في ظل الضغوط المتزايدة من الرئيس آنذاك، دونالد ترامب، لتعزيز فرص العمل داخل الولايات المتحدة، أعلنت شركة أبل عن إطلاق برنامج تصنيعي طموح في قلب مدينة ديترويت، في خطوة تعكس استجابة الشركة لدعوات الإدارة الأمريكية و التزامها بدعم الاقتصاد المحلي و توفير فرص تدريبية متخصصة للجيل القادم من العاملين في قطاع الصناعة
أكاديمية أبل للتصنيع: شراكة استراتيجية مع جامعة ولاية ميشيغان
كشفت أبل النقاب عن “أكاديمية أبل للتصنيع”، بالتعاون مع جامعة ولاية ميشيغان، والتي ستقدم سلسلة من ورش العمل المتخصصة في مجالات التصنيع المتقدم والذكاء الاصطناعي، تستهدف هذه الورش الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتهدف إلى تزويدها بالمهارات والأدوات اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، ومن المقرر أن تبدأ فعاليات الأكاديمية في شهر أغسطس المقبل
تدريب الجيل القادم من الصناع الأمريكيين
أكدت أبل التزامها بتدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية من خلال هذا البرنامج، مشيرة إلى أن مهندسيها المتخصصين سيشاركون بفعالية في تقديم ورش العمل، ونقل خبراتهم العملية والعلمية إلى المشاركين، ويهدف ذلك إلى تطوير مهاراتهم وقدراتهم في مجال التصنيع الذكي، وجاء هذا الإعلان وفقًا لتقرير نشرته شبكة “سي إن بي سي”، والذي اطلعت عليه “العربية Business”
أبل: رائدة في تصنيع الأجهزة المعقدة على نطاق عالمي
تُعتبر أبل من بين الشركات الأكثر ابتكارًا وإثارة للإعجاب في قطاع الأجهزة الإلكترونية على مستوى العالم، وتشتهر بقدرتها الفائقة على إنتاج عشرات الملايين من الأجهزة المعقدة سنويًا، وذلك من خلال سلسلة توريد عالمية متكاملة و هذا يعكس كفاءتها التشغيلية وقدرتها على إدارة عمليات التصنيع المعقدة بكفاءة عالية
صبيح خان: التصنيع الذكي يفتح آفاقًا واعدة
أعرب صبيح خان، الرئيس التنفيذي للعمليات الجديد في أبل، عن سعادته بإطلاق هذا البرنامج الطموح، مؤكدًا أن الشركة تسعى من خلاله إلى مساعدة المزيد من الشركات على تبني حلول التصنيع الذكي، وتمكينها من استكشاف فرص جديدة ومذهلة لأعمالها واقتصاد البلاد بشكل عام، ويعكس هذا التصريح التزام أبل بدعم الابتكار وتعزيز القدرة التنافسية للشركات الأمريكية في السوق العالمية
استثمارات أبل في الولايات المتحدة: استجابة لدعوات ترامب
يأتي هذا الإعلان في إطار جهود أبل لتسليط الضوء على استثماراتها وعملياتها في الولايات المتحدة، وذلك استجابة لدعوات الرئيس ترامب المتكررة، والذي حث الشركة على نقل إنتاج هواتف آيفون إلى الأراضي الأمريكية، في ظل فرض رسوم جمركية من شأنها أن ترفع تكاليف أبل، وتؤثر على قدرتها التنافسية، وتسعى أبل من خلال هذه المبادرات إلى تعزيز علاقاتها مع الإدارة الأمريكية وإظهار التزامها بدعم الاقتصاد الوطني
وعود سابقة: أكاديمية التصنيع ضمن خطة استثمارية ضخمة
كانت أبل قد وعدت بافتتاح أكاديمية أبل للتصنيع في شهر فبراير الماضي، وذلك عندما أعلنت عن خطط لاستثمار أكثر من 500 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات الخمس القادمة، يشمل هذا الاستثمار مجالات متنوعة، مثل تطوير المنتجات والبرامج، ودعم الشركات الناشئة، وتعزيز البنية التحتية التكنولوجية، ويؤكد هذا الالتزام على دور أبل كمحرك للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في الولايات المتحدة
