
يقع جبل جيلو في جنوب شرق تركيا ضمن محافظة هكاري على الحدود العراقية، ويشمخ بارتفاع يصل إلى 4135 مترًا، ما يجعله ثاني أكبر موطن للأنهار الجليدية في البلاد بعد جبل أرارات الذي يرتفع إلى 5137 مترًا ويبعد حوالي 250 كيلومترًا شمالًا، ومع تسارع وتيرة الاحتباس الحراري كنتيجة مباشرة للأنشطة البشرية، تشهد هذه الجبال ذوبانًا متزايدًا للغطاء الجليدي عامًا بعد عام، مما يثير القلق بشأن مستقبل هذه الكنوز الطبيعية
تسارع وتيرة الذوبان
في ظل موجات الحر والجفاف المتزايدة التي تضرب تركيا، وصلت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية بلغت 50,5 درجة مئوية، وفقًا لما ذكره موقع “Phys”، وأكد أونور ساتير، الأستاذ بجامعة يوزونجو يل والمتخصص في نظم المعلومات الجغرافية، أن “عملية الذوبان تسير بوتيرة أسرع مما توقعنا”، مضيفًا أنه “وفقًا لأبحاثنا، فقدنا خلال الأربعين عامًا الماضية ما يقرب من 50% من الغطاء الثلجي والجليدي المستمر في هذه المنطقة”، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على ما تبقى
تحديد المناطق الأكثر عرضة للخطر
أشار ساتير إلى أن “بعض المناطق تشهد ذوبانًا أسرع من غيرها، وهذا يساعدنا في تحديد الأماكن التي تحتاج إلى حماية عاجلة”، وأضاف “ليس لدينا القدرة على تغطية كامل مساحة الجليد، لذلك يجب تركيز الجهود على المناطق الأكثر حساسية”، وهذا يتطلب دراسات تفصيلية لتحديد أولويات الحماية واتخاذ التدابير المناسبة
جهود الحماية العالمية ومستقبل الأنهار الجليدية
في السنوات الأخيرة، لجأت العديد من المناطق، مثل جبال الألب، إلى تغطية الأنهار الجليدية بأغطية بيضاء في محاولة لإبطاء ذوبانها، لكن الأمم المتحدة تحذر من أن العديد من الأنهار الجليدية في مناطق مختلفة من العالم قد لا تصمد حتى نهاية القرن الحادي والعشرين، مما يهدد إمدادات المياه لمئات الملايين من البشر، وهذا يستدعي تضافر الجهود العالمية للحد من التغير المناخي وحماية هذه الموارد الحيوية