لم تكن تجربة الفنانة الشابة هدى المفتي مع فيروس كورونا مجرد وعكة صحية عابرة، بل كانت بداية لمعركة أكثر شراسة كادت أن تهدد حياتها، فبعد إصابتها بالفيروس، وجدت نفسها تواجه عدوًا آخر أكثر فتكًا، وهو الجلطة المعوية التي غيرت مجرى حياتها، وأجبرتها على خوض رحلة علاج مؤلمة، أسفرت عن فقدان ملحوظ في وزنها ومظهرها النحيف الذي أثار قلق متابعيها.
من كورونا إلى العناية المركزة
تحدثت هدى المفتي خلال استضافتها في برنامج “معكم منى الشاذلي” عن كيفية تحول أيام مرضها إلى كابوس حقيقي، فبشكل مفاجئ تعرضت لجلطة في الوريد الرئيسي الذي يغذي الأمعاء، ومع تأخر التشخيص والعلاج، تفاقمت حالتها بشكل خطير، حيث أصيبت أنسجة أمعائها بالغرغرينا، مما استدعى إجراء عملية جراحية عاجلة لاستئصال جزء من الأمعاء الدقيقة، وقد قضت أسابيع طويلة في العناية المركزة، ممنوعة من الطعام والشراب، في صراع من أجل البقاء.
أخطر حالات الانسداد الدموي
تعتبر الجلطة المعوية أو ما يعرف طبيًا بالخثار المساريقي من أخطر الحالات الطبية الطارئة، فهي تعني توقف تدفق الدم بشكل جزئي أو كلي إلى الأمعاء، ويمكن أن تتكون هذه الجلطات في الشرايين التي تنقل الدم الغني بالأكسجين إلى الجهاز الهضمي، أو في الأوردة التي تعيده مرة أخرى، وإذا لم يتم اكتشافها وعلاجها بشكل فوري، فإنها تؤدي إلى موت الأنسجة المعوية وتلفها بشكل دائم خلال فترة قصيرة جدًا.
أسباب الخطر وعوامل التكوين
تتكون هذه الجلطات الخطيرة نتيجة لعدة عوامل، أبرزها وجود اضطرابات وراثية في نظام تجلط الدم، أو الإصابة بأمراض القلب، خاصة الرجفان الأذيني الذي يزيد من احتمالية تكون الخثرات، كما يلعب تليف الكبد وبعض أنواع السرطان، والعمليات الجراحية الكبرى في منطقة البطن، دورًا في زيادة المخاطر، ولا يمكن إغفال أن النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل لفترات طويلة قد يكن أكثر عرضة لتكوين مثل هذه الجلطات.
أعراض تحذيرية لا يمكن تجاهلها
تبدأ الأعراض غالبًا بألم شديد ومفاجئ في منطقة البطن، لا يتناسب مع الفحص السريري المبدئي، مما قد يربك الأطباء في البداية، وقد يصاحب هذا الألم غثيان وقيء وإسهال مع انتفاخ ملحوظ في البطن، وفي بعض الحالات، قد يلاحظ المريض وجود دم في البراز، أو يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة وإرهاق عام، وإذا لم يتم التدخل الطبي العاجل، تتطور الحالة إلى موت الأمعاء وحدوث التهاب حاد في الغشاء البريتوني، وهو ما يهدد حياة المريض بشكل مباشر.