في بادرة متميزة لترسيخ دور المرأة في عالم الطيران، أعلنت أكاديمية الطيران الدولية بالإمارات عن إطلاق “برنامج منح دراسية للنساء في الشرق الأوسط” بقيمة تتجاوز 500 ألف درهم إماراتي، وذلك في خطوة رائدة لتمكين المرأة من دخول هذا المجال الحيوي الذي لا تتعدى نسبة مشاركتها فيه عالميًا 5% فقط، هذه المبادرة تعد الأولى من نوعها وتهدف إلى فتح آفاق جديدة للمرأة العربية في قطاع الطيران.
تهدف هذه الخطوة إلى تذليل العقبات أمام السيدات الطموحات اللاتي يرغبن في احتراف مهنة الطيران، حيث يمثل هذا البرنامج فرصة ذهبية لهن لتحقيق أحلامهن وتطلعاتهن، كما يعكس التزام الأكاديمية بدعم المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في المجالات كافة، وبخاصة تلك التي كانت حكرًا على الرجال لعقود طويلة.
برنامج “المرأة في مجال الطيران في الشرق الأوسط”
يحمل البرنامج اسم “المرأة في مجال الطيران في الشرق الأوسط”، وهو يستهدف الشابات اللاتي يواجهن تحديات مالية تعيق مسيرتهن نحو تحقيق حلم الطيران، يقدم البرنامج دعمًا ماليًا ومعرفيًا شاملًا يفتح أمامهن أبواب الاحتراف، ويشكل منصة متكاملة للتأهيل والتوجيه، وليس مجرد منحة دراسية عابرة.
التزام أكاديمية الطيران الدولية بالمساواة بين الجنسين
أكدت الدكتورة زينة محيو، نائبة الرئيس التنفيذي للعلاقات الأكاديمية في الأكاديمية، أن الهدف الأساسي هو كسر الصورة النمطية السائدة بأن الطيران مجال مقتصر على الرجال، وأشارت إلى أن معيار النجاح الحقيقي يكمن في الشغف والكفاءة، وليس في النوع الاجتماعي، فالفرص متساوية للجميع.
الإمارات نموذج عالمي في تمكين المرأة
تظهر الإحصائيات أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد حققت تقدمًا ملحوظًا في مجال المساواة بين الجنسين، حيث تصل نسبة النساء في بعض شركات الطيران الوطنية إلى 48% من القوى العاملة، هذا الإنجاز يجعل الإمارات نموذجًا إقليميًا يحتذى به في دعم المرأة وتمكينها في القطاعات الاستراتيجية المختلفة، ما يعكس رؤية الدولة الطموحة نحو تحقيق التوازن بين الجنسين.
تفاصيل المنح الدراسية لعام 2025
فيما يلي تفاصيل المنح الدراسية التي ستقدمها الأكاديمية لعام 2025:
- منحة كاملة: تغطي جميع تكاليف التدريب اللازمة للحصول على رخصة طيار نقل جوي (ATPL)، وتبلغ قيمتها 105,000 دولار أمريكي (أي ما يعادل 385,350 درهم إماراتي).
- عشر منح ممولة بالكامل: مخصصة لدورة أساسيات الطيران، وتقدر قيمة كل منحة بـ 35 ألف دولار أمريكي (أي ما يعادل 128,450 درهم إماراتي).
برنامج يتخطى حدود التمويل
لا يقتصر الدعم الذي يقدمه البرنامج على الجانب المالي فقط، بل يتعداه ليشمل التوجيه والإرشاد المهني، إذ يحظى المشاركون بفرصة تلقي تدريب مباشر من نخبة من الخبراء المتخصصين في قطاع الطيران، إضافة إلى ذلك، يوفر البرنامج فرصًا للتدريب العملي تضمن انتقالهم السلس والناجح إلى سوق العمل، مما يمنحهم ميزة تنافسية كبيرة.
شراكات استراتيجية مع شركات الطيران
تتعاون الأكاديمية مع كبرى شركات الطيران لتوفير فرص عمل متميزة للخريجات المتفوقات، هذه الشراكات تمنح الخريجات الأولوية في الحصول على وظائف مرموقة في السوقين الإقليمي والعالمي، وتعزز فرصهن في بناء مستقبل مهني ناجح ومزدهر في قطاع الطيران.
التحديات العالمية لتمثيل المرأة في الطيران
على الرغم من وجود العديد من المبادرات الهادفة إلى دعم المرأة في قطاع الطيران، إلا أن الإحصائيات تشير إلى أن نسبة النساء العاملات كطيارين لا تزال ضئيلة، حيث تقل عن 5% على مستوى العالم، وذلك وفقًا لبيانات منظمة الطيران المدني الدولي، وفي هذا السياق، أطلق الاتحاد الدولي للنقل الجوي مبادرة “25 في 2025” بهدف زيادة تمثيل المرأة في المناصب القيادية بنسبة 25% بحلول العام القادم.
خطوات عملية نحو المساواة
تؤمن الأكاديمية إيمانًا راسخًا بأن إزالة العوائق المالية التي تواجه السيدات الموهوبات يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق التوازن المنشود في قطاع الطيران، وتؤكد أن هذا البرنامج الجديد سيشكل نقطة تحول حاسمة في مستقبل المرأة العربية في هذا المجال الحيوي، وسيفتح أمامها آفاقًا واسعة وفرصًا غير مسبوقة.
مواعيد التقديم والإعلان عن النتائج
فيما يلي أهم المواعيد المتعلقة بالتقديم والإعلان عن نتائج المنح الدراسية:
- يبدأ التقديم في مايو 2025 من خلال المنصة الرسمية لأكاديمية الطيران الدولية.
- يتم إعلان أسماء الفائزات خلال فعاليات “اجتماع المرأة في مجال الطيران في الشرق الأوسط” الذي سيعقد في نوفمبر 2025.
- ستقام جميع البرامج التدريبية في المرافق الحديثة والمتطورة التابعة لأكاديمية الطيران الدولية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة ترسيخ مكانتها الرائدة في مجال تمكين المرأة في قطاع الطيران من خلال إطلاق برنامج منح دراسية متميز، يتجاوز مفهوم التمويل التقليدي ليصبح بمثابة بوابة حقيقية لتحقيق أحلام سيدات منطقة الشرق الأوسط، هذه المبادرة الطموحة من شأنها أن تمهد الطريق أمام جيل جديد من الطيارات العربيات، وتعزز حضورهن الفاعل في أحد أكثر القطاعات تنافسية على مستوى العالم.