أعلنت شركة الدفاع الفرنسية نافال غروب، والتي تمتلك الحكومة الفرنسية غالبية أسهمها، عن تعرضها لهجوم سيبراني محتمل، حيث ادعى المهاجمون قدرتهم على الوصول إلى بيانات بالغة الحساسية تخص غواصاتها وفرقاطاتها، وتصنيع السفن والغواصات هي مهمة الشركة الأساسية، وتواجه تحديات في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة
هجوم يهدف إلى الإضرار بالسمعة
أوضحت الشركة المصنعة للسفن والغواصات أنها كانت ضحية “هجوم يستهدف الإضرار بسمعتها” من قبل قراصنة، وذلك في “سياق يشوبه توترات دولية وتجارية وإعلامية”، مع العلم أنه لم يتم طلب أي فدية من الشركة، وهذا يشير إلى دوافع أخرى وراء الهجوم، ربما تتعلق بالمنافسة أو التخريب
تسريب البيانات ونشرها عبر الإنترنت
قام قراصنة بنشر ما يقرب من 30 غيغابايت من المعلومات في منتدى على الإنترنت، زاعمين أنها تتعلق بنظام إدارة القتال الخاص بغواصات وفرقاطات نافال، وذكروا أنهم يمتلكون تيرابايت كاملة من البيانات، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز واطلعت عليه “العربية Business”
تحليل الوثائق وبدء التحقيقات
تعمل نافال في الوقت الراهن على تحليل مدى صحة الوثائق التي تم نشرها، وأكدت أنها لم ترصد أي اختراق لأنظمتها، لكنها بدأت تحقيقًا شاملاً في الأمر، وتتعاون بشكل وثيق مع الحكومة الفرنسية لكشف ملابسات الحادث، مع اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتقييم الأضرار المحتملة
حشد الموارد والتحقق من البيانات
أصدرت الشركة بيانًا جاء فيه: “إن جميع فرقنا ومواردنا مجندة حاليًا لتحليل البيانات والتحقق من صحتها، وتحديد أصولها وملكية البيانات في أسرع وقت ممكن”، وأشارت إلى أنه “في هذه المرحلة، لم يتم رصد أي اختراق لأنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بنا، ولم يكن هناك أي تأثير على أنشطتنا”، وهذا يوضح مدى جدية الشركة في التعامل مع الحادث
التواصل مع السلطات الأمنية
لم تتواصل الشركة مع المخترقين، وذلك تماشيًا مع إجراءات الأمن السيبراني المعتمدة لديها، وأفادت نافال بأنها أبلغت السلطات القانونية في فرنسا بالحادث، نظرًا لخطورة ادعاءات المخترقين بشأن الوصول إلى معلومات حساسة، ولـ”ضرورة حماية بيانات عملائنا”، وهذا يعكس التزام الشركة بالحفاظ على سرية معلومات عملائها
أهمية الأمن السيبراني في الصناعات العسكرية
على الرغم من أن تأثير الاختراق لا يزال غير واضح، إلا أن احتمال تعرض أحد أبرز مزودي المعدات العسكرية لهجوم سيبراني يعتبر أمرًا بالغ الأهمية، فبالإضافة إلى تزويدها للبحرية الفرنسية، أبرمت نافال عقودًا مع قوات بحرية وحكومات حول العالم لتزويدها بالغواصات والسفن وأنظمة الدفاع، مما يجعلها هدفًا جذابًا للمخترقين
هيكل الملكية
تمتلك مجموعة تاليس حصة تبلغ 35% في شركة نافال غروب، مما يجعلها شريكًا رئيسيًا في الشركة، ولذلك فإن أي تأثير سلبي على نافال قد يؤثر أيضًا على تاليس، وهذا يسلط الضوء على أهمية التعاون بين الشركات في مجال الأمن السيبراني