أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، نجاح الحكومة في تأمين وفرة السلع ومستلزمات الإنتاج خلال الفترة الماضية، وذلك من خلال توفير العملة الأجنبية اللازمة بالتعاون مع البنك المركزي والجهاز المصرفي، وقد جاء هذا التأكيد خلال اجتماع هام عُقد في مقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، حيث تم تخصيصه لمتابعة الجهود المبذولة لضبط الأسعار في الأسواق، بحضور نخبة من قيادات الغرف التجارية والصناعية.
الحكومة لا تسعى فقط إلى تحقيق الاستقرار المالي، بل تشدد على ضرورة انعكاس هذا الاستقرار بشكل مباشر على حياة المواطنين، وذلك من خلال خفض ملموس في أسعار السلع، خاصةً مع التحسن الملحوظ في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار.
التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لتفعيل أدوات السوق وخفض الأسعار
أوضح رئيس الوزراء أن المرحلة المقبلة تتطلب تعاونًا وثيقًا بين الحكومة والقطاع الخاص، بما في ذلك التجار والمصنعين، من أجل تفعيل أدوات السوق وتحقيق تخفيض فعلي في الأسعار، وأضاف: “كما تحمل المواطن الزيادات السابقة في الأسعار نتيجة للأزمات، فإنه من حقه الآن أن يشعر بتحسن حقيقي في الأسواق”.
“أوكازيون وطني” بتخفيضات حقيقية من الغرف التجارية
أعلن أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، عن مبادرة شاملة تهدف إلى خفض الأسعار، وذلك بإطلاق “أوكازيون وطني” كبير في الرابع من أغسطس، يشمل جميع القطاعات بدلًا من اقتصاره على الملابس فقط.
وأكد الوكيل أن التخفيضات ستكون “حقيقية وملموسة”، مشيرًا إلى أن الاتحاد وضع خطة لتوحيد جهود الغرف التجارية مع الحكومة، بهدف تحقيق تأثير مباشر وسريع في الأسواق، كما أكد استعداد الغرف للتعاون الكامل في هذه المرحلة الهامة لدعم المواطنين، خاصةً في ظل التغيرات الاقتصادية الإيجابية الحالية.
وأوضح أن التكلفة الإجمالية للسلع في مصر أصبحت مناسبة مقارنةً بغيرها من الدول، مما يتيح فرصًا حقيقية للتخفيض دون المساس بهوامش الربح الأساسية للتجار.
اجتماع رئيس الوزراء يشهد تعهدًا بخفض الأسعار وضبط الأسواق
شهد الاجتماع مداخلات من رؤساء الغرف التجارية والصناعية، الذين أبدوا التزامًا جماعيًا بالمشاركة في جهود خفض الأسعار، وسط إشادة حكومية بهذا التجاوب السريع.
أكد أيمن العشري، رئيس غرفة القاهرة التجارية، أن مصانع الحديد ستعلن خلال الأسبوع المقبل عن أسعار جديدة بأقل هوامش ربح ممكنة، كما أوضح أسامة الشاهد، رئيس غرفة الجيزة، أن أسعار السكر والأرز والدقيق شهدت بالفعل انخفاضًا بين يناير ويونيو 2025، على الرغم من ارتفاع أسعار المحروقات، مما يعكس تحسنًا في الوضع العام.
من جانبه، أعلن جمال الجارحي، رئيس غرفة الصناعات المعدنية، التزام الغرفة بالمشاركة في مبادرة التخفيضات، في حين أكد محمد خطاب، نائب رئيس غرفة مواد البناء، أهمية ضمان وصول السلع إلى المستهلك النهائي بأسعار عادلة.
أما أشرف الجزايرلي، رئيس غرفة الصناعات الغذائية، فقد أبدى استعداد الغرفة الكامل للتعاون في أي خطة حكومية تستهدف تحقيق استقرار الأسعار، مع الالتزام بتوفير السلع بأسعار مناسبة.
ختام اجتماع رئيس الوزراء: تعاون واسع ووعود بخفض مستدام للأسعار
في ختام الاجتماع، أكد أمين عام اتحاد الغرف التجارية أن الأوكازيون القادم سيكون أكثر شمولًا وتوسعًا من أي وقت مضى، وسيتضمن تعاونًا مع كبرى السلاسل التجارية لضمان خفض فعلي ومستدام في أسعار عدد كبير من السلع.
وشدد على أن هذه الإجراءات تمثل بداية لخطة طويلة الأجل لضبط السوق وتحقيق العدالة السعرية، بما يضمن حماية المواطن وتحسين مستوى معيشته بالتوازي مع تحقيق الاستقرار للاقتصاد الوطني.