تجميع خوادم الذكاء الاصطناعي في هيوستن وشراء الرقائق من أريزونا
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت أبل عن خطط لتجميع خوادم الذكاء الاصطناعي في مدينة هيوستن بولاية تكساس، وشراء الرقائق الإلكترونية من مصنع تابع لشركة TSMC في ولاية أريزونا، وتأتي هذه الخطوات في إطار جهود أبل لتعزيز سلسلة التوريد الخاصة بها داخل الولايات المتحدة، وتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب، ودعم الصناعة المحلية
ترامب يثني على خطط أبل ويستمر في الضغط
على الرغم من إشادته بخطط أبل في شهر فبراير، إلا أن إدارة ترامب استمرت في محاولاتها لإقناع الشركة بتجميع هواتف آيفون في الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي يرى الخبراء أنه سيكون مكلفًا للغاية ويستغرق وقتًا طويلاً، ويعكس هذا التوجه رغبة الإدارة الأمريكية في إعادة توطين الصناعات وتعزيز القدرة التنافسية للولايات المتحدة في قطاع التصنيع
خلافات حول توسع أبل في الهند
في شهر مايو، أعرب ترامب عن “مشكلة صغيرة” مع الرئيس التنفيذي لأبل، تيم كوك، وذلك بسبب قرار الشركة بتوسيع إنتاجها في الهند لتجنب الرسوم الجمركية الصينية، وأثار هذا القرار حفيظة ترامب، الذي اعتبره مخالفًا لتعهدات أبل بالاستثمار في الولايات المتحدة
رسالة ترامب إلى تيم كوك: نريد الاستثمار في أمريكا
صرح ترامب لكوك قائلاً: “لقد أحسنت معاملتك، أنت قادم إلى هنا بـ 500 مليار دولار، ولكنني سمعت الآن أنك تبني في جميع أنحاء الهند، لا أريدك أن تبني في الهند”، وتعكس هذه التصريحات رغبة الإدارة الأمريكية في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الولايات المتحدة، وتشجيع الشركات على توطين عمليات الإنتاج داخل البلاد
أكاديميات أبل للمطورين: نموذج مماثل للتركيز على البرمجيات
تدير أبل برنامجًا مماثلاً يركز على تطوير البرمجيات بدلاً من التصنيع، ويتمثل في أكاديميات أبل للمطورين، ويهدف هذا البرنامج إلى تدريب وتأهيل المطورين المحليين، وتمكينهم من إنشاء تطبيقات مبتكرة لمنصات أبل المختلفة
18 أكاديمية للمطورين حول العالم: بناء علاقات مع الحكومات
تمتلك أبل 18 أكاديمية للمطورين حول العالم، وفقًا لموقعها الإلكتروني، وتتواجد هذه الأكاديميات بشكل خاص في الدول التي تسعى فيها أبل إلى بناء علاقات عمل وثيقة مع الحكومات، مثل البرازيل وإندونيسيا والمملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية، وتعكس هذه الخطوة استراتيجية أبل في تعزيز تواجدها العالمي وتوسيع نطاق تأثيرها في الأسواق الناشئة
أكاديمية المطورين الوحيدة في الولايات المتحدة: ديترويت مركزًا للابتكار
توجد أكاديمية المطورين الوحيدة في الولايات المتحدة في مدينة ديترويت، بالشراكة مع جامعة ولاية ميشيغان، وقد صرحت الجامعة هذا الربيع بأن الأكاديمية تستقبل حوالي 200 طالب سنويًا، وتؤكد هذه الشراكة على أهمية التعليم والتدريب في تطوير المهارات والقدرات اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة
خدمات استشارية ودورات تدريبية افتراضية: توسيع نطاق الوصول
أعلنت أبل أنها ستقدم خدمات استشارية للشركات الصغيرة من خلال هذا البرنامج، وأن أكاديمية التصنيع ستقدم أيضًا بعض الدورات التدريبية افتراضيًا في وقت لاحق من هذا العام، وتهدف هذه الخطوة إلى توسيع نطاق الوصول إلى البرنامج، وتمكين المزيد من الشركات والأفراد من الاستفادة من الفرص التدريبية المتاحة