«تراجع محدود» الذهب يتخلى عن جزء من مكاسبه بعد اختراق حاجز 3700 دولار في السوق الفورية

تراجع الذهب عن قمته التاريخية التي سجلها يوم الأربعاء، بعد أن تجاوز سعر الأونصة حاجز 3700 دولار في المعاملات الفورية لأول مرة.

هذا الارتفاع القوي جاء مدعومًا بتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل زيادة الطلب على الملاذات الآمنة، وعمليات الشراء من البنوك المركزية، وضعف الدولار.

في أحدث التطورات، قلصت أسعار الذهب في المعاملات الفورية مكاسبها إلى 0.2%، لتستقر عند مستوى 3687.67 دولار للأونصة، بعد أن كانت قد سجلت أعلى مستوى قياسي لها عند 3702.95 دولار في وقت سابق من التعاملات، بينما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنحو 0.2%، لتصل إلى 3725.10 دولار عند التسوية.

لماذا تراجع الذهب بعد القمة؟

زين فاودا، المحلل في MarketPulse by OANDA، يرى أن “عدم اليقين بشأن النمو العالمي والمخاطر الجيوسياسية ما زالا يدعمان الطلب على الملاذات الآمنة، لكن ارتفاع أسعار الذهب مدفوعٌ بشكل كبير بتوقعات تخفيضات حادة في معدلات الفائدة من الاحتياطي الفدرالي”.

المتداولون يتوقعون خفضًا شبه مؤكد لمعدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في نهاية الاجتماع الحالي، مع احتمال ضئيل لخفض بمقدار 50 نقطة أساس، وفقًا لأداة CME FedWatch، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد دعا رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول إلى تطبيق خفض “أكبر” لمعدلات الفائدة.

تأثير أسعار الفائدة والدولار

جاذبية الذهب تزداد في بيئة معدلات الفائدة المنخفضة، حيث أنه لا يدر عائداً، وفي نفس السياق، انخفض الدولار إلى أقل مستوياته خلال أكثر من شهرين مقابل عدد من العملات الرئيسية، هذا الانخفاض يجعل شراء الذهب أرخص لحائزي العملات الأخرى، مما يزيد من الطلب عليه.

تاي وونغ، تاجر المعادن المستقل، يشير إلى أن “الذهب يشهد ارتفاعاً ملحوظاً مع هبوط حاد في الدولار، الذي وصل إلى أقل مستوياته منذ يوليو”، ومع ذلك، يضيف ونغ: “قد يكون الحذر وارداً قبل قرار الاحتياطي الفدرالي الحاسم غداً، لذا لا ينبغي أن يكون جني الأرباح مفاجئاً”.

أداء الذهب هذا العام

ارتفعت أسعار الذهب بنحو 41% منذ بداية العام، وتجاوز سعر الأونصة 3600 دولار في الثامن من سبتمبر، المحللون يعزون هذه الزيادة إلى مزيج قوي من العوامل، تشمل:

* عمليات شراء متواصلة من البنوك المركزية.
* تكثيف تدفقات الملاذ الآمن.
* تحول عالمي بعيداً عن الدولار الأميركي، الذي يواجه بدوره ضعفاً مستمراً.

أسعار الذهب في المعاملات الفورية ارتفعت بنسبة 27% خلال العام الماضي، وتجاوزت حاجز 3000 دولار لأول مرة في مارس/ آذار 2025، مع دفع عدم اليقين بشأن السياسات التجارية للولايات المتحدة المستثمرين نحو الملاذ الآمن.

أداء المعادن الأخرى

المعدن التغير السعر الحالي (دولار/أونصة)
الفضة تراجع بنسبة 0.6% 42.44
البلاتين هبوط بنسبة 0.8% 1389.50
البلاديوم انخفاض بنسبة 0.6% 1176.97

الفضة سجلت أعلى مستوياتها منذ سبتمبر 2011 في وقت سابق من التعاملات، قبل أن تتراجع، بينما شهد البلاتين والبلاديوم انخفاضات مماثلة.