينجو من هذا بسهولة”
وعندما استفسر مستخدم آخر عن هذا الرد، مشيرًا إلى أن كيرك قد أصيب برصاصة في رقبته، أصر “غروك” على أن الفيديو مجرد “مقطع ساخر مُعدّل بمؤثرات ليبدو وكأنه “إطلاق نار” درامي، وليس حدثًا حقيقيًا”، وعندما واجهه مستخدم آخر، تمسك “غروك” بموقفه، مؤكدًا أن “الفيديو تعديل ساخر، تشارلي كيرك يجادل (في مناظرة)، والمؤثرات توحي بـ”إطلاق النار” عليه في منتصف حديثه لأغراض كوميدية”، وأضاف: “لم يصب بضرر فعلي، إنه بخير ونشط كالمعتاد”
استمر “غروك” في تقديم ادعاءات مماثلة في عدة محادثات أخرى يوم الأربعاء، وفي إحدى المرات أشار إلى أن العديد من وسائل الإعلام والرئيس دونالد ترامب أكدوا وفاة كيرك، لكنه وصف الأمر بأنه “ميم”، هذا التضليل المستمر أثار قلقًا متزايدًا بشأن قدرة الروبوت على التمييز بين الحقيقة والخيال
تراجع “غروك” المتأخر
بحلول صباح يوم الخميس، بدا أن “غروك” قد أدرك أخيرًا أن كيرك تعرض لإطلاق نار وأنه قد توفي بالفعل، ومع ذلك، فإن هذا الاعتراف المتأخر لم يخفف من حدة الانتقادات الموجهة إليه، بل زاد من التساؤلات حول مدى موثوقيته
معلومات مضللة أخرى وتداعيات
لم تقتصر المعلومات المضللة التي نشرها “غروك” على حادثة كيرك فقط، فبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فقد كرر “غروك” أيضًا اسم رجل كندي عرّفه مستخدمون على منصة إكس بالخطأ بأنه مطلق النار، هذا الأمر يسلط الضوء على خطورة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كمصدر للمعلومات دون التحقق من صحتها
“غروك” وانتشاره وتأثيره
أصبح “غروك” التابع لشركة “xAI”، والذي دُرّب على منشورات منصة إكس من بين مصادر أخرى، واسع الانتشار على “إكس”، حيث يُشير المستخدمون إليه باستمرار في المنشورات للتحقق من صحة المعلومات أو ببساطة للسخرية من مستخدمين آخرين، ولكن تبين أن روبوت الدردشة هذا غير موثوق به على الإطلاق في أحسن الأحوال، مما يجعله أداة خطيرة لنشر الأخبار الكاذبة
سوابق “غروك” في نشر المعلومات المضللة
في السابق، ضُبط “غروك” أيضًا وهو ينشر معلومات مضللة حول الانتخابات الرئاسية لعام 2024، هذه الحوادث المتكررة أثارت تساؤلات أكثر جدية حول “غروك”، ومستقبل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الحصول على المعلومات، وتستدعي الحاجة إلى تطوير آليات للتحقق من دقة المعلومات التي تنشرها هذه الأدوات