«ارتفاع تاريخي» أسعار الذهب تواصل الصعود في مصر بعد ثلاثة أسابيع من المكاسب المتتالية

شهد الذهب خلال الأسابيع الثلاثة الماضية ارتفاعًا ملحوظًا، مسجلًا مستويات قياسية جديدة، واستمرت هذه الموجة الصعودية لمدة خمسة أسابيع متتالية، ليصل سعر الأونصة إلى مستوى تاريخي قدره 3707 دولار، قبل أن يقلص الذهب بعضًا من هذه المكاسب.

أسعار الذهب اليوم

خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، ولكنه خفف من تأثير هذه الخطوة من خلال التحذير من استمرار التضخم، مما أثار الشكوك حول سرعة تخفيف السياسة النقدية في المستقبل.

صرح رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول أن البنك الفيدرالي سيخفض الفائدة بقوة عند الحاجة، لكنه أكد أن البنك لا يشعر بضرورة التحرك بسرعة بشأن خفض أسعار الفائدة.

توقع أعضاء البنك الفيدرالي خفضين إضافيين لأسعار الفائدة هذا العام، وخفضًا واحدًا فقط في عام 2026، مما يؤكد نهجهم الحذر.

أوضح رئيس الفيدرالي أن الخفض الأخير جاء لإدارة المخاطر، استجابة لتراجع أوضاع سوق العمل وتزايد المخاوف بشأن التوظيف، وأكد أن القرارات ستتخذ بناءً على كل اجتماع على حدة، مشيرًا إلى أن التيسير النقدي الحاد غير مرجح.

صرح نيل كاشكاري، رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، بأن المخاطر التي تواجه سوق العمل تبرر خفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع، مع وجود احتمالية لإجراء تخفيضات أخرى في اجتماعي البنك المركزي القادمين.

نتيجة لذلك، شهدنا ارتفاعًا في قيمة الدولار بعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار سندات الخزانة، مما أدى إلى تقليل الطلب على الذهب، خاصة في ظل حالة التشبع الشرائي التي تسيطر عليه في الآونة الأخيرة.

مع ذلك، لا يزال الذهب قويًا ويشهد حاليًا فترة توقف مؤقت بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي، ولا يزال الاتجاه الصعودي قائمًا مع وجود احتمالية لتحقيق ارتفاعات جديدة، وتشير توقعات عدد من المؤسسات المالية العالمية إلى إمكانية وصول سعر الذهب إلى 4000 دولار قبل نهاية العام.

يقلل انخفاض أسعار الفائدة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدًا، كما أن المعدن النفيس يميل إلى تحقيق أداء جيد خلال فترات عدم اليقين، وقد حقق مكاسب تقارب 40% حتى الآن هذا العام.

أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يوضح وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 16 سبتمبر، ارتفاعًا في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 1903 عقد مقارنة بالتقرير السابق، بينما انخفضت عقود البيع بمقدار -2767 عقد.

يعكس التقرير، الذي يغطي الفترة السابقة، عودة الطلب على المضاربة على شراء الذهب إلى الارتفاع خلال الفترة الماضية، وذلك بسبب تزايد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.

تحليل إضافي حول سوق الذهب

بالنظر إلى التطورات الأخيرة، يمكننا ملاحظة عدة نقاط هامة، أولًا، على الرغم من التذبذب المؤقت في أسعار الذهب بعد قرار الفيدرالي، إلا أن الاتجاه العام لا يزال صعوديًا، وهذا يشير إلى أن المستثمرين لا يزالون يرون في الذهب ملاذًا آمنًا في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي، ثانيًا، تأثير قرارات الفيدرالي الأمريكي يظل محورياً، حيث أن أي تغيير في السياسة النقدية يؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب، مما يستدعي متابعة دقيقة لتصريحات وقرارات الفيدرالي، أخيرًا، تقارير التداول مثل تقرير التزامات المتداولين تقدم رؤى قيمة حول توجهات السوق، وتساعد في فهم سلوك المستثمرين والمضاربين.