“بي تشات” محرك احتجاجات جيل الألفية في نيبال.. التكنولوجيا تقود التغيير

في غضون أيام معدودة، اشتعل فتيل الغضب في نيبال بتحول منشورات إنستجرام الناقدة لنمط حياة الطبقة السياسية الحاكمة إلى ثورة شبابية عارمة، لم يشهد لها البلد مثيل من قبل، وأفضت في نهاية المطاف إلى استقالة رئيس الوزراء، وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة، تجلت التكنولوجيا كقوة دافعة للتعبئة والتواصل،

### بدائل رقمية في وجه الحظر

مع إعلان الحكومة حظرًا على منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة، كفيسبوك ويوتيوب، قبيل اندلاع الاحتجاجات، وجد عشرات الآلاف من الشباب، أغلبهم من جيل الألفية، ضالتهم في بدائل رقمية تجاوزوا بها القيود المفروضة، ومع تصاعد وتيرة المظاهرات، برز تطبيق “بي تشات”، الذي أطلقه جاك دورسي في يوليو 2025، ليؤدي دورًا محوريًا في قلب الأحداث،

### “بي تشات”: شبكة بلوتوث آمنة للمحتجين

يعتمد التطبيق على تقنية البلوتوث بدلًا من الإنترنت، حيث تنتقل الرسائل بسلاسة من جهاز إلى آخر حتى تصل إلى وجهتها المنشودة، مع ضمان تشفير كامل وشامل من البداية إلى النهاية، هذه الميزة الفريدة جعلت من “بي تشات” وسيلة اتصال آمنة بعيدًا عن أعين السلطات، ومنحت المحتجين شبكة حية ومتنقلة في قلب الشوارع،

### “ديسكورد”: ساحة نقاش افتراضية حيوية

في الوقت نفسه، تحول تطبيق “ديسكورد” إلى منبر افتراضي نابض بالحياة للمتظاهرين، حيث استقطب أحد خوادمه أكثر من 145 ألف مشارك، انخرطوا بحماس في مناقشات ساخنة حول مستقبل حركتهم،

تجربة نيبال تكشف بوضوح عن التحول العميق في أدوات الاحتجاج، حيث لم تعد المظاهرات مقتصرة على الهتافات في الشوارع، بل أصبحت مدعومة بشبكات رقمية بديلة، من “بي تشات” إلى “ديسكورد”،

هذه التطبيقات أثبتت أنها ليست مجرد وسائل ترفيه أو تواصل اجتماعي، بل أدوات سياسية قادرة على إعادة تشكيل المشهد العام، حتى في مواجهة محاولات الحجب والتقييد،