في تطور لافت استحوذ على اهتمام واسع، قررت النيابة العامة احتجاز البلوجر المصرية هدير عبد الرازق لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وذلك على خلفية اتهامات تتعلق بالتحريض على الفسق والفجور والإساءة إلى قيم الأسرة المصرية، وقد جاء هذا القرار عقب استلام النيابة لتحريات المباحث التي أكدت صحة البلاغات المقدمة ضدها، لتتصدر القضية مرة أخرى عناوين الأخبار ومنصات التواصل الاجتماعي،
تأتي هذه القضية لتسلط الضوء على التحديات المتعلقة بحرية التعبير وحدودها، خاصة في ظل استخدام منصات التواصل الاجتماعي كوسيلة للتعبير عن الآراء ونشر المحتوى، وتثير القضية تساؤلات حول المسؤولية القانونية والأخلاقية للمؤثرين على هذه المنصات، وأثر المحتوى الذي يقدمونه على المجتمع.
تفاصيل القبض على هدير عبد الرازق والتحقيقات الأولية
نفذت قوة أمنية تابعة لوزارة الداخلية قرار النيابة بضبط البلوجر من مسكنها في منطقة التجمع الخامس، وكشفت التحريات أن المتهمة حاولت عرقلة عملية القبض عليها بالتحصن داخل شقتها المصفحة، مما استدعى تدخلًا أمنيًا حاسمًا لتنفيذ القرار،
وباشرت النيابة التحقيق مع البلوجر بعد أن تقدم أحد المحامين ببلاغ رسمي مدعوم بمقاطع فيديو ومحتوى رقمي، تضمنت مشاهد وعبارات اعتبرها المحامي تحريضًا على الفسق، بالإضافة إلى انتهاك قيم المجتمع ونشر محتوى مسيء على الإنترنت،
كما أظهرت المعاينة الأولية لمسرح الأحداث نشوب خلاف بينها وبين زوجها السابق، تطور إلى مشاجرة عنيفة داخل الشقة، وتبادل الطرفان خلالها الضرب والاتهامات، وتم تصوير بعض هذه الأحداث ونشرها لاحقًا، مما أثار جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي،
بلاغات متبادلة وتفاصيل مثيرة
لا تقتصر التهم الموجهة للبلوجر على قضايا الفسق فحسب، بل تشمل أيضًا بلاغات متبادلة بينها وبين طليقها المهندس “حسين”، إذ سبق وظهرت هدير في بث مباشر عبر حساباتها الرسمية متهمة زوجها بالاعتداء عليها بالضرب والإهانة، في المقابل، رد الزوج باتهامات مماثلة تتعلق بالتشهير وانتهاك الخصوصية،
وأكدت النيابة استماعها لأقوال الطرفين، بالإضافة إلى إرفاق مقطع فيديو يوثق لحظة اعتداء شاب عليها داخل شقتها، مما زاد من تعقيد القضية وأثار جدلاً واسعًا، وقد أثار انتشار الفيديو على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعاطفًا واسعًا معها من قبل البعض، بينما رأى آخرون أن تصرفاتها ساهمت في تصعيد الموقف،
اتهامات متعددة لـ هدير عبد الرازق واستمرار التحقيقات
تواجه البلوجر حاليًا أربع تهم رئيسية، وهي:
- التحريض على الفسق،
- التعدي على القيم الأسرية،
- التشهير،
- بث محتوى مخل عبر وسائل التواصل الاجتماعي،
بالإضافة إلى ذلك، تقدم محامي زوجها السابق ببلاغ جديد للنائب العام يتهمها فيه باختراق هاتفه المحمول والتشهير به،
وقد قررت النيابة إطلاق سراح الزوج “حسين” بعد تقديمه وثيقة تصالح، مع التأكيد على أنه سيتم حبسه في حال ثبوت أي تهم أخرى ضده، وفي المقابل، تستمر التحقيقات مع هدير عبد الرازق بشأن البلاغات المقدمة ضدها، مع توقعات بتوسع نطاق القضية في الأيام المقبلة،
تعتبر هذه القضية من أبرز القضايا المثيرة للجدل في مصر مؤخرًا، نظرًا لما تتضمنه من جوانب قانونية وأخلاقية واجتماعية، وتحظى بمتابعة واسعة من مختلف الشرائح المجتمعية، خاصة مع تزايد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة للكشف عن الأحداث والتأثير في الرأي العام،