
شهدت محطة القاهرة حادثًا مؤسفًا، حيث اصطدم قطار بالصدادة الخرسانية في نهاية الرصيف، وذلك أثناء دخوله إلى المحطة دون ركاب، وقد أثار هذا الحادث تساؤلات حول أسباب وقوعه والتدابير اللازمة لتجنب تكراره في المستقبل، مما يستدعي إجراء تحقيق شامل وشفاف لكشف ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات.
تفاصيل الحادث ونتائجه
أفادت مصادر في هيئة السكة الحديد بأن الاصطدام وقع أثناء دخول القطار إلى رصيف النهاية، حيث لم يتمكن السائق من إيقاف القطار في المسافة المحددة، مما أدى إلى احتكاك العربات بالصدادة النهائية وتضرر بعضها، إلا أن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات بشرية، وهو ما يعتبر لحسن الحظ، كما تم توفير قطار بديل لمواصلة الرحلة إلى الإسكندرية، مما ساهم في الحد من تأثير الحادث على حركة القطارات.
تحقيقات لكشف الأسباب
بادرت الهيئة القومية للسكك الحديد بتشكيل لجنة فنية متخصصة للتحقيق في أسباب الحادث وإعداد تقرير مفصل، ومن المقرر أن يشمل التحقيق فحصًا دقيقًا لبيانات القطار من خلال الصندوق الأسود، بالإضافة إلى فحص نظم التشغيل وإشارات البرج والفحص الفني للجرار، والهدف من ذلك هو تحديد السبب الحقيقي وراء الحادث واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة لضمان سلامة التشغيل في المستقبل.
سياق الحوادث السابقة وجهود التطوير
يأتي هذا الحادث في سياق سلسلة من حوادث السكك الحديدية التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة، مما يعيد إلى الأذهان حادثة محطة مصر عام 2019 التي أسفرت عن خسائر فادحة في الأرواح، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتطوير وتحديث قطاع السكك الحديدية، إلا أن هذه الحوادث المتكررة تثير مخاوف بشأن فعالية الإجراءات المتخذة وضرورة مضاعفة الجهود لضمان سلامة الركاب وتحسين مستوى الخدمة.
خطة تحديث السكك الحديدية
في أعقاب حادثة 2019، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن خطة طموحة لتحديث السكك الحديدية بتكلفة تجاوزت 300 مليون جنيه، وشملت هذه الخطة توقيع عقود لشراء قاطرات جديدة بقيمة:
- 1.14 مليار دولار من كونسورتيوم روسي-مجري.
- 575 مليون دولار مع جنرال إلكتريك لتزويد 100 قاطرة.
ويهدف هذا الاستثمار الضخم إلى تحسين أداء السكك الحديدية ورفع مستوى السلامة وتقليل الحوادث، ومع ذلك، فإن الحوادث المتكررة تثير تساؤلات حول مدى كفاية هذه الاستثمارات وضرورة وضع خطط أكثر فعالية لتطوير البنية التحتية وتدريب العاملين.
المصدر: RT