«الدولار يهدأ والذهب يشتعل» هل تنتهي سطوة المعدن النفيس مع قرارات الفيدرالي المرتقبة؟

في ظل تصاعد المخاوف العالمية وتراجع الثقة في العملات التقليدية، يشهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، حيث حقق مكاسب قوية على الصعيدين المحلي والعالمي خلال الأسبوع الماضي، مدفوعًا بانخفاض قيمة الدولار الأمريكي، وتلميحات من الاحتياطي الفيدرالي حول استمرار سياسة التيسير النقدي، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية.

أكد تقرير صادر عن منصة “آي صاغة”، اليوم الأحد، أن أسعار الذهب قد ارتفعت بنسبة 1.4% في السوق المصرية، و1.2% على المستوى العالمي، وذلك نتيجة للإقبال الاستثماري المتزايد على المعدن النفيس كملاذ آمن.

قفزة في أسعار الذهب محليًا

في السوق المحلية، ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا، بمقدار 70 جنيهًا، ليختتم الأسبوع عند 4970 جنيهًا، مقارنة بـ 4900 جنيه في بداية التعاملات، بينما سجل عيار 24 حوالي 5680 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4260 جنيهًا، وعيار 14 بلغ 3314 جنيهًا، واستقر سعر الجنيه الذهب عند 39760 جنيهًا، مما يعكس زخمًا واضحًا في حركة الطلب المحلي.

الأوقية تسجل ارتفاعًا عالميًا

على الصعيد العالمي، ارتفعت الأوقية بمقدار 42 دولارًا خلال الأسبوع، لتغلق عند 3685 دولارًا، بعد أن وصلت إلى مستوى تاريخي بلغ 3707 دولارات في 17 سبتمبر، وهو أعلى سعر تسجله الأوقية في تاريخها حتى الآن، وبذلك يكون الذهب قد حقق مكاسبه الأسبوعية المتتالية الخامسة، مدعومًا بقرار خفض الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو القرار الذي وصفه رئيس الفيدرالي جيروم باول بأنه “إدارة للمخاطر” في ظل ضغوط سوق العمل وعدم اليقين الاقتصادي.

توقعات باستمرار صعود الذهب

تشير التوقعات إلى استمرار موجة الصعود، حيث يتوقع المحللون أن يصل سعر الأوقية إلى 4000 دولار بحلول نهاية عام 2025 أو مطلع 2026، استنادًا إلى استمرار ارتفاع مستويات الدين العام العالمي، وزيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب، بالإضافة إلى تراجع الثقة بالدولار، وأوضح التقرير أن الذهب يسجل الآن مستويات قياسية مقابل معظم العملات الرئيسية، بما في ذلك اليورو، والجنيه الإسترليني، والين الياباني، بل وتجاوز سعر الأوقية حاجز 5000 دولار كندي.

استمرار سياسة التيسير النقدي

يبدو أن سياسة التيسير النقدي ستستمر، حيث تظهر العقود الآجلة للأسواق احتمالية بنسبة 91% لخفض إضافي في الفائدة الأمريكية خلال اجتماع 29 أكتوبر المقبل، على الرغم من تحذيرات بعض مسؤولي الفيدرالي من مخاطر التضخم، ويخلص التقرير إلى أن الاتجاه العام نحو تعزيز احتياطيات الذهب، إلى جانب ضعف الدولار، يفتحان الباب أمام استمرار الأداء القوي للمعدن النفيس خلال الأشهر المقبلة.

جدول مقارنة أسعار الذهب

الوحدة السعر السابق السعر الحالي الزيادة/النقص
عيار 21 (جرام) 4900 جنيه 4970 جنيه 70 جنيه
عيار 24 (جرام) غير متوفر 5680 جنيه
عيار 18 (جرام) غير متوفر 4260 جنيه
عيار 14 (جرام) غير متوفر 3314 جنيه
الجنيه الذهب غير متوفر 39760 جنيه
الأوقية (عالميًا) 3643 دولار 3685 دولار 42 دولار

تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار الذهب

لا يمكن إغفال تأثير التوترات الجيوسياسية المتزايدة على أسعار الذهب، ففي أوقات عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، يلجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن، مما يزيد الطلب عليه ويرفع أسعاره، وتشمل هذه التوترات الصراعات الإقليمية، والحروب التجارية، والشكوك المحيطة بالسياسات الحكومية، وكل هذه العوامل تزيد من جاذبية الذهب كمخزن للقيمة.

دور البنوك المركزية في دعم أسعار الذهب

تلعب البنوك المركزية دورًا هامًا في دعم أسعار الذهب من خلال زيادة مشترياتها من المعدن النفيس، فالبنوك المركزية تسعى إلى تنويع احتياطاتها من العملات الأجنبية، وتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي، ويعتبر الذهب خيارًا جذابًا لأنه يعتبر أصلاً آمنًا ومستقرًا، وتؤدي زيادة مشتريات البنوك المركزية إلى زيادة الطلب على الذهب، وبالتالي ارتفاع أسعاره